ولي رأي

المنهج الدراسي المطلوب

1 يناير 1970 08:00 ص

لأننا شعب من مجموعات بشرية نزحت من مناطق حروب وغزوات ومجاعات، وجاءت الكويت بحثاً عن الأمان والاستقرار والرخاء، متنوعة الأعراق واللغات والمذاهب، والعامل المشترك الوحيد بها حب وطن آواها واستقرت به. لذا على من يعد المناهج الدراسية - خصوصاً في المراحل الأولى - أن يجعل الوطنية محوراً أساسياً في بنائها وأن تتحدث صفحات الكتب عن حب الوطن والمواطنين وتنقل من ألسنتهم وأقلامهم.
تشير كتب التاريخ إلى أن الكويت كانت إمارة مستقلة تحت حكم عادل منذ بداية القرن الماضي، تقوم بها تجارة وصناعات أهمها صناعة السفن ولديها أسطول بحري كبير ينقل خيرات دول الخليج العربي والعراق إلى الهند ويعود حاملاً البضائع الهندية إليها.
وفي عاصمتها الكويت نشأ مجتمع متفتح به الشعراء والأدباء وعلماء الدين وكُتّاب التاريخ واشتهرت عائلات كبيرة بنوع من الصناعات، كالقلاليف صناع السفن، والبحوه في العمارة، والشايجي في النجارة. وخاض أهلها تحت بيرق حكامها العديد من المعارك وبنوا أسواراً ثلاثة حماية لها من الغزاة، وكانت فيها حرية رأي وثقافة عامة.
والمطلوب اليوم أن تُنقل هذه الصفحات المشرقة إلى أبنائنا مما يعطيهم صورة واضحة بما كان آباؤنا وأجدادنا عليه، وسأذكر أمثلة لبعض الرموز الوطنية الكويتية، منهم علامة الكويت الشيخ الفاضل عبد الله الخلف الدحيان، والمؤرخ عبد العزيز الرشيد، أما الشعراء فهم كثر وسأكتفي بأشهر ثلاثة وهم: صقر الشبيب، فهد العسكر، وفهد بورسلي، والمفكر الكبير صالح محمد العجيري، أطال الله عمره، وأن يكون في كتب التاريخ والوطنية حديث عن شهداء الكويت أمثال عبد العزيز المشاري، وعبد الوهاب المزين، وأسرار القبندي، الذين وحتى الآن لم تعطهم الدولة التكريم المناسب، أما حاضر الكويت فهي ما زالت قبلة كل طالب للحرية والأمن والاستقرار، وسميت بلد الإنسانية.