أكد أن عمق وحجم علاقات الكويت والمملكة كفيلان باستيعاب وتجاوز أي خلاف

الجارالله: تناولنا بصراحة وشفافية مع ولي العهد السعودي الاختلاف المتعلق بالمنطقة المقسومة

1 يناير 1970 11:59 ص

بحثنا الأزمة الخليجية خلال الزيارة ولكن لا اتفاق بمعنى اتفاق في شأنها

التقارب الكويتي - التركي الكبير لا يؤثر على علاقتنا بالسعودية

تشكيل لجنة لملاحقة من قاموا بالنصب العقاري على المواطنين بالخارج

تحالف الشرق الأوسط أمني - عسكري - اقتصادي غير موجه ضد إيران ولكن ضد جملة من التحديات في مقدمتها الإرهاب

مذكرة تفاهم وشيكة بين جهاز تطوير مدينة الحرير والسلطات الصينية

اقترحنا موعداً للمشاورات الكويتية - الروسية قبل نهاية العام ونحن بانتظار بوغدانوف


فيما شدّد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، على أن حجم وعمق العلاقات الأخوية المتميزة بين الكويت والمملكة العربية السعودية، كفيلان باستيعاب وتجاوز أي خلاف مهما كان حجمه، لفت إلى أن الاختلاف المتعلق بالمنطقة المقسومة بين البلدين تم تناوله بصراحة وشفافية خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للكويت، مذكراً أنه «سبق وأكدنا بأن الزيارة كانت مبعث سعادة وسرور لنا، وكانت نتائجها إيجابية وفي مصلحة البلدين الشقيقين».
وأضاف الجارالله، على هامش مشاركته في الاحتفال باليوم الوطني الإسباني أول من أمس «لقد تطرقنا خلال الزيارة إلى مختلف أوجه العلاقات الثنائية، وفي مقدمة ذلك الاختلاف المتعلق بالمنطقة المقسومة، حيث تم تناوله بصراحة وشفافية، وأكدنا على رؤانا لحسم القضايا المتعلقة به بما يحقق مصالحنا العليا المشروعة، ونتطلع أن نتمكن مع الأشقاء في المملكة من طي صفحة هذا الاختلاف الذي امتد لسنوات عديدة».
وفي شأن الأزمة الخليجية، واذا ما تم تناول الملف خلال الزيارة، قال نائب وزير الخارجية «سعدنا بزيارة صاحب السمو الملكي، وعندما تكون مثل هذه الزيارات لا بد من التطرق إلى كل الملفات الساخنة، ومنها الأزمة الخليجية، وهي زيارة مهمة، ومن الطبيعي عندما تكون القيادة الكويتية والقيادة السعودية في لقاء وفي تواصل وبحث الملفات الساخنة في المنطقة، من الطبيعي ان تكون الأزمة الخليجية من ضمن هذه المباحثات».
واذا ما كان هناك اتفاق لحل الأزمة، أجاب «ليس هناك أي اتفاق، أو أي شيء محدد ممكن أن يقال إنه اتفاق، ولكن نقول إنها بحثت، وأبدى الجانبان رأيهما في الأزمة، وأبدى الجانبان تطلعهما لطي هذه الأزمة».
وعما إذا كان التقارب الكويتي-التركي الكبير، قد يؤثر على علاقة الكويت مع السعودية، رد نائب الوزير «لا إطلاقا، فالكويت تحرص على علاقات وطيدة وعلاقات أخوية مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي علاقاتنا تحكمها مصالح واعتبارات كثيرة، ولا اعتقد ولا أتصور أنه إذا كان هناك تقارب كويتي - تركي (يمكن) أن يؤثر على العلاقة الكويتية-السعودية أو أي علاقة أخرى».
وعن ضحايا النصب العقاري في بعض الدول، رأى الجارالله «هذه ظاهرة مؤسفة وراح ضحيتها العديد من المواطنين، وتحركنا منذ فترة لتشكيل لجنة ساهمنا فيها برئاسة وزارة التجارة، وسيكون لوزارة الخارجية دور من خلال سفاراتها بالخارج، ومن متابعة وملاحقة هذه السفارات، لمن قاموا بهذه العمليات من النصب والاحتيال على المواطنين».
وأضاف «نبهنا ووضعنا ضوابط للعديد من المعارض التي تقام بالكويت، بحيث تكون هذه الضوابط فيها أحكام، وفيها ضبط لما قد يعرض على المواطنين، لمنع العروض الوهمية والحد من عمليات النصب، التي تمت في معارض عديدة في سنوات ماضية».
وحول ما يسمى «الناتو العربي»، واذا ما كان موجها ضد إيران، قال «لا اسميه الناتو العربي، بل أسميه مقترحات قدمت من الولايات المتحدة تتعلق بإنشاء تحالف في منطقة الشرق الأوسط، يشمل مستويات عديدة منها الجانب الأمني والعسكري والاقتصادي، وبالتالي هذا التحالف يهدف لحماية مصالح المنطقة، وأعضاء هذا التحالف دول مجلس التعاون الستة إضافة إلى مصر والأردن، ونحن منذ البداية رحبنا بهذه الفكرة، ونعتقد أننا في ظل التحديات التي تواجهنا نحتاج إلى مثل هذه التحالفات، ونحتاج إلى مثل هذا التكتل القادر على مواجهة هذه التحديات».
