وجع الحروف

البحث عن... «المُصْلِحين»!

1 يناير 1970 04:51 ص

في معرض رده على سؤال حول الفرق بين الصالح والمصلح? والفاسد والمفسد؟ ذكر الإمام ابن باز رحمه الله: «الذي يقوم بحق الله وبحق عباده هذا الصالح? فالصالحون هم الذين يقومون بحقوق الله بأداء فرائضه وترك محارمه وأداء حق العباد كأداء الأمانة? والنصح لهم وعدم غشهم ومن بذل السلام ورد السلام وأداء الأمانات ونحو ذلك? والمصلح هو الذي يتولى توجيههم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والأخذ على يد السفيه ونحو ذلك? فهو صالح مصلح يتقي الله في نفسه ويجتهد في إصلاح غيره... والفاسد هو الذي فسد دينه بالكفر بالله أو بالمعاصي والسيئات? والمفسد هو الذي يدعو إلى الفساد يدعو إلى الشر? يدعوإلى الزنا والفواحش يشجع عليها? ينميها بين الناس نسأل الله العافية والسلامة». (انتهى الاقتباس المصدر: «فتاوى الجامع الكبير»).
عندما نتحدث عن قضايا «ضيافة الداخلية? قضية الاستعداد للعام الدراسي وتدني مستوى التعليم? الحيازات الزراعية والحيوانية? التجارة وما أثير من قضايا المصروفات وصندوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة? قضية التأمينات? الأشغال ومشاريعها والطرق? تردي مستوى الخدمات الصحية? الكهرباء والعدادات الذكية? الاستثمارات الخارجية والداخلية? تجار الإقامات والتركيبة السكانية والعمالة الهامشية? العمالة المنزلية? والرياضة والتعيينات الباراشوتية? والتيه الاجتماعي والأخلاقي الذي تعج به وسائل التواصل الاجتماعي وغيره من القضايا? إنما نحن نبحث عن المصلحين للقضاء على كل فاسد ومفسد».
وقد قال أهل العلم? مصلح واحد أحب إلى الله من ألف صالح? لأن المصلح قد يحمي الله به أمة? والصالح يكتفي بحماية نفسه.
وقال الله عز شأنه: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون».
مما تقدم? فكل قضية نقوم بالتعليق عليها وعرض الحلول لها فنحن وغيرنا إنما نحاول قدر المستطاع وقف عملية الفساد والإفساد القائمة? والغريب أنه على الرغم من وجود القوانين والهيئات الرقابية والأدوات الدستورية ما زلنا نبحث عن «المصلحين»... وما زال البحث جاريا وما زالت القضايا عالقة.
وإذا كان القصد في كل الأحوال عند تعيين القيادات ينحصر في أداء الأمانة، فنستغرب من تفشي الفساد وبقاء القضايا سالفة الذكر عالقة بعضها قيد البحث والتقصي والبعض الآخر غير معلوم مصيرها.
الزبدة:
لا تعتقد بأن ما كل تطرحه وسائل التواصل الاجتماعي «السوشل ميديا» صحيح؟... إن أغلبه مجهول المصدر مناف للحقيقة وفيه سب وقذف وافتراء.
نحن نتحدث عن الغيورين الباحثين عن «الإصلاح» وهم قلة لكن هذا لا يعفي أصحاب القرار من عدم أداء الأمانة في تقصي الحقائق وسرعة الإنجاز عبر محاسبة لكل فاسد ومفسد.
أنت عندما تعلم عن قضية فساد معين و«تسكت» فأنت في هذه الحالة تشجع المفسد في المضي قدما لإفساد ما تبقى.
وأنت عندما تستمع للسفيه الذي يفسد مسامعنا بأقوال من شأنها نشر الفواحش والرذيلة مهما كانت صفته? فأنت تلقائيا تساعد في تفشي الظواهر الدخيلة التي تتعارض مع قيمنا وعاداتنا الإسلامية الفطرة وهو منصوص عليه في المادة الثانية من الدستور.
وإن كانت عملية مكافحة الفساد انتقائية? فاعلم أنهم قد خانوا الأمانة!
الشاهد? أننا ننقل هموم الشارع الكويتي من نافذة محايدة إدارية المنهج أخلاقية السلوك، ونبحث في عرضها عن«المصلحين» خشية تعرضنا إلى الهلاك وهذا لن يحصل ما دام بيننا «مصلحون» يبحثون عن قيادات على قدر من المسؤولية ولا يخشون في قول الحق لومة لائم... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi