تقهقُر «عمالقة أوروبا» كروياً... ليست سوى البداية

1 يناير 1970 03:26 م

من ظواهر كرة القدم «الدامغة» أن النادي، أي نادٍ، لا بد أن يعاني لفترة قد تطول وقد تقصر، خلال الموسم.
التجربة تشير الى أن فترة «الركود» تفرض نفسها بعد انتصاف الموسم، لذا لا يمكن أن تسمى بـ «الأزمة الكبرى» بل «الأزمة الموقتة التقليدية».
لكن ما تفسير الأزمة إن وقعت في الأسابيع الأولى من الموسم؟
أسباب عديدة تفرض نفسها في هكذا سيناريو، أبرزها تغيير الجهاز الفني، وعدم بلوغ اللاعبين، جدداً كانوا أم قدامى، المستوى المطلوب من التجانس، وغيرهما.
عملاقان من أوروبا يعانيان الأمرّين منذ انطلاق الموسم، أولهما ريال مدريد الاسباني، بطل أوروبا في المواسم الثلاثة الماضية، والذي بدأ سداد فاتورة رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فيما تتزايد الضغوط على المدرب الجديد خولين لوبيتيغي بعد الفشل في تحقيق الفوز في المباريات الأربع الأخيرة في مختلف المسابقات.
جرى حصر أسباب «التقهقر المدريدي» في غياب الفعالية التهديفية بعد رحيل رونالدو، القلق الدفاعي بعدما اهتزت الشباك خمس مرات في آخر أربع مباريات، إصابة عدد من الركائز ابرزها البرازيلي مارسيلو وداني كارباخال وإيسكو، الإرهاق المتأتي من المونديال، ورحيل زيدان.
العملاق الثاني هو بايرن ميونيخ الألماني الذي سيطر على دوري بلاده في السنوات الست الماضية، بيد أنه تقهقر مطلع الموسم الراهن.
ومني بايرن، السبت، بهزيمته الأولى على أرضه والثانية في الدوري، ما يزيد من الضغوط على مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش.
 أسباب التراجع البافاري متشابهة في جانب منها مع تلك الملتصقة بريال مدريد، وأبرزها اعتزال المدرب يوب هاينكيس، عدم التعاقد مع لاعبين للحلول مكان «العواجيز»، بدء فقدان الثقة في كوفاتش من قبل اللاعبين، تمرد النجوم بسبب سياسة المداورة، الافتقاد الى الابداع، والاصابات التي لحقت بعدد كبير من العناصر ابرزها الفرنسي كينغسلي كومان.
برشلونة الاسباني، هو الآخر، يعاني بدليل حصده ثلاث نقاط في آخر أربع مباريات في الـ «ليغا»، ولولا الارجنتيني ليونيل ميسي لكان وضعه أسوأ.
بداية مانشستر يونايتد الانكليزي كانت سيئة أيضاً وترافقت مع «حرب تصاريح» كان المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يطلقها «مبطّنة» بين الحين والآخر، أضف إليها الأزمة بينه وبين الفرنسي بول بوغبا، والخيبة التي خلّفتها صفقة التعاقد مع التشيلي أليكسيس سانشيز.
الموسم ما زال في أمتاره الأولى، والوقت ما زال في متناول الراغبين في التحسن، فهذه «ليست سوى البداية».