ولي رأي

بداية متعثرة

1 يناير 1970 11:20 ص

في جو بلغت فيه الحرارة الخمسين درجة مئوية، والرطوبة وصلت إلى مئة في المئة، جو أدى إلى وفاة بعض طلبة الكلية العسكرية وأدخل آخرين إلى المستشفيات، بدأت السنة الدراسية الأسبوع الماضي لطلبة رياض الأطفال والمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، واستقبلت بعض المدارس أبناءها بالورود والحلويات وأخرى قابلتهم بإعلانات تطالبهم بالعودة إلى منازلهم، لعدم جهوزية المدارس لاستقبالهم، ودخل آخرون مدارسهم فوجدوا أن الحمامات -أجلكم الله- عطلانة، والتكييف متوقفاً، وبرادات المياه لا تعمل، وكادت أن تتكرر حالة الكلية العسكرية.
وفي اليوم التالي أبلغتنا وزارة التريبة عن تأجيل الدراسة لأسبوع آخر للمدارس المتضررة وتحويل المقصرين للتحقيق، وأتساءل: ماذا كانت تعمل سلسلة طويلة من المسؤولين في وزارة التربية طوال عطلة الصيف حتى بداية العام الدراسي؟ أين الوزير والوكيل ووكيل التعليم ومديرو المناطق التعليمية ومديرو التعليم فيها ورؤساء الأقسام؟ وماذا عمل المديرون ومساعدوهم في المدارس؟ أم كان كل هؤلاء يجهلون موعد بدء العام الدراسي؟ فلم يقوموا بالصيانة والتصليح وصيانة المنشآت وتجهيز كل ما تحتاجه المدارس من أجهزة ومعدات.
كل مؤشرات القياس في الكويت تشير إلى تأخر النمو فيها، إلا مؤشرين اثنين هما: الفساد والإهمال، والسبب الرئيسي في ذلك تدخل المحسوبية والواسطة والمحاصصة في تعيين قيادات بكل مفاصل الدولة، وعند كل كارثة تحدث يكون الجواب: حوّلنا الأمر للتحقيق وسنحاسب المقصّرين.
ويبدو لي أن فشل وتردي الخدمات في المرافق التعليمية الحكومية من الحضانة وحتى الجامعة هو ما اضطر المواطنين إلى تسجيل أولادهم في المؤسسات الخاصة التعليمية وبمبالغ ضخمة.