إياد العطار: نحن في حاجة إلى تغيير قناعاتنا وتحديث تصوّرنا لدور الهواء النقي في حياتنا

رأى الاستشاري الدولي والباحث في المملكة المتحدة في تنقية الهواء الدكتور أياد العطار، ان الاختيار العلمي لفلتر الهواء لا بد أن يبدأ بالفحص الفيزيائي والكيميائي للشوائب، لمعالجة الهواء بصورة صحيحة واقتصادية، مشدداً على الحاجة الى تغيير قناعاتنا وتحديث تصورنا لدور الهواء النقي ليس فقط في المباني الخضراء فحسب، بل في حياتنا ايضا، بما في ذلك الفهم الصحيح لآثار استنشاق هواء ملوث سواء على المدى القصير والبعيد.
وقدم العطار خلال محاضرة بعنوان «هل يمكن للمباني الخضراء ان تصبح مليئة بالأتربة»، خلال فعاليات المنتدى الاول الذي عقده مجلس الكويت للمباني الخضراء، شرحا وافيا عن دور مرشحات الهواء في المساهمة بجعل المباني خضراء، والارتقاء بجودة الهواء الداخلي بتوظيف أجهزة التكييف المركزي بشكل إيجابي، لتقديم راحة حرارية بشكل موفر الطاقة.
وقال «إذا ما كنا نريد ‏هواء نقياً بجودة عالية، فعلينا رفع مستوى الاداء الهندسي لمرشحات الهواء حيث يشكل ضعف المواصفات الفنية والاختيارات التقليدية وتقديم حلول احادية لجميع التطبيقات الهندسية وتجاهل الظروف ‏المناخية الاقليمية ‏تحديات عدة».
‏وشدد العطار على ان الفهم الصحيح للمعايير العالمية لفحص فلاتر الهواء الهندسي يشكل أهمية كبيرة للمضي قدما في اختيار الفلتر المناسب لكل تطبيق ومناخ.
‏وتوقع ان تتطلب المراحل الأولى لخطة تحسين نوعية الهواء الداخلي والخارجي تقديم منهج هندسي في اختيار التكنولوجيا المناسبة للمرافق المعنية على حدة والالتزام الحقيقي بتنفيذه، معتبراً أنه «لا يمكن الاعتماد الا على اختيار فلاتر متطورة لتلبية احتياجات الترشيح المستقبلية للمباني الخضراء، حيث تستخدم فيها أجهزة تكييف مركزي، تعتمد على الفلاتر المصممة لجعل الهواء نقيا داخل تلك المباني، ومحافظا على مستويات الحرارة المناسبة».
وقال «الهدف الرئيسي لاستخدام فلتر للهواء هو عملية التنقية التي تزيل الشوائب المتسببة في سوء نوعية الهواء الداخلي. ان استنشاقنا لكميات قليلة من الهواء الملوث أمر غير صحي، وعلينا ان نسأل إذا ما كانت فلاتر الهواء تقوم بعملها ام اننا نحتاج الى فلاتر أفضل. ان التصاميم الذكية لفلاتر الهواء الانسيابية سهلت امكانية الحصول على كفاءة أعلى مع استهلاك للطاقة أقل».
وشدد العطار على انه «لا يمكن الارتقاء بجودة الهواء الا إذا كان أسلوب التنقية متعدد المراحل، يستبعد منها الاختيارات التقليدية الشائعة الاستعمال، مثل التنقية احادية المرحلة والاعتماد على استخدام فلاتر قابلة لإعادة الاستخدام عن طريق التنظيف بالماء او الهواء. إقليميا، لا يزال تقييم أداء فلاتر الهواء يعتمد على طول العمر الافتراضي لها، بغض النظر عن حالتها التشغيلية وكفاءتها المستدامة. ان زيادة الوعي بأهمية الهواء النقي للمباني الخضراء ليس كافيا للارتقاء بمعايير جودة الهواء الداخلية والخارجية».
ورأى العطار أن ارتفاع نسبة الهواء الملوث عالميا ألقى بظلاله على التغيير المناخي من جهة، وعلى جودة الهواء من ناحية أخرى. ولابد ان يكون للعالم وقفة عندما يعيش 92 في المئة من سكانه في أماكن تتجاوز فيها مستويات جودة الهواء المعايير العالمية (منظمه الصحة العالمية). في حين كشفت اليونيسيف ان 300 مليون طفل يعيشون في مناطق يصل فيها حد تلوث الهواء الى مستويات سامة في الهواء الطلق، وهو ما يفوق المعايير العالمية المسموح بها بستة اضعاف وهذه الأرقام تدعو للقلق.
