يزداد حضور العوامل الإقليمية في الواقع اللبناني المأخوذ بأزمة تشكيل الحكومة الجديدة بحيث باتتْ التجاذبات الداخلية تتشابك مع عناصر الاستقطاب الخارجي ذات الصلة بصراع المَحاور وموقع لبنان فيه.
فبعدما طغى البُعد الـ «ما فوق محلّي» للمأزق الحكومي من خلال الدفْع بملف التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد إلى الواجهة واستحضار الحوثيين إلى قلْب المشهد اللبناني، جاء موقفٌ أطلقه إمام جمعة طهران محمد علي موحدي كرماني، أمس، ليزيد من مؤشرات التعاطي مع لبنان كمنصّة لتوجيه الرسائل الإقليمية في غمرة اشتداد المواجهة الأميركية – الإيرانية على مشارف محطتها المفصلية في نوفمبر المقبل.
ولم يكن عابراً كلام كرماني عن أن «الولايات المتحدة لا تتجرّأ على شن أي هجوم عسكري ضد إيران»، وأنه «إذا كانت أميركا قادرة على شن حرب لفعلت ذلك، لكن لديها مخاوف إزاء أمن الكيان الصهيوني، والسلطات الأميركية تدرك ان آلاف الصواريخ عند (حزب الله) و(حماس) جاهزة للاطلاق لتسوي تل أبيب بالتراب».
ولاحظتْ أوساطٌ سياسية أن إقحام «حزب الله» علناً في محاولة إقامة «توازن ردع» على تخوم المرحلة الأقسى من العقوبات الأميركية والتلويح باستخدام لبنان كساحة حرب، يكرّسان إشارات التهاوي المضطرد لسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية، من جانب «حزب الله» وفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما من جانب طهران، الأمر الذي يعزز المخاوف من أن التسوية السياسية التي وفّرت مظلة الاستقرار للوضع اللبناني تترنّح رغم حال «الإنكار» من غالبية أطرافها.
والمفارقة الأبرز أن كلام كرماني جاء فيما يواصل مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم محادثاته في بيروت التي تركّز على تطبيق القرار 1701 والتمديد المرتقب لقوة «اليونيفيل» والالتزام بالعقوبات على إيران وتجفيف مصادر تمويل المنظمات الإرهابية، في إشارة الى «حزب الله».
وكان لافتاً كلام الرئيس عون، أمس، أمام وفدٍ من المنتشرين اللبنانيين في دول الخليج العربي، إذ أكد في مسألة تشكيل الحكومة «أننا نواجه بعض الصعوبات إلّا أنّها عابرة»، قبل ان يتطرّق الى مسألة النأي بالنفس وضمناً الى التطبيع مع النظام السوري، إذ قال: «أعرف دقة الوضع الذي تعانونه نتيجة للتناقضات القائمة بين الدول العربية، إلا أننا في لبنان نعتمد سياسة النأي بالنفس فلا ننحاز في أي صراع لأي دولة شقيقة ضدّ مصلحة دولة شقيقة أخرى، والدولة اللبنانية تنأى بنفسها عن هذه الصراعات، لكن النأي بالنفس لا يعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضرّ بأيّ من الدول العربية»، مضيفاً: «إذا عاد النازحون الى سورية فهل مِن متضرر؟ وكذلك إذا قمنا بتمرير منتجاتنا عبر معبر نصيب فمن يتأذى بذلك؟ على العكس فمنتجاتنا تذهب إلى الدول العربية وهذا من مصلحتنا، ونحن نعمل على تحقيقها من دون ان نؤذي أحداً. وما تسمعونه خلاف ذلك هو كلام يتم توجيهه في اتجاهات معينة مرتكزة على خيارات سياسية مسبقة ويتم تحميلها أبعادا أكثر مما تستحقه».
وإذ أكد «ان الأمن مستتب والسياح الأوروبيون أتوا الى لبنان بأعداد أكثر من السابق، وهناك فائض في عدد السياح بالاجمال»، شدد عون على أن لبنان ليس «دولة مفلسة».
إحباط مخطط «داعشي» كان يستهدف كنيسة وحواجز للجيش اللبناني
| بيروت - «الراي» |
أحبطتْ قوى الأمن اللبنانية مخططاً لتنظيم «داعش» كان يرمي إلى تنفيذ عملية انغماسية ضدّ كنيسة واستهداف حواجز للجيش اللبناني، لا سيما في الشمال.
وفي التفاصيل، كما أوردها بيان صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان قوة خاصة من «شعبة المعلومات» نفّذتْ عملية خاطفة في محلة جبل البداوي (شمال لبنان) حيث أوقفت اللبناني ه. س. (مواليد 1995) الذي اعترف بأنه بعد تخليته مطلع 2017 من سجن رومية حيث أوقف بجرم الانتماء لـ «داعش»، تَواصل مع قريبه «الداعشي» (م. س.) الموجود في سورية، ومن خلاله ارتبط بشخص يدعى «أبو هشام».
وأضاف البيان: «طلب منه قريبه تنفيذ عمليات إرهابية ضد عناصر وحواجز الجيش اللبناني في الشمال، كما طلب منه أبو هشام استهداف كنيسة بعملية انغماسية بحال تمكّن من ذلك. وقد أبدى الموقوف حماسة كبيرة للتنفيذ واستعداداً لاستهداف حواجز الجيش (بينها حاجز في البداوي) والكنائس، وكان ينتظر أن يرسل له قريبه الحزام الناسف والأسلحة... وقد أخبر الموقوف قريبه (ا. س.) بما تم ذكره أعلاه».
وبناء على ذلك، أوقفت «شعبة المعلومات» ا.س في محلة وادي النحلة (الشمال) فأكد أنه رفض مشاركة (ه.س) باستهداف حواجز الجيش والكنائس.