وحول القراءات بأن التحالف موجه فقط ضد إيران، اعتبر الجارالله أنها «قراءات خاطئة، وأنا اؤكد بأن هذا التحالف يهدف إلى مواجهة تحديات عديدة في المنطقة، وبالتالي ليس الحديث عن إيران فقط، ولكن هناك جملة من التحديات، وفي مقدمتها الإرهاب».
وفي شأن التواجد العسكري البريطاني في الكويت، أوضح أن «هناك اتفاقية دفاعية وقعت بين البلدين، وبالتالي تواجد قوات بريطانية في الكويت هذا شيء طبيعي، وفي إطار هذه الاتفاقيات، وهو أمر مرحب به من قبل بريطانيا».
وعن دعم الكويت لوكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «أونروا»، قال «الكويت حرصت من منطلق مسؤولياتها الإنسانية ودورها الإنساني، على تكريس هذا الدور لما يواجهه أشقاؤنا الفلسطينيون، من أوضاع صعبة في التدريس والمعيشة وظروفهم الحياتية، استدعت أن تتحرك الكويت أمام العجز الواضح للاونروا في تمويل برامجها الخاصة باللاجئين، ونحن تحركنا وساهمنا بمبلغ 42 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمتنا السنوية، واعتقد أن تجاوب العديد من الدول لاحتياج الاونروا، كان تجاوبا جيدا وفعالا، وأسهم في تمكينها من مواصلة دورها الحيوي والمهم، على صعيد الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني».
وفي شأن ما تم تفعيله وإنجازه من اتفاقات مع الصين أثناء زيارة سمو الأمير الأخيرة إلى بكين، قال الجارالله «نحن بصدد تفعيل ما تم الاتفاق عليه أثناء زيارة سمو الأمير، وهناك اجتماعات واتصالات، وهناك مذكرة تفاهم على وشك أن توقع بين جهاز تطوير مدينة الحرير والسلطات الصينية المسؤولة عن التعامل مع هذا الجهاز، وبالتالي نحن نسير بخطوات ثابتة ونتقدم فيها بشكل إيجابي لتفعيل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها».
أما عن موعد انعقاد لجنة المشاورات السياسية الروسية-الكويتية، فقال ان «المشاورات ليست متوقفة، وهناك اتصالات مع أصدقائنا في روسيا، وهناك مقترح موعد من جانبنا إلى الجانب الروسي، وهناك اتصال معهم لتحديد موعد هذه المشاورات قبل نهاية العام في الكويت، ونحن بانتظار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف».
وأعرب الجارالله عن سعادته للمشاركة في حفل العيد الوطني الإسباني، مهنئا الاصدقاء الاسبان بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، متمنياً للملكة الاسبانية مزيدا من التقدم والازدهار.
وأشار إلى عمق العلاقات الكويتية-الاسبانية والتي وصفها بالممتازة، لافتا الى حرص الكويت على دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.
ولفت الجارالله الى الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين، والمجالات الواسعة للتعاون والمصالح المشتركة بينهما، فضلا عن تنامي أعداد الكويتيين الذين يزورون إسبانيا كل عام كـ«دليل على التقارب الشعبي بين البلدين، ويوضح الترحاب والحفاوة والتسهيلات التي تقدمها مملكة اسبانيا للسائحين الكويتيين».
من جانبه، أشاد سفير مملكة إسبانيا لدى البلاد ألفارو رودريغيث الفريث في تصريح للصحافيين، بالعلاقات التي تجمع بلاده بالكويت، مشيرا إلى أنها قديمة وتزيدها متانة العلاقة بين العائلتين الحاكمتين وبين الدولتين اللتين تجمعها علاقات سياسية ممتازة.
ونوه الفريث بالعلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية الجيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك عشرات الآلاف من السياح الكويتيين يزورون اسبانيا سنويا.
وأعرب السفير الإسباني عن امتنانه لتواجده في الكويت، متمنيا أن يساهم في تقوية العلاقات بين البلدين.