وجع الحروف

شماتة الأسماء المستعارة !

1 يناير 1970 05:07 ص

في زمن الرويبضة والجهل بالمعطيات والترويج غير المسبوق لكل صور التفاهة والسفاهة، توقع كل شيء طال عمرك. هكذا كان الرد بعد مشاهدة فيديو بعثه الدكتور نايف العجمي يعرض من خلاله نصيحة ثمينة حول ضرورة تجنب الشماتة? وأثرها على الشامت وكيف أنه - أي الشامت - سيبتليه الله بالشيء نفسه الذي «عيّر» فيه ولو بعد سنين وسرد لنا أمثلة من الأثر? وذكر أن كثيراً من الناس عندهم القدرة على تحمل الابتلاء لكنهم لا يستطيعون تحمل أذى الشمات!
شخص يشمت بآخر فقد ثروته? خسر منصبه... فعليه أن يتحمل عقاب الرب في وقوع ابتلاء مماثل عليه، فهل من متعظ؟ ومن يشمت بالآخرين في مواقع التواصل الاجتماعي تحت أسماء مستعارة، فلن تحميهم الأسماء المستعارة من رب عليم خبير: فمن هم أصحاب الأسماء المستعارة؟
هل هم جبناء لا يستطيعون المواجهة؟ هل وظائفهم لا تسمح لهم بالكشف عن هوياتهم أم أنهم على علاقة مصلحة? نسب أو عمل مشترك ويخشون الكتابة بأسمائهم الحقيقية؟ كثير منا يتابع ما يقال عند فشل شخص ما مثل قول «خله»، «عساه من هالحال وأردى»، و«أحسن» أو يلمز بـ «تدل دربها»!
كلها شماتة بشماتة استعاذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم «شماتة الأعداء» ولو اكتفوا بقول «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا» لكان أحسن له وللمجتمع ككل. فنحن مجتمع مسلم بالفطرة.
لنترك «الشماتة» ونتحدث عن الرموز الإصلاحية: لماذا توجه سهام الأسماء المستعارة لهم؟ الشاهد من المعطيات? أن الرموز الإصلاحية تتعرض لحملات تشويه وسب وقذف وبعضها يشمت به عند خسارته لسبب مرتبط بموافقه المنادية للإصلاح وهذا لا تفسير له! رموز الفساد وأدواته تحركها أسس خبيثة (مصلحة? خصومة شخصية، وتعارض بالكيمياء الشخصية أو عنصرية بغيضة) وهي في حكم القانون والنظم الإدارية السليمة لا مكان لها. وإن ابتعادنا عن اتباع معايير وأسس المنظومة الإدارية وتطبيق القانون تسبب في غياب مبدأ الثواب والعقاب وغياب العدل والمساواة وتكافؤ الفرص التي تعد أساس النهوض بأي مجتمع ومؤسساته.
والثابت إن تجاهلنا/‏‏ تغافلنا عن تطوير التعليم ومحاسبة رموز الفساد أوصلنا إلى حالة التيه الإداري? الاجتماعي? السياسي? الإعلامي والاقتصادي، وعزز دور الرويبضة وتفشي الأسماء المستعارة!

الزبدة:
«من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»? و«كما تدين تدان» و«إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك»... أطر تعامل سلوكي لم نحرص على تطبيقها مع الأسف.
وكي نوقف زحف شماتة الأسماء المستعارة وتخوينها والسب والقذف والتشكيك الذي توجهه للرموز الإصلاحية المتسمة بحس أخلاقي وولاء وطني? تستوجب الضرورة الأخذ بزمام المبادرة لإصلاح ذواتنا أولا وتوجيه النصح لأصحاب القرار لعلهم يعودون إلى رشدهم ويختارون رجال دولة «صح» ليتولوا إدارة مؤسساتنا وأن تكون البداية بالتعليم والصحة وتغيير القيادات التي هبطت عبر البراشوت... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi