بعيداً عن جميع معادلات السياسة الكويتية وما يدور من تحليلات حول المرحلة المقبلة وترتيباتها، أحببت اليوم أن أوجه رسالة لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، شافاه الله وعافاه وأعاده لوطنه وأهله بأفضل حال، معلناً في البداية قلة معرفتي بشخصك الكريم وإدراكي أن أي كتابة من هذا النوع سيواجهها البعض باتهامات التزلف ومحاولة التقرب منكم، وهو أمر أدعي أنني منه بريء.
لقد انتعشت آمال الكثيرين طال عمرك بدخولك في التشكيل الحكومي الأخير مع ما نعلمه عنك من حب للثقافة والانفتاح السياسي والمعرفي، بالإضافة إلى ما ينسب لمعاليك من رؤى اقتصادية ذات أبعاد استراتيجية تهدف إلى انتشال البلاد من جمودها واستعادة دورها الريادي الذي يؤهله لها تاريخها وموقعها الجغرافي، وقد حركت بأطروحاتك في الأشهر الأخيرة الكثير من المياه الراكدة بتصريحاتك والمؤتمرات التي شاركت فيها وأدليت فيها بآراء كنا ننتظر صدورها من مسؤولينا التنفيذيين، لنطمئن على مستقبل البلاد وعلى إمكانية تحويل حلم والدكم الكبير صاحب السمو الأمير بجعل البلاد مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً.
إن ما قمت به في الأشهر القليلة الماضية لا نستطيع اختصاره بتصريحات هنا أو هناك، بل كان له الكثير من التأثير في نفوس المواطنين الذين يشعرون بالإحباط من ركود أو انحدار وضع مؤسسات الدولة، واستبشرنا خيراً بوجود الصف الثاني المؤهل من أسرة الخير للمساهمة في قيادة الكويت في هذه الظروف العصيبة والوصول بها وبشعبها إلى شاطئ الأمان، فبروزك على المشهد السياسي كان له دور وظيفي في طمأنة المواطنين وتدفق الأمل في نفوسهم، رغم، واسمح لنا بهذه الصراحة، أن أداء مؤسساتنا التنفيذية في السنة الماضية لم يتغير كثيراً، ولكننا كنا نحدث أنفسنا بأن متطلبات المرحلة قد تتطلب بعضاً من استمرار السياسات السابقة في التعيينات وغيرها من الأمور، وحاولنا بصعوبة، «بلع» كل ما يحدث من أجل أن نستمر في الأمل... والحلم...!
لقد آلمنا جميعاً ما طال صحتكم من اعتلال نسأل الله شفاءكم منه، ولا نعلم عن تصوراتك لدورك في المواقع التنفيذية في المرحلة المقبلة بسبب وضعك الصحي، لكننا نكتب لك عرفاناً بالأمل الذي زرعته في نفوسنا، والذي يدفعنا للدعاء لك بالشفاء، وأن نطلب منك أن تكون قوياً كما عهدناك وسمعنا عنك، وسترانا والكثير من أهل الكويت في انتظارك، واعلم أن انتصارك على مرضك - بإذن الله - سيخلق في نفوسنا أملاً أكبر بقدرتك على المساهمة في تغيير واقع وطنك للأفضل...
بوعبدالله...
ترجع بالسلامة...
[email protected]
Twitter: @dralkhadhari