وتساءل «لماذا نتعامل مع البيئة بافتراضية ان قدرتها الاستيعابية على تحمل التلوث المتزايد لا نهائية؟»، ليجيب ان «ازدياد تلوث الهواء عالميا سلط الضوء على اهمية استخدام فلاتر الهواء داخل اجهزة التكييف المركزي لتنقية الهواء الداخلي بجودة أعلى. من الصعب ان ينصب اهتمام العالم على رفع جودة الهواء دون الاستشهاد بتلوث الهواء، ومن الصعب التصدي لتلوث الهواء دون إبراز دور أجهزة تنقية الهواء. ومن المستحيل انكار ان مستويات الهواء النقي آخذة في الانخفاض، لذلك إذا كان الهواء النقي حقا من حقوق الإنسان، فيجب علينا ان نضمنه لأكثر من 7 مليارات شخص في جميع انحاء العالم، نصفهم يعيشون على حوالي دولارين في اليوم الواحد».
كما أكد العطار أن الاختيار الخاطئ لفلاتر الهواء لا يؤثر فقط على صحة الانسان، بل على كفاءة اداء الاجهزة المستخدمة فيها، ويزيد من تكلفة وعدد مرات الصيانة، وثبت هذا علميا عبر دراسات عالمية.
وشدد على ان «اداء فلتر الهواء يقيم هندسيا بواسطة مختبرات معتمدة عالميا تستخدم اجهزة متطورة ذات قابلية لقياس كفاءة الفلتر في التقاط عوالق ذات احجام دقيقة جدا تصل الى النانومتر. لذلك، تخضع مختبرات الفحص العالمية لرقابة حكومية للتأكد من نزاهة النتائج. حيث يتجه العالم حاليا نحو تطبيق استخدام هذا النوع من الالياف المجهرية بحجم النانومتر للحصول على كفاءة عالية لم يسبق تحقيقها من قبل».
وأشار إلى أن العالم شهد تطورا ملحوظا في علم تنقية الهواء خلال السنوات الماضية، حيث أصبح بالإمكان الحصول على درجة عالية من النقاء، باستخدام فلاتر عالية الكفاءة وانسيابية مرور الهواء داخلها واقل استهلاكا للطاقة. وهذا يؤكد ان اختيار فلاتر الهواء لتطبيق معين لا بد ان يتم تحت اشراف هندسي.
وعدد العطار 5 عوامل رئيسة ساهمت في نمو سوق فلاتر الهواء الصناعية: القوانين الداعية لتقليل الانبعاثات على الصعيد العالمي- تزايد الطلب على الفلاتر ذات الكفاءة العالية- ازدياد الطلب العالمي على توليد الطاقة - الأوبئة المتكررة وارتفاع نسبة تلوث الهواء عن حدود المعايير العالمية.
واعتبر ان «متطلبات ترشيح الهواء تعتمد على مكان موقع الاستخدام وتعتمد على عوامل متعددة تؤثر في استراتيجية الشراء لتوفير الحل المناسب. ومع ذلك، فان هناك تناقضا واضحا بين المطالبة بنوعية جيدة للهواء وكيفية اختيار الفلاتر وتصنيعها واقتنائها وتركيبها واستبدالها.

العطار في سطور

- استشاري دولي وباحث في المملكة المتحدة في تنقية الهواء.
- حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة تورنتو (كندا) وعلى شهادة الماجستير من جامعة الكويت والدكتوراه من جامعة لفبورو (المملكة المتحدة).
- تم اختياره من المجلة الرسمية لجمعية تنقية الهواء بالمملكة المتحدة والجمعية الاميركية للتنقية وفصل الشوائب كعضو دولي لقسم التحرير من الكويت.
- يعمل كمستشار فني وإقليمي لشركات أوروبية في نفس المجال.
- نشر مقالات وأبحاثاً في تنقية الهواء وكرم من قبل جامعة تورونتو الكندية وجامعة كينج هي الكورية.
- حصل على جائزة المحرر من مجلة كلاميت كنترول لعام 2017
- نشر مقالات ومقابلات في علم تنقية الهواء لمجالات التكييف وتوليد الطاقة اقليميا وعالميا.
- حازت مقالات ومقابلات العطار استقطاب عدد كبير من القراء في مختلف دول العالم منذ عام 2010.