وسط تفاؤل حذر وأجواء ضبابية، واصلت حركة «حماس» وإسرائيل اجتماعاتهما الداخلية المنفصلة عبر وسطاء إقليميين ودوليين بهدف التوصل إلى اتفاق تهدئة يشمل رفع العقوبات والحصار عن قطاع غزة.
وعقدت «حماس» اجتماعاً موسعاً، مساء أول من أمس، مع الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة «فتح»، لبحث المستجدات السياسية وحوارات المصالحة الفلسطينية التي أجريت منذ أسبوعين في القاهرة مع القيادة المصرية والمقترحات الأممية، فيما عقد جيش الاحتلال ووزراء إسرائيليون اجتماعات أمنية منفصلة بشأن المستجدات السياسية.
وقال الناطق باسم «حماس» حسام بدران خلال الاجتماع الذي عقد في غزة إن حركته لديها هدف استراتيجي وهو رفع الحصار المستمر منذ 11 عاماً من دون التنازل عن الثوابت الفلسطينية، رافضاً أي حل يكون على حساب الثوابت الوطنية.
وفيما تفيد مؤشرات على التوصل لاتفاق بين «حماس» وتل أبيب عبر وسطاء إقليميين، كشف مصدر فلسطيني، أمس، أن اجتماعاً هاماً عقد بين القيادة السياسية لـ«حماس»، وقيادة المجلس العسكري لـ«كتائب عز الدين القسّام»، الذراع العسكري للحركة، للاطلاع على مستوى «الاستعداد والجهوزية العسكرية».
وقال المصدر إن «الاجتماع جاء في ظل التهديدات المحدقة بالمقاومة والقضية الفلسطينية»، مضيفاً أن «قيادة كتائب القسّام أكدت (خلال الاجتماع) على قدرتها تكبيد العدو (الإسرائيلي) خسائر لا تطيقها حكومته أو جبهته الداخلية».
وسط هذه الأجواء، أكد الناطق باسم حركة «فتح» في القطاع عاطف أبو سيف أن الاجتماع الذي عقد مع الفصائل الفلسطينية لم يتم الاتفاق فيه علي أي شيء، حيث أكدت جميع القوى المشاركة عدم رغبتها بإبرام اتفاق تهدئة مع إسرائيل، معتبراً أن الاجتماع «محاولة من حماس لتبرئة ساحتها بعد إدراكها غضب أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع بشأن ما يتداول عن اتفاق تهدئة مع سلطات الاحتلال».
وليس بعيداً، نقلت صحيفة «هآرتس»، عن مسؤول إسرائيلي سياسي قوله إن التسوية الشاملة في غزة لن تتم من دون إعادة الإسرائيليين وجثث الجنود المحتجزة لدى «حماس» في القطاع، مشيراً إلى أن جلسة «الكابينيت»، شهدت مساء أول من أمس، تلقي أعضائه إحاطة بجهود مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ومصر للتوصل لتسوية.
وأوضح أن الاجتماع أكد الاستمرار في وقف إطلاق النار وأنه لن يطرأ أي تغيير على المشكلات الأساسية بغزة.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت قدم خلال الاجتماع، صورة للوضع في غزة، حيث أكد «الكابينيت» أن الجيش مستعد لكل السيناريوهات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائلية أنه لم تصدر أي قرارات تتعلق بالتسوية، بل خلص اجتماع «الكابينيت» إلى أن الفرصة للتوصل لتسوية شاملة مع «حماس» ضعيفة جداً، بسبب الفجوة بين مطالب الحركة خصوصاً عقد صفقة لتبادل أسرى، وموقف إسرائيل الرافض لذلك.