نبدي ملاحظاتنا لوزارة الإعلام بما يتعلق بالشأن الديني ولهم حرية القرار
نراجع نحو ألف كتاب سنوياً وغير صحيح ما يتردد عن الحجر على الفكر
شدد مدير إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدر أبا ذراع الظفيري على أهمية أدوار ورسالة الإدارة التي تقوم بمراجعة المصنفات التي تتعلق بالشأن الديني، بالتعاون مع وزارة الإعلام، مؤكداً أنه ليس من صلاحيات الوزارة منع تداول الكتب، وإنما هي مسؤولية وزارة الإعلام كجهة صاحبة اختصاص.
وقال الظفيري، في لقاء مع «الراي»، إن الملاحظات التي تبديها وزارة الأوقاف بشأن الكتب التي تتضمن الطعن بالصحابة أو أمهات المؤمنين أو الحكام والنيل من ثوابت المجتمع، لا يمكن أن تكون حرباً على حرية فكرية، وإنما كل شيء له ضوابط ولا بد من الاحتكام إليها، حتى لا نترك فرصة لأصحاب الأهواء والمنازع تعكير الصفو العام، أو التلاعب بعقول المجتمع المسلم والنيل من ثوابته. وأوضح أن «أغلب الملاحظات التي تشير إليها اللجنة لا تخرج في مجملها عن الطعن في الذات الإلهية التي ترد في بعض مؤلفات الملاحدة، كذلك المؤلفات التي تتعلق بترويج الإباحية فبعض المؤلفات والكتب فيها من الأفكار الإباحية والصور الخادشة للآداب العامة والأعراف المجتمعية التي لا يمكن القبول بها».
وتطرق الظفيري إلى أنشطة الإدارة التي تتميز بالتنوع والانتشار مثل مشروع مجالس ومشروع الربيع الثقافي وهو عبارة عن إقامة مخيمات لاستقطاب الشباب وعمل مسابقات وفعاليات ومحاضرات بالإضافة إلى توزيع إصدارات الإدارة في أكشاك مرتبة وتوزيع الحقائب الثقافية على الجمهور الكريم بمحافظات الكويت الست.
وفي ما يلي نص اللقاء:
? حدثنا عن إدارة الثقافة أهدافها ورسالتها...
- الإدارة أحد أهم إدارات الوزارة المعنية بالتوعية والتثقيف المجتمعي، من خلال تبني شراكة هادفة مع مؤسساته ملائمة لاحتياجات المجتمع ومتطلباته انطلاقاً من هيكلها الداخلي المنظم للعمل فيها.
فالإدارة تشتمل على مراقبتين، الأولى مراقبة التوعية الإسلامية وتعتبر واجهة الإدارة وعمودها الفقري وتُعنى بتنظيم البرامج الثقافية والمهرجانات والجماهيرية، إلى جانب بسط رؤية تثقيفية شاملة داخلياً وخارجياً وتشمل قسمين هما الوعظ والارشاد الديني والبرامج والأنشطة الثقافية. أما المراقبة الثانية فهي مراقبة المطبوعات والمصنفات الفنية وتعنى بمراجعة المطبوعات والمصنفات والإصدارات المحالة إليها من داخل الوزارة أو خارجها وإبداء الرأي فيها، وكذلك المشاركة بمعارض الكتاب الإسلامي وتتكون من قسمين: قسم النشر والتوزيع، وقسم المطبوعات والحمد لله تسير هاتان المراقبتان في انسجام لتؤدي أدوارها.
? وماذا عن مراقبة المطبوعات والمصنفات الفنية؟
- هذه المراقبة تقوم بأهم الاختصاصات، وهي مراقبة المطبوعات والمصنفات الفنية أيضاً الخاصة بجميع إدارات الوزارة والتي تقوم بطباعتها ونشرها من خلال لجنة مراجعة المطبوعات والمصنفات الفنية بها، والتي من مهامها التدقيق الشرعي في الكتب التي ترد إليها عن طريق وزارة الإعلام بواسطة خبراء ومختصين انتهاء بكتاب تقارير فنية حول هذه المواد، في شكل ملاحظات ترفع للجهات المعنية، ولا يتوقف دور المراقبة عند هذا الحد، فهي إلى جانب ذلك تقوم بجهود نشر وتوزيع إصدارات الإدارة الثقافية بداية من اختيار العناوين، وكذا التواصل مع الكتاب والمؤلفين وأصحاب الأقلام. إذاً فهذه المراقبة تخدم أهدافاً وتؤدي رسالة إدارة الثقافة الإسلامية من خلال استراتيجية الوزارة.
