آلة الكذب

الأمور تبدو وكأنها تتسارع أحياناً وأحياناً أخرى يسودها البطء.
مَنْ يتحكم في هذا التسارع لا يعلم أنه مع تسارع الأحداث تزيد الاخطاء... تقصف غزة... تدمر غزة كما دمرت من قبل، وكما ستدمر في المستقبل... أرواح بشرية تقتل... لكن اختفاء الصحافي يظل هو الحدث الاول المتصدر للأخبار... مَنْ تاجر إعلامياً بقضية فلسطين ومن ادعى انه الداعم الاساسي لهذه القضية أصرّ على تناسي القتل والقصف الحادث في غزة وسلط كل قواه في اتجاه اختفاء صحافي.... ليس حباً فيه... لكن قتل الأبرياء في غزة ليس ذا أهمية الآن وتسليط الضوء على غزة وعلى قتل أهلها الآن لن يكسبهم أي شيء... إنما اختفاء الصحافي هو الخبر الأول بلا منازع.
الأحداث تتسارع، وفرض العقوبات الأميركية على إيران وتيرته أصبحت أكثر حدة... والاتفاق الاوروبي - الإيراني لا يلوح بالافق... لكن اختفاء الصحافي ما زال هو الحدث المسيطر على الاعلام... عقوبات سيكون لها عواقب أكثر من كارثية على المنطقة والاقتصاد الاقليمي والدولي... واختفاء الصحافي هو الأهم وهو المسيطرعلى الأحداث.
التفت إلى الناحية الأخرى لتشاهد سورية وادلب... والأحداث الأكثر من دموية... لكن قضية الصحافي المختفي تبقى مسيطرة على الأحداث...!
أميركا تتكلم عن الحريات وإعلامها يطالب بحقوق الانسان... لكنها بالأمس انسحبت من منظمة حقوق الانسان... إعلامها لم يهتم بانسحاب أميركا من منظمة حقوق الإنسان... لكنه اهتم باختفاء صحافي... انتبه إعلامها الآن على أنه يجب ان يدافع عن حقوق الانسان.
لكن مثلما تسارعت الأحداث فإنها ستتباطأ... لكن هل نتعظ... ونتذكر كيف حوربت الكويت إعلامياً بكل خسة... هل ننسى كيف وقفنا ووقف معنا القلة من المخلصين للدفاع عن الكويت، ضد آلة الكذب الإعلامية...؟!