أزمة معلمين تلوح في الأفق... وآثارها ستظهر في الشهر الأول من الدراسة
معلّمون سوريون ناشدوا المبارك التجديد لهم ريثما يستتب الأمن في بلدهم
تعيش وزارة التربية على صفيح ساخن، مع انطلاقة العام الدراسي الفعلية اليوم بتوجه نحو 31 ألف زهرة في الصف الأول الإبتدائي إلى مدارسهم في المناطق التعليمية كافة، وسط توقعات باختناقات مرورية محدودة، تزداد غداً مع اكتمال عقد المرحلة الابتدائية بانضمام تلاميذ بقية الصفوف، إضافة إلى طلبة المرحلة المتوسطة، ثم تتبعهم رياض الأطفال الثلاثاء، ليكتمل العام بالتحاق طلبة الثانوية يوم الأحد المقبل.
وفي عام دراسي استثنائي للمرة الاولى، بسبب الغموض الكبير في الاستعداد، أكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن العجز في صفوف الهيئة التعليمية لا يزال قائماً في معظم المناطق التعليمية، حيث لم تجد حلول التنقلات نفعاً سوى في إيجاد العدالة في النقص بين المدارس، مبيناً أن أزمة معلمين ستلوح في الأفق قريباً وستظهر آثارها جلية على الطلاب والطالبات في الشهر الأول من الدراسة.
وأوضح أن عدد أعضاء الهيئة التعليمية في وزارة التربية يبلغ نحو 66 ألف معلم ومعلمة، وهو عدد غير كاف في ظل افتتاح عدد كبير من المدارس الجديدة في شمال غربي الصليبخات والقيروان وجابر الأحمد وصباح الاحمد والنسيم السكنية، مؤكداً أن أزمة نقص المعلمين قائمة أصلاً في مدارس منطقة صباح الأحمد التي عانى طلابها كثيراً في هذا الأمر العام الماضي، وفق إفادات أولياء الامور.
وبيّن المصدر أن الحل الوحيد في معالجة الأزمة هو فتح باب التعاقد المحلي بشروط أقل ورواتب أعلى مع تغيير آلية تنظيم المقابلات التي كانت سبباً في رسوب كثير من المعلمين، ليس لتدني المستوى العام، وإنما بسبب بعض العوامل الأخرى التي أهمها خجل بعض المعلمات خصوصاً وعدم قدرتهن على مواجهة أعضاء اللجنة والارتباك، مشيراً إلى أن بعض التواجيه الفنية كانت تتعامل مع مخرجات كليتي التربية والتربية الأساسية في مواد اللغة العربية بالتحديد كأنهن من مخرجات العصر العباسي أو الأموي، وتتناسى أن مستوى المعلمات هو انعكاس لمستوى هذه الكليات التي تعاني ضعفاً كبيراً في مستوى اللغة العربية كما هو الحال في الجامعات العربية بشكل عام.
إلى ذلك، وجه بعض المعلمين السوريين ممن أنهت وزارة التربية خدماتهم لبلوغهم 34 سنة خدمة، مناشدة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، مؤكدين أن أكثرهم لم يبلغوا سن الـ65 سنة، وهي السن التي بلغها زملاء لهم سوريون وتم التمديد لهم هذه السنة وسنوات أخرى قبلها.
وقال المعلمون السوريون في مناشدتهم إن «أبناءكم هؤلاء لديهم من الخبرة والكفاءة والقدرة الكافية لأداء رسالتهم على أكمل وجه، ونظراً للظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا الحبيبة سورية في الوقت الراهن والتي بموجبها فقدنا كل شيء حتى بيوتنا التي تؤوينا، فقد تقدمنا بطلبنا هذا إلى سموكم مؤمنين بأن بلد الإنسانية الذي يقوده القائد الإنساني سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله، لايمكن أن يضيق بأبنائه السوريين الذين طالما شملتهم رعايته ورعايتكم السامية. ولا يفوتنا أن نشيد بجهود وزارة التربية مشكورة في مطالبتها المتكررة بالاستعانة بخبرات هؤلاء المعلمين والإشادة بكفاءاتهم، آملين أن يتناغم ديوان الخدمة المدنية مع توجهات الوزارة في هذا المجال. وإننا نلتمس من سموكم توجيه المعنيين بالأمر للتمديد لنا ريثما يستتب الأمن في بلادنا».
وكان وكيل الوزارة الدكتور هيثم الأثري قد أعلن عن استعداد الوزارة لاستقبال نحو 406593 طالبا وطالبة، وقال إن اجمالي عدد طلاب وطالبات رياض الأطفال بلغ حتى الآن 43413 طالبا وطالبة، فيما بلغ عدد الطلاب في المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية 172754 طالبا في حين بلغ عدد الطالبات بنفس المراحل 190426 طالبة.
وأشار إلى أن اجمالي عدد المدارس يبلغ 833 مدرسة منها 200 رياض أطفال و324 مدرسة للبنات و112 مدرسة للبنين للمرحلة الابتدائية و197 مدرسة للبنين.
وكانت وكيلة الوزارة للتعليم العام فاطمة الكندري أكدت في تصريح سابق استكمال استعدادات الوزارة الأساسية والجوهرية بطاقمها الإداري والتعليمي وجهوزيتها لاستقبال العام الجديد.
ومدّدت الوزارة مواعيد التسجيل في مرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي 2018 /2019 كفترة استثنائية حتى نهاية دوام الخميس 20 سبتمبر الجاري.