نسمات

كفو... وزير الداخلية

1 يناير 1970 01:32 ص

مثلما نحرص على انتقاد الفساد والقائمين عليه في الكويت، فإن واجبنا هو امتداح الجوانب الإيجابية ومدح المُصلِحين لان جهود الإصلاح هي الضمانة الوحيدة لمحاربة الفساد واجتثاثه من المجتمع!
لا بد من تسديد الثناء والشكر لما يقوم به وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح من إصلاحات في وزارته، لاسيما ما تفجّر أخيرا ما يُسمى بضيافة الداخلية، والتي كشفت عن سرقة ملايين الدنانير من ميزانية الدولة تحت مسمى ضيافة، وشارك فيها مسؤولون كبار في الوزارة، فلا شك أن حرص الوزير على نظافة وزارته ومنع الفساد فيها كان هو الدافع الأكبر لكشف تلك السرقات المنظمة والقبض على الرؤوس العفنة التي تعشعش فيها وتنتهك حرماتها!
لقد تابعنا قصصاً غريبة ومضحكة حول هذا الموضوع تشبه قصة «كبت أمي» القديمة، حول الربح المفاجئ لبعض الأشخاص، وتواطؤ بعض الفنادق والتجار على استباحة المال العام بعيداً عن الرقابة!
كما لا يفوتنا أن نمتدح وزير التربية الدكتور حمد العازمي على حزمه ضد بعض كبار قيادات «التربية»، حول موضوع تكييف المدارس ما أدى الى استقالات بعض القيادات.
أما هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، فقد بدأت بالتألق بعدما قامت بمتابعة بعض قضايا الفساد في البلد وتحويل بعض تلك القضايا الى النيابة العامة!
قد يقول قائل إن الشق واسع وإن تلك الخطوات الإصلاحية القليلة لا يمكن أن تمثل نهاية لذلك التسونامي الواسع للفساد، الذي يتكثف يومياً، ونحن نقول: لا مانع، دعنا نبدأ وننظف بيتنا من تلك القاذورات، ودعنا نعمل على تشجيع المصلحين ودعمهم وحمايتهم!
لا شك بأن مجتمعنا يعج بالكثير من المخلصين والمصلحين، وكل ما نحتاجه هو تشجيعهم ودفعهم نحو ممارسة دورهم في المجتمع.

ماذا يريد نوابنا؟!
مقابل تلك الخطوات الإصلاحية القليلة التي نشاهدها فإني أعجز عن تفسير ما يدور في أذهان نوابنا الأفاضل، وما هي أولوياتهم، ولكن الواضح أنهم ما زالوا نائمين في العسل. فقد صرح أحدهم بالأمس بأنه رسم خريطة طريق للاستجوابات تتناول أربعة وزراء، وبالطبع فإننا لا نعلم لماذا اختار هؤلاء الوزراء دون غيرهم، وما هي مؤاخذاته عليهم، وأعتقد أن ذلك جزء من العبثية التي نواجهها وللأسف، وان الهدف هو كسب السمعة والصيت!
حتى التجمع الذي سمعنا بأنه قد تشكل قبل بضعة أيام من ستة من النواب، والذي لم يحدد أولوياته أو برنامج عمله، سمعنا بأنهم مختلفون حول مواقفهم من الاستجوابات.
قليل من النواب الذين يعجبوني وأشعر بأن استجواباتهم جدية فعلا منهم النائب رياض العدساني، ولكنه يغرد وحيداً ولا يبدو أنه منسجم مع بقية زملائه!
والسؤال الذي نطرحه على نوابنا الأفاضل: ما هي آراؤكم حول مشكلة البطالة المقنعة في الكويت وفي مشاكل التعليم والشهادات المزوّرة وفي مشكلة التسرب الكبير من البعثات الدراسية الذي طرحته الصحف قبل أيام؟ ولماذا لا تكتبون برامجكم المقترحة وأنتم تدخلون السنة الثالثة من المجلس بدلا من هذا التخبط؟
أنا أعرف نائباً برنامجه الوحيد هو استجواب وزيرة الشؤون وطرح الثقة فيها - وان كان للمرة العاشرة - لأنها حلت جمعيته واتهمتها ببعض التهم!