ولي رأي

أحلام وأوهام

1 يناير 1970 10:34 ص

الكويت دولة عصرية تُدار حسب القانون والدستور والأعراف لا حسب الآراء والأهواء، فالأمير يختار ولي العهد بعد مشاورة أقطاب الأسرة، ثم يبايعه مجلس الأمة، والأمير أيضاً يختار رئيس مجلس الوزراء بعد استشارة رئيس مجلس الأمة ورؤساء مجالس الأمة والوزراء السابقين، والرئيس المعين يختار وزراءه ليمنحهم مجلس الأمة جميعاً الثقة.
وفي عيد الأضحى اجتمع في لندن عدد من أبناء أسرة الحكم ممن بينهم نسب ومصاهرة، لعيادة المرضى ومحاولة إصلاح ذات البين بين مختلفين، وقد كان والله تجمعاً محموداً ومطلوباً وجاء في وقته، ولكن هناك من له مصالح وأحلام وأوهام ففسّر هذا الاجتماع وأعطاه حجماً كبيرا، فتوهموا بأن الاجتماع كان لإعادة توزيع المناصب العليا في الدولة، بل وغرّدوا بأن المفاتيح والأختام قد وُزعت، وفاتهم أن لا أحد ممن يملك اصدار هذه القرارات حضر هذا الاجتماع وأن من رشحوهم لهذه المناصب تنقصهم الصفات التي يجب أن تتوافر في أصحاب المناصب القيادية، بل ومنهم من عليه أحكام قضائية ويفتقد الشعبية المطلوبة لها.
وزادوا في الأمر فعزلوا البعض وخوّنوا آخرين وأشاعوا بقرب حل مجلس الأمة حلاً غير دستوري، محمّلين الديموقراطية ما ساد البلد من فساد وتوترالعلاقات الكويتية مع جيرانها، وما ذاك الوهم إلا بسبب أن لبعضهم أحلاماً وردية تدغدغ خواطرهم، أو كوابيس مرعبة تنغصُّ منامهم ولياليهم، ولا شيء غير ذلك.