سعادة القيادي المحترم، يبدو للبعض أن هناك شبهاً بين عمل القيادي والخطوات التي يجب أن يتخذها، وبين الأمراض وكيف يتعاطى المرضى مع مرضهم.
الدراسات الطبية حول سلوكيات المرضى تتنوع وتتكاثر بسرعة من أجل الارتقاء بصحة المريض.
الدراسات دلت على أن بعض الناس إذا أصابهم المرض يمتنعون عن الذهاب للطبيب ظناً منهم أن هناك معجزة ستحدث ويختفي بعدها المرض.
تراهم يوماً بعد يوم في انتظار هذه المعجزة... ويوماً بعد يوم المرض يستفحل ويزداد انتشاراً، وهم في انتظار هذه المعجزة التي ستشفيهم من دون الحاجة إلى الطبيب... والمعجزة لن تأتي!
والبعض الآخر يذهب إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحوصات الطبية والوصول إلى التشخيص، ينصحه الطبيب بالتدخل الجراحي لاستئصال المرض، فيمتنع عن الاستماع إلى نصيحة الطبيب.
يمتنع لأنه في انتظار حدوث المعجزة التي تجنّبه التدخل الجراحي... ينام كل ليلة وهو يؤمل نفسه أنه سيفيق صباحاً على معجزة، إن حدثت، ستؤدي إلى شفائه من المرض الذي أصابه.
يذهب إلى طبيب آخر باحثاً عن تشخيص غير الذي أُخبر به... إنه في انتظار معجزة تثبت خطأ التشخيص الأول.
حتى إذا اصطدم بالحقيقة... يبحث عن طبيب ثالث ورابع... إنه في انتظار المعجزة. المرض يستشري في جسمه، وهو في انتظار هذه المعجزة.
إذاً، عزيزنا القيادي، إن المعجزة لم ولن تحدث... المطلوب منك اتخاذ قرارات وليس تسويف المواضيع في انتظار المعجزة التي ستجنبك مسؤولية اتخاذ القرار... وإن لم تتخذ القرار المناسب بالسرعة المطلوبة، فإن الأمور ستزداد تعقيداً وتزداد سوءاً... وكثير من القرارات التي تباطأ القياديون في اتخاذها، كلّفت المال العام الخسائر الكبيرة.