وجع الحروف

رؤيتنا و... حلمهم!

1 يناير 1970 04:52 ص

خلال زيارتي لديوان الروضان مع أخي وزميلي الحبيب حسين عبدالرحمن، كنت أجلس بالقرب من الدكتورة رولا دشتي التي كانت تشغل منصب وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية? دار حوار ودي بين رواد الديوان الكرام وتحدثت عن مفهوم الرؤية من واقع ما ذكر في كتب القيادة والتخطيط الإستراتيجي، وذكرت انها حلم ينوي القيادي تحقيقه... وهنا لم أتوقع اختلاف أحد الزملاء حين قال «أختلف معك... إنها ليست حلما»!
وأرغب هنا أن أشارككم أحبتي الكرام في جزئية الحلم من منظور القيادي في أعلى هرم المؤسسة.
نعم... إن الرؤية حلم بمعنى ماذا تحلم في تحقيقه وأنت مستيقظ مدرك لدور القيادي، الذي يضع الرؤية وعلى سبيل المثال فنحن عندما نحلم بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، من خلال إيجاد «مثلا» ميناء مبارك: فكيف سنعلم أننا قد حققنا الحلم «الرؤية»... هل سيكون مشابها لميناء سنغافورة أو هونغ كونغ او أي ميناء عالمي آخر، إذ لا بد من وحدة قياس من باب المقارنة؟
ومستشفى جابر... هل سيكون مقاربا لأفضل 5 مستشفيات عالمية حسب التصنيف المعتمد «مثل ماذا سيكون مستشفى جابر... (مايو كلينيك? ماس جنرال? كليفلاند كلينك? جون هوبكنز)»؟
هذا هو الحلم... ولا نعني الحلم «رؤيا المنام» فشتان بينهما... هي في مختصر القول تعبر عن رؤية تغييرية يضعها القيادي «قابلة للتطبيق»، لنقل وضع ومستوى المؤسسة مما هي عليه إلى مستوى مقارب لمؤسسة أفضل منها «وجه مقارنة للتحقق من بلوغها»، خلال فترة زمنية محددة ومن ثم توضع الأهداف والخطط الإستراتيجية وتغيير في الهياكل التنظيمية لتتماشى مع متطلبات الرؤية.
نفهم أن ما ندور حوله لا يتعدى تنفيذ مشاريع، وحتى بعد تنفيذها تجدها غير مكتملة ولنا في منطقة شمال غرب الصليبيخات «وقبلها صباح الأحمد» التي تفتقر إلى الخدمات «مستوصف? مخفر? جمعية»، وتغيير اسمها «الطويل» وقس عليها بقية المناطق والمشاريع الاخرى من مستشفيات وخلافه.
أين المشكلة؟
إذا كنا نجلس ونتحاور ونختلف على المفهوم فما بالنا بالمضمون والمحصلة لأي قضية!
أعتقد أننا بعيدون كل البعد عن المفاهيم القيادية ونجهل التخطيط الإستراتيجي، وإن كان أحبتنا يعلمون بها فإنها وفق المشاهدات غير مطبقة؟
كانت الدكتورة رولا دشتي وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية... فأين هذه الوزارة الحيوية الدور؟
نحن أحوج إلى العودة للوراء... لمعرفة نوع الاستشارات التي نبني عليها قراراتنا.
سنفهم عندئذ اننا بحاجة لكادر استشاري سليم وقيادات يحق لنا تسميتها قيادات فعلية.
«البراشوت» لا يصنع قياديا ولا يصلح حال إدارة المؤسسات لدينا.
الزبدة:
هل سمعتم بقضايا النصب العقاري؟ وقضايا أبسط كـ«الرياضة? العمالة المنزلية? الحكومة الإلكترونية والمترو»...!
هل قرأتم عن قضية دار الاستثمار التي نشرت في «الراي» قبل أيام؟
هل أصبح جل همنا متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عن استجوابات مقبلة وتعديل وزاري؟
نريد من يوقف مسلسل هدر الأموال وضياع البوصلة وحرماننا من أبسط ما يمكن تحقيقه، «كحلم أو أي مسمى ترونه» من تعليم? صحة? طرق، تركيبة سكانية معتدلة... إلخ.
قد تختلف معي وهذا طبيعي جدا لكن السؤال هو: لماذا لا نتحاور ونحاول فهم بعضنا البعض؟
قد لا يعجبك طرحي لكن احترمني على الأقل.
نعلم ان الولاء الوطني والبر بالقسم والمحافظة على الوحدة الوطنية، من أهم مفاهيم العطاء الإيجابي ناهيك عن المصداقية والشفافية والعدل والمساواة التي حرص المشرع على العمل بها.
الكويت بلد خير جبل أهله على المحبة، في ما بين مكوناته ومساهمات الخيرين من أهل الكويت غطت معظم بقاع الأرض وعند النظر إلى وضع مؤسساتنا وتعاملاتنا الإنسانية نجدها مقاربة لما كنا نناقشه فهو يدور حول: رؤيتنا و... حلمهم الذي لم تكتمل جوانبه لسبب واحد، وهو ان الرؤية مختلفة عن ما يجب أن تكون عليه استراتيجيا والحديث يطول اجتماعيا وثقافيا وتنمويا في هذا الجانب... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi