وجع الحروف

المتقاعدون... كهيئة استشارية!

1 يناير 1970 05:07 ص

في أغسطس من عام 2012 كتبت مقالا بعنوان «حلم الوصول إلى منصب قيادي...!»؛ وبعده بعام تحدثت عن «تحقيق دولة الرفاه... كيف!» ولم أعلم حينها وحتى هذا اليوم أن الفلك يدور بسرعة متناهية تثبت معها الأيام إن ما نكتب عنه قد تحقق لا سيما بعد مقال كنت قد ذكرت فيه الخلاصة بعنوان «جمعية المتقاعدين وبنك الخبرات». لو ركزنا قليلا على المشاكل المتراكمة التي نعاني منها والتي تجلت صورها في تدني مستوى التعليم والصحة ومكافحة الفساد، الذي لم نصل إلى جذوره ومنابعه التي دعا سمو رئيس مجلس الوزراء إلى اقتلاعه.
حل بسيط يوصلنا إليه... إنه عبر الاستعانة بخبرات المتقاعدين تأسيا بالتجربة اليابانية، التي شرعت باستثمار طاقات المتقاعدين وخبراتهم على شكل مجالس استشارية، ولأن ثقافتنا نوعا ما مختلفة عن اليابانيين لكن الفكرة تبقى واحدة وبالإمكان التوصل إليها لبلوغ التنمية المستدامة التي تبدأ من العنصر البشري.
ماذا لو أنشأنا هيئة عامة للمتقاعدين... فأي متقاعدين نحن أحوج إليهم؟
إنهم أولئك المتقاعدين من أصحاب الخبرات العظيمة والطاقات الكبيرة والمعرفة الثرية، ومن يمتلكون حسن السيرة والسلوك ومن بلغوا مناصب تنفيذية «قيادية»... إنهم أكبر بكثير من أن يكونوا تحت عباءة جمعية كجمعية المتقاعدين، مثلها مثل مئات الجمعيات الأخرى من جمعيات النفع العام.
نريد هيئة عامة للمتقاعدين ممن يمتلكون الخبرة والمعرفة وحسن السيرة والسلوك، فالمسألة ليست مقصورة على كون الفرد يحمل صفة «متقاعد» إنما هي مرتبطة بما يمتلكه من كفاءات وخبرة صالحة وحس أخلاقي... ولنا أن نتخيل الوضع لو كان لدينا هيئة عامة للمتقاعدين التي يراها البعض كنوع من «البريستيج»!
الزبدة:
لو تم بالفعل الأخذ بهذه المبادرة واستعنا بخبرات المتقاعدين من أطباء? مهندسين? أكاديميين? تربويين? قياديين وعسكريين ومختصين بالاقتصاد والتخصصات المالية لكان الوضع مختلفا.
نحتاج دور تكوين المجالس الاستشارية من مختلف التخصصات? وهذا لو حصل لصلح التعليم ولم نتعرض لمشكلة الاستعداد للعام الدراسي وتدني مستوى التحصيل العلمي وتحسنت الخدمات الصحية? واستوت طريقة تنفيذ المشاريع وتحسن الاستثمار وطريقة معالجة القضايا العالقة... ويساعد كذلك بالنسبة للمؤسسات العسكرية في إيجاد برامج تدريبية صالحة لا تعذيبية كما هو حاصل، ولنا في وفاة الطالبين الضابطين خير مثال وقس عليها النواحي الأخرى التي تعاني من سوء قيادة وإدارة جلها نتج عن قلة خبرة ورشد.
إنها الطريقة الأمثل لنرتقي بالأداء وترتفع الإنتاجية ونبلغ التنمية المستدامة التي نبحث عنها ولا نجدها وبالأخص التنمية البشرية ولنا في اليابان خير مثال... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi