سعد الفرج... أحد أهم رواد المسرح الكويتي، ممثلاً وكاتباً، تتلمذ على يد المرحوم حمد الرجيب، ودرس في معهد عميد المسرح العربي زكي طليمات، وأكمل دراسته العليا إعلامياً في أميركا.
وعندما تحدث الفرج نتمنى أن تستمع وزارة الإعلام لما قاله في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بدقة وانتباه، فقد كان المسرح أيامه منارة عالية، نادت بالحريات التامة، والديموقراطية، وحاربت أمراضاً اجتماعية عديدة، كالطبقية والزواج غير المتكافئ، والسحر والشعوذة، والطمع والجشع، والعديد العديد من تلك الأمراض المجتمعية، وفتح الطريق إلى الإصلاح وحذرنا من الخطأ في العديد من المسرحيات.
وقد ألّف الفرج مسرحيات عدة لا تزال في أذهان الناس، منها: «عشت وشفت»، «حامي الديار»، «الكويت سنة 2000»، «بني صامت»، و«حرم سعادة الوزير»، ومُنع له نصَّان هما: «هذا سيفوه»، و«ممثل الشعب»، لجراءة النص، ولأن رواد المسرح آنذاك من المثقفين وكبار الشخصيات، والمسؤولين والإعلاميين.
كان رقيب وزارة الإعلام يجلس في الصفوف الأولى، عند كل عرض مسرحي للتأكد من التزام جميع الممثلين بالنص المسرحي، أو تكون المخالفة أو إيقاف المسرحية عند أي إضافة أو تعليق.
وبعد التضييق والتشديد بالموافقة على النصوص الجادة، غاب المسرح الجاد وأصبح لدينا ما يُسمى بمسرح الضحك من أجل الضحك، الذي غاب عنه النص الحقيقي المتماسك، وظهر الاعتماد على النجم الواحد، وخلا أيضاً من الديكور والأثاث، فأصبح مجرد نقاش وثرثرة بين النجم الواحد وبقية الممثلين، غالبيته سخرية واستهزاء بأشكال الناس واللهجات العربية، بل حتى والمعتقدات الدينية، والملابس الغريبة، وإيحاءات غير لائقة...
ولكن هذه النوعية من المسرحيات تجد القبول من بعض المشاهدين من صغار السن والشباب، بل إن أحد نجوم اليوم يقول: أنا كل يوم أعرض نصاً جديداً حسب تفاعلي مع الجماهير.
أما الرقابة عن هذا النوع من المسرحيات فهي غائبة، لأنها تخلو من أي نقد أو محاسبة للحكومة وأعماله.