انخفاض الطلب الصيني للنفط يثير مخاوف المنتجين بالمنطقة

1 يناير 1970 08:33 ص

كشف تقرير إخباري لـ «CNBC» عن حالة من القلق تكتنف مسؤولي القطاع النفطي في المنطقة، نتيجة مخاطر انخفاض الطلب الصيني على النفط، وهي مخاوف تفوق ما يمكن أن يتسبب به كبح الإمداد النفطي الإيراني بسبب فرض العقوبات الأميركية.
ووفقاً لتقرير «CNBC» فإن طلب الصين على النفط من المرجح أن يشهد حالة من التراجع نتيجة الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأميركية الذي أسفر عنه فرض المزيد من التعريفات الجمركية على نطاق واسع للصادرات الصينية.
ورأى وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفه آل خليفة، أن هناك مخاطر على مستوى الطلب على النفط، مبيناً أن الخلاف التجاري سيلعب دوراً سلبياً في شأن الطلب على النفط في حال استمراره، كما أن الدولار الأميركي يتمتع بالقوة وهو عامل إضافي آخر مؤثر.
وكانت أسعار النفط قد استقرت خلال العامين الماضيين بفضل اتفاق دول منظمة (أوبك) ومنتجين آخرين من بينهم روسيا لتخفيض الإنتاج النفطي، ونتج عن الالتزام بهذا الاتفاق تمكن المنتجين من الوصول إلى أسعار نفط تتراوح ما بين 70 إلى 80 دولاراً للبرميل.
غير أن الاتفاق تعرض لانتقادات من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد في وقت سابق أن ارتفاع أسعار النفط يضر المستهلكين بشدة، وهو ما دفع «أوبك» وروسيا في ما بعد لزيادة الإمدادات النفطية في السوق بعد بضعة أيام من تصريح ترامب.
وأضاف التقرير «مع ذلك، فإن قرارات ترامب تجاه الصين ستؤثر على استقرار سوق النفط أيضاً. وقد يؤدي قراره بإعادة فرض العقوبات على إيران، أحد كبار المنتجين في (أوبك) إلى رفع الأسعار إلى مستويات أعلى مع تقييد مساهمة إيران في إمدادات النفط العالمية».
وأشار التقرير إلى أن هجوم ترامب على الواردات الصينية الرخيصة، وقراره بفرض المزيد من التعريفات الجمركية على البضائع الصينية قد يدمر نمو الاقتصاد الصيني، وبالتالي يخفض من مستوى طلبها على النفط.
من جهته، أشار وزير النفط والغاز العماني، محمد الرمحي، إلى أن استمرار حالة عدم توافق تجاري بين الصين وأميركا، ستؤثر بشكل سلبي على الاستهلاك الصيني للطاقة، وهو الأمر الذي سينعكس على قدرات الدول المنتجة للنفط ومستويات تصديرها للنفط.
ولفت الرمحي إلى أن التطورات السياسية في المنطقة تثير القلق، في ظل وجود العديد من الصراعات، الأمر الذي يجعل المنطقة في حالة غير مستقرة، ما يثير المزيد من المخاطر على الأعمال والإقراض.
وطبقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد تخطت الصين الولايات المتحدة لتكون الدولة الأكبر عالمياً من حيث استيراد النفط الخام في عام 2017، حيث استوردت نحو 8.4 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 7.9 مليون برميل بالنسبة لأميركا.
واستوردت الصين نحو 56 في المئة من النفط من قبل دول منظمة «أوبك» مقارنة مع 67 في المئة في 2012 وهي تمثل سوقاً مهماً للمنظمة ولاسيما دول منطقة الشرق الأوسط.
في المقابل، تفوقت روسيا على السعودية كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في 2016، حيث صدّرت نحو 1.2 مليون برميل يومياً، مقارنة مع مليون برميل من قبل السعودية.
وبحسب آخر البيانات، فقد انتعشت واردات النفط الخام المتجهة إلى الصين بشكل طفيف في يوليو الماضي بعد انخفاض شهدته خلال مايو ويونيو، إلا أن وارداتها بقيت الأقل هذا العام بسبب انخفاض الطلب من قبل مصافيها الصغيرة المستقلة.