رأي قلمي

سبتمبر يختار مبارك...!

1 يناير 1970 01:35 ص

‏من منّا لم يسمع أغنية «سدرة العشاق»؟! كم حفلة زواج بالخليج تم زف العروسين بأغنية مباركين عرس الاثنين وأغنية يا معيرس عين الله تراك؟! والقدامى من الكويتيين يستمتعون بأغنية منسية للفنانة الراحلة عائشة المرطى، الكثير أعجب بأغنية فدوةٍ لج، والأكثر ردد أغنية «سامحني خطيت» للفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر، وآخر ما كتب عاش سلمان في 2015، وغيرها من الكلمات العذبة التي نقشتها يد الشاعر الغنائي القدير مبارك محمد الحديبي.
وفي يوم الخميس الموافق 27 سبتمبر لسنة 2018 جف قلم أخي وعضيدي «مبارك» بعد أن اختار أن يغادرنا إلى الملأ الأعلى ليصبح تحت الأرض.
إن تربية الأبناء تقوم على أساس غرس القيم والمبادئ التي تتمثل في الصدق والتقوى والجدية والمثابرة والتعاون وغيرها، إلا أن والدتي إضافة إلى كل تلك المفاهيم والمبادئ عززت قيمة التراحم في ما بيننا كاخوة وأخوات، وكانت ترسخ فينا التراحم تارة من خلال السلوك وتارة أخرى بمقولة اشتهرت بها ودائما ترددها أمام الاخوة والأخوات «يا عيال تذكروا ولا تنسون انتوا عيال رحم واحد، وسبحتوا برحم واحد»، فهذه المقولة عمقت فينا التراحم لبعضنا البعض في كل الأوقات في الشدة والرخاء.
والدتي رحمها الله حرصت على غرس القيم النبيلة والعظيمة، القيم التي تحتاج إلى القليل من الكلام والكثير من العمل، فكانت تعيد تأهيل نفسها بين الوقت والآخر لتكون قدوة صالحة لنا، وقد نجحت بامتياز مع مرتبة الشرف. كانت تعلمنا كيف نراعي ونرعى بعضنا بعضا اخوة وأخوات، فقدتها في سبتمر 2005، وفقدت والدي الذي يماثلها بالصنيع في سبتمبر 2010، وفقدت أخي ابن أمي في سبتمبر 2003، وفقدت أخي الآخر في سبتمبر 2014، وها أنا اليوم أفقد أغلى وأعز اخوتي أخي وعضيدي مبارك محمد الحديبي، الذي جمعني وإياه رحم واحد.
إن كان للفضائل أمهات، فأمي هي أم الفضائل، لمثل هذا اليوم كانت تعمل، بلورت المفاهيم التي تتعلق في السلوك والعلاقات، علمتنا فن الحوار والتفاوض في ما بيننا، فوضتنا ببعض شؤون الأسرة لتشعرنا بالمسؤولية تجاه بعضنا، تواصلها مستمر معنا وتشعرنا أنها بجانبنا حين نحتاج إليها. ويبقى سبتمبر شهر الأحزان، والذكريات هيكله وموضوعه، والفقد للأحباب عنوان له.

[email protected]
‏mona_alwohaib@