? وما مهام هذه المراقبة؟
- تقوم المراقبة بجهود تدقيق ومراجعة المواد المحالة للمراجعة العلمية التي تنظر فيها إلى الاعتبارات السابق ذكرها، من خلال لائحتها المعتمدة من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. أيضاً هذه المراقبة المهمة معنية وبشكل مؤثر في المساهمة ببناء الإرث الثقافي الإسلامي المنضبط في الدولة وفي وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية تحديداً، من خلال التعاون مع كثير من المؤلفين والكتاب واستكتابهم في العديد من الموضوعات العصرية التي تخص مجالات الثقافة والمعرفة وتهم المسلم المعاصر.
ولله الحمد الإدارة لديها الكثير من هذه المطبوعات الغنية بمادتها والتي لاقت الصدى الجماهيري الواسع داخلياً وخارجياً، وبالتأكيد جميع هذه الأعمال والاختصاصات تقوم عليها الإدارة بتوجيهات مباشرة من الوكيل المساعد لشؤون الثقافية، وكذلك وكيل الوزارة فريد عمادي، ومن هنا أنا أوجه له كل تحية لما نلمسه من دعم حقيقي لمسيرة إدارة الثقافة الإسلامية وتسهيل كل العقبات التي تواجهها.
? للتوضيح أكثر، هل «الأوقاف» مسؤولة عن دخول أي كتاب لدولة الكويت، أم فقط الكتب المتعلقة بالشأن الديني؟
- لا ليس كل كتاب يدخل البلد أو يتداول من مسؤوليتنا، ولكن جرى وحسب المعتاد ووفقاً للائحة التعاون أن تقوم وزارة الإعلام بدورها بإحالة الكتب التي تتعلق بالشأن الديني للأوقاف لمعرفة الرأي الشرعي في الإصدار، وهذه الكميات تتراوح ما بين 1000 إلى 1200 كتاب على مدار السنة، حيث تقوم الوزارة بالمراجعة الدقيقة لهذه الإحالة، ومن ثم نورد للإخوة في وزارة الإعلام ملاحظاتنا إنْ وجدت والمتعلقة بالشأن الديني وفق تقرير علمي مفصل، ولهم الحرية المطلقة أن يأخذوا بها أو لا. أما مسألة السماح أو المنع فهي حق أصيل لهم.
وبحمد الله الاحصائيات الموجودة كبيرة، ونحن في اللجنة نراجع أعداداً كبيرة من الكتب على مدار السنة. كما أن أكثر الأوقات التي يرد للأوقاف فيها كتب من وزارة الإعلام تكون أثناء معارض الكتاب التي تقام في الكويت، مثل معرض الكويت الدولي للكتاب ومعرض الكتاب الإسلامي.
? كم عدد الكتب التي يتم ردها؟
- في الحقيقة كما سبق أن أشرت في حديثي، فإن الأوقاف لا تقوم برد أو منع أو إجازة أي من الإصدارات المحالة إليها من وزارة الإعلام، فدور الوزارة استشاري ليس إلا وليس من اختصاصها القيام بالمنع أو الحجب فهذا يخص وزارة الإعلام وهي تُسأل عنه، علاوة على أن مسألة أعداد الكتب التي يتم مراجعتها تختلف من سنة إلى أخرى.
لكن للأسف هناك من المؤلفين من يستهويه الطعن في الوحدة الوطنية أو يكون من أصحاب الطرح الطائفي، والمنهج المتطرف، فهذا مما يرد أمامنا وبصورة كبيرة باللجنة ونسجل عليه الملاحظات وفق منهج علمي، ويتم رفع الكتاب للجهة المختصة في الدولة لتحدد ذلك سواء بإجازته أم لا من خلال لجنة أخرى خاصة بوزارة الإعلام.
