بعد مقال «الإصلاح ليس كما نتصور!» ومقال «السرقة الاكتوارية اجتماعيا!»? سنكتب عن الأوسمة (جمع وسام) ولمن تمنح!
وسام البطولة/ الشرف/ التميز تمنح كمكافأة لفرد ما قام بعمل استثنائي كوسام استحقاق من باب التقدير.
لنأخذها «حبة... حبة»... هل وسام عمل ما ممكن أن يقارن بعمل تعرض فيه الأرواح للخطر كمشاركة طلبتنا مع الجيش الأميركي في حرب تحرير الكويت؟
المسألة ليست بالوسام كقطعة نوط أو رمز يسلم في علبة مع شهادة تقدير للمضحي بنفسه في وقت عزف كثير عن التطوع? المشكلة إنه قيل للطلبة «الغلابا»... أنتم لكم تقدير خاص ومكانة متميزة وفي الآخر... هم في ذيل الاهتمام و«أقبض من دبش» وقس عليها كل عمل وطني آخر من مكافحي الفساد ومن عزز مكانة الكويت في المحافل الدولية من مختلف المجالات ومنها الرياضة على سبيل المثال!
قد يسأل البعض ما علاقة هذا بموضوع الأوسمة؟
أولا نحن في شهر أغسطس وقد شاهدنا مفارقات عجيبة في التعامل وأخذنا موضوع الأوسمة للتدليل على ضياع مفهوم «الولاء الوطني»، وبالوقائع والأدلة ولا أقصد الأوسمة كمثل التي تسلمها الطلبة وأنا أحدهم لكن لنأخذها من باب الاستحقاق الاجتماعي الوطني الصبغة لكل متميز سمعة الكويت والحفاظ على ثرواتها تعد همه الأول والأخير.
عندما يسرق/ يزور شخص ما بغض النظر عن موقعه ومكانته ومجموعته أو فئته أو «شلته» يقول المنطق الكويتي عرفاً وتقليداً إنه سيحاسب على حسب...«عاد أترك لك تفسير ـ على حسب ـ»!
مفهوم السرقة واحد... عارف كيف!
مفهوم التزوير واحد... عارف كيف!
مفهوم التجاوز الإداري واحد... عارف كيف!
طيب... «ليش التفرقة» وإن تحدثنا «زعلوا» وكأننا في عصر تكميم الأفواه و«كلمة والثانية معارضة وحراك أو«مو من ربعنا»... ومن ينطق بها أو يحرض على استغلالها معلوم مستوى أخلاقياتهم ووطنيتهم: بجد أمر مزعج للغاية!
اقرأ... استمع... شاهد... وخذ ما يعجبك واترك ما لا يروق لك وإن كنت بالفعل وطني المسعى فما عليك سوى الاتصال بالمصدر والتحقق مما فهمت: لا تميل كفة هوى النفس وتهلك وبالأخص من هم في موقع أصحاب القرار.
هل من رجل رشيد يسأل ولو لمجرد السؤال: من منحت لهم الأوسمة... أين هم وماذا قدمت لهم الدولة على أرض الواقع؟
هل من رجل رشيد يسأل... كل هذه السرقات وحالات التزوير والتعيينات الباراشوتية «ما لقيت من يوقفها»؟ وفي المقابل تجد تجاهلاً للكفاءات ممن تسلحوا بالولاء الوطني كخطى لنهجهم!
هل من رجل رشيد يسأل: لماذا السكوت عن التمييز بين فئات المجتمع ومكوناته وتجاهل السواد الأعظم من المخلصين عبر وكالة «الفوتوشوب» في وسائل التواصل الاجتماعي ووكالة «يقولون»... و«لا... أنا سمعت» وكلها كذب محض وافتراء وهذه النوعية من البشر «الرويبضة» سبب هلاك أقوام من قبلنا.
الزبدة:
معلش... تحملونا فكنا نحاول التلطيف في اختيار مفردات ناعمة لكن بعد أن تفشى الأمر ولمسنا مستوى الغضب الشعبي من رموز وطنية? بات لزاماً أن نتسم بالشفافية (صديقك من صدقك).
أوسمة الشرف منحت لمستحقيها لكن مكافأة العمل الوطني ذهبت لغير المستحق بما فيها قيادة مؤسساتنا وإدارة استثماراتنا.
أوسمة الشرف منحت لأفراد وضعوا نصب أعينهم مصلحة البلد «ولاء وطني»، لكن التقدير ذهب لمن يبحث عن مصلحته الشخصية عبر«خرم الإبرة» فلا حلال/ حرام يردعه ولا أخلاق تمنعه والبعض ممن كسب التقدير هم مجموعة طبقت «الولاء الشخصي».
لذلك? نطالب أصحاب القرار من الحكماء والعقلاء ومن يهمهم مستقبل الوطن وغرس الولاء الوطني في نفوس جيل الغد بأن يفتحوا الملفات ويراجعوا ما كتب وما قيل وما يبث من فضائح ومحاسبة كل متسبب فالوضع أقسم بالله سيئ جداً جداً جداً... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi