تشرح جين اوستن في روايتها مانسفيلد بارك والتي كتبتها في عام 1811م، النظرة المالية للمرأة البرجوازية للزواج بهذه الصورة:
«أما ماريا بيرترام، وإذ بلغت الآن الحادية والعشرين، فقد بدأت تفكر في الاقتران كأمرٍ واجب، وبما أن الزواج من السيد راشوورت سوف يتيح لها التمتع بدخلٍ مالي أضخم مما كان يتيحه لها والدها، كما سيضمن لها منزلاً في المدينة، فقد أصبح واجبها الذي لا مراء فيه أن تتخذ منه زوجاً إذا استطاعت».
زواج الفتاة من أجل المال والتفاخر والمكانة الاجتماعية الراقية بفضل لقب الزوج وعائلته كان عرفاً مقبولاً وشائعاً في الاوساط البرجوازية القديمة.
لكن بعد انتشار الافكار الاشتراكية في جميع العالم وتأثر جميع المجتمعات بها سواء كانت نظاماً للدولة ام لم تكن تحول هذا الامر الى تابو او أمراً منبوذاً ومحرماً عرفياً.
فاصبحت الفتاة المثقفة او العوائل المثقفة تخجل ان تقول انها تزوج ابنتها من أجل المال، واصبحت الفتيات ترددن الماديات لا تهمني المهم هو الحب والتفاهم !
لكن من جهة أخرى، تواجه المرأة هجوماً رأسمالياً يحثها على الشراء والشراء والشراء ويحثها على الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة بين الاخرين باقتنائها اكبر قدر من الماركات واغلاها. ولم ينحصر هذا الامر كما كان سابقاً على الطبقة الغنية بل انتشرت كالنار في الهشيم في الطبقة المتوسطة حتى اصبح الاغنياء يحتارون كيف يثبتوا تفوق مكانتهم !
في هذا الصراع بين القيم الاشتراكية والقيم الرأسمالية وغياب المنهجية الدينية التي حسب الظاهر يعتنقها الاشخاص، لم يتم القضاء على التفاخر والتسابق المادي بل خلق التواضع المنافق والمعنوية المصطنعة فاصبحت الزوجة تقول لاتهمني الماديات لكنها تهجر الزوج لمدة اشهر ان لم يشتر لها تلك الحقيبة الباهظة الثمن او يوافق على تغيير اثاث المنزل او... الخ.
النتيجة المترتبة على خداع الذات هذا هي خلافات زوجية لدى العديد من الازواج (وليس جميعهم طبعاً) باطنها أمور مادية لكن ظاهرها حجج مختلقة.
فالافضل عزيزتي الزوجة ان تكوني صريحة مع ذاتك وتعترفي بأولوياتك على الاقل في قرارة نفسك وتحددي هل المظهر الاجتماعي الغني والمكانة المادية هي اولويتك أم حياتك الزوجية وتفاهمك مع زوجك؟
صحيح ستواجهين صراعاً بين القيم فلو قلت لنفسك ان الاولى هي الاهم ستشعري بأنك غير راضية عن نفسك لكن على الاقل حينها ستكونين واضحة مع نفسك وزوجك وحياتك.