? إذاً فالأوقاف ليست معنية بمنع الكتب؟
- قضية منع الكتب نؤكد عليها مرارا وتكرارا أن الأوقاف لا تقوم بأدوار المنع أو السماح بالكتب، فهذا الشيء من اختصاص وزارة الإعلام فقط فهي الجهة الوحيدة التي لديها الحق في ذلك وليس وزارة الأوقاف.
لكن اللجنة تقدم خدماتها وتسهيلاتها لأي مؤلف كويتي خاصة من الشباب، بأن تكون لهم عون بحيث يساعدهم المختصون في إزالة هذه الأخطاء والملاحظات... يتم ذلك في الكتب المعروضة للطباعة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
? ولكن في العالم الرقمي المفتوح، يمكن نشر هذه المؤلفات من دون طباعتها أو أخذ الموافقات الرسمية؟
- وإنْ كان ذلك، لكن لا يمكن أن يصدر مؤلف رسمي مخالف تحت عين وبصر الجهات المختصة في الدولة، خاصة إذا كان المؤلف يدعو إلى الفتنة أو التطرف أو يدعو إلى الحزبية أو الطائفية أو ينشر الانحلال أو يسطو على الآداب العامة للمجتمع الكويتي، أو يحرّض على الفوضى أو يتهدد أمن وسلامة الكويت، أو يطول من بعيد أو قريب تجريح أو سب الأشخاص أو الهيئات، أو يكون مخالفاً للائحة المطبوعات المعمول بها في الإدارة.
? لكن بعض المكتبات ودور النشر والتوزيع ترى أن الوزارة تحاول الحجر على الفكر من خلال منع الكتب؟
- غير صحيح، فلم يسبق أن تم اتهام الوزارة بأنها تحجر على الفكر، وذلك لأسباب عدة، أولها أن الوزارة ليست هي من يفسح أو من صلاحياتها منع تداول الكتب، وإنما هي مسؤولية وزارة الإعلام كجهة صاحبة اختصاص. والثاني إنْ كانت الملاحظات التي تبديها وزارة الأوقاف بشأن الطعن بالصحابة أو أمهات المؤمنين أو الحكام والنيل من ثوابت المجتمع وقيمه وغير ذلك، فأنا لا أتفق معهم، فالحرية ليست كذلك، وإنما كل شيء له ضوابط ولا بد من الاحتكام إليها، حتى لا نترك فرصة لأصحاب الأهواء والمنازع لتعكير الصفو العام، أو التلاعب بعقول المجتمع المسلم والنيل من ثوابته.
? وماذا عن أبرز الملاحظات التي يرد بسببها المؤلف؟
- أغلب الملاحظات هي والعياذ بالله في مجملها تتناول الطعن في الذات الإلهية، وهذا يرد في بعض مؤلفات الملاحدة وغيرهم، كذلك المؤلفات التي تتعلق بنشرالإباحية فبعض المؤلفات والكتب فيها من الأفكار الخليعة والصور التي تخدش الحياء العام و التي لا يمكن القبول بها.
كذلك أيضاً من أهم الملاحظات التي نجد أنفسنا مضطرين إلى وضع ملاحظاتنا عليها، تلك الكتب التي فيها بالتلميح أو التصريح بعبارات السب والقذف للأشقاء والأصدقاء من الدول العربية والإسلامية، وكذلك الدول الصديقة التي يكون الخوض فيها في الشأن السياسي بشكل فج، بما يضرّ بعلاقات الكويت مع جيرانها ومحيطها الخليجي والعربي والإسلامي، فنحن وإنْ كان اختصاصنا في ما يتعلق بالشأن الديني لكن بعض الكتب المحالة تتطرق إلى هذا الجانب وتخلط الأوراق وتحاول تزييف الحقائق والتاريخ وتخوض في الأحداث العربية بأسلوب مستفز ومغلوط. ونحن من واجبنا تسجيل هذه الملاحظات التي تخالف الواقع الصحيح من قبل المختصين لدينا ونرسل هذه الملاحظات للجهة المعنية.
? ومن يقوم باعتماد الكتب في إدارة الثقافة الإسلامية؟
- تقوم بهذا كله لجنة مراجعة المطبوعات والمصنفات الفنية برئاسة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الثقافة، ونائب الرئيس مدير إدارة الثقافة الإسلامية وعدد من المختصين والخبراء الذين يقومون باعتماد المطبوعات قبل طباعتها، فلا يمكن أن تخرج أشياء عن الإدارة لا تتوافق موضوعها مع رؤية أو لا تنسجم مع رسالة وقيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لذلك نجد أن كثيراً من المؤلفات الثقافية في مختلف الفنون والعلوم قد لاقت رواجاً واسعاً في مختلف الدول، وأصبحت ضمن المكتبة العربية والإسلامية، يتلقفها القراء وطلاب العلم الشرعي بالقبول والاستحسان، وهذا ما يدفعنا لتطوير هذا الجانب ووضع السياسات والخطط التي تحسن من الأداء. والفترة المقبلة إن شاء الله ستشهد انطلاقة مميزة للإصدار الثقافي والتي نأمل من ورائها جعل الكويت مركزاً للثقافة والمعرفة الإسلامية.
? هل لديكم إصدارات خاصة بالإدارة؟
- نعم، لدينا العديد من الإصدارات الخاصة بنا، والمكتبة العربية والإسلامية زاخرة بإصدارات إدارة الثقافة الإسلامية، وهناك المئات من المطبوعات الحصرية للإدارة التي تلقى طلباً واسعاً من جميع المختصين وطلاب العلم الشرعي في العالم الإسلامي حتى في المراكزالإسلامية في أوروبا وفي أميركا، وذلك يعود للمعايير المنضبطة والدقيقة لاختيار وانتقاء المطبوعات التي يمكن أن تطبعها الإدارة.
? تستضيف إدارة الثقافة الإسلامية العديد من العلماء والمشايخ لتقديم المحاضرات ضمن برامجها، فكيف تتم طريقة الاختيار؟ وهل هناك لجنة مختصة لذلك؟
- هناك لجنة شكلها وزير الأوقاف برئاسة وكيل الوزارة لاختيار وفرز هذه الشخصيات وعرض المناسب منها وغير المناسب لاستضافته حيث تضم هذه اللجنة أناساً متخصصين وذوي خبرة وكفاءة ليحددوا إمكانية استضافة أحد الضيوف من أي الجنسيات كانت وهل هذا الضيف ذو كفاءة ويمكن أن يستفاد منه وذو تخصص معين يضيف جديداً لعمل الوزارة أم لا.
من اللقاء
لجنة لاختيار الزائرين
كشف مدير إدارة الثقافة الإسلامية بدر الظفيري عن وجود «لجنة الاستضافات الخارجية» مهمتها اختيار الشخصيات الدعوية التي تزور الكويت، موضحاً أنه يُعرض عليها الاسم والشخصية الدعوية المراد استضافتها من الخارج فتكون الموافقة عن طريق هذه اللجنة مباشرة، لذلك يجب أن تعرف اللجنة الضيوف الآتين حتى لا تستضيف شخصاً لديه خلل فكري، أو سُجّل بحقه بعض الملاحظات الأمنية التي تضر بدولتنا وبشبابنا.
استضافة 100 شيخ وداعية
قال الظفيري: «لدينا خطة يجري العمل عليها الآن لاستضافة 100 شيخ وداعية خلال السنة، وسيتم الاتفاق على مواضيع معينة من خلال خطة محكمة ومدروسة، كذلك لدينا خطة لطباعة بعض المؤلفات الثقافية لبعض الشخصيات الوطنية».
مسابقة للكتاب الوطني
أفاد الظفيري أن إدارة الثقافة الإسلامية تسعى لإقامة مسابقة خاصة بالكتاب الوطني سترى النور قريباً، وهي عبارة عن مسابقة ثقافية يجري من خلالها اختيار عناوين معينة ومواضيع معينة للكتابة فيها، مساهمة من الإدارة ومن ثم الوزارة في إثراء المحيط الثقافي للكويت، وهي خدمة ثقافية جليلة تقدمها الإدارة لجمهورها الكريم وهذه الجائزة نحرص على جعلها ذات صفة دولية يفتح الباب من خلالها لاستقطاب الأقلام المبدعة من كل البلاد وفق ضوابط محددة.