حياة

موعد واحد كان كافياً... «الرجل المبالغ فيه»!

1 يناير 1970 10:43 ص

وصلت الفتاة إلى المكان، كان الموعد في مطعم في أحد الفنادق الفاخرة، استغربت الفتاة اختيار المكان لكنها قالت لا بأس سأكتفي بالقهوة، طلبت المصعد وصلت المطعم وجدته ينتظرها عند الباب، لقد رأت في أدائه هذا لفتة جميلة جدا، فالـ gentle man كائن حي نادر وقابل للانقراض غالبا، المهم! ألقى التحية عليها: تفضلي تفضلي هناك طاولة لنا.
وهما في طريقهما للطاولة كان ينظر لهما عاملو المطعم نظرات ترحيب ومحبة. وصلا للطاولة، لقد كانت زاوية كاملة لهما، الورد الأحمر منثور على الطاولة كما زينت الطاولة في الشموع! نعم في أول موعد كانت هذه اللقطة لا بأس ابتلعت الفتاة ريقها وأخذت تقول في بالها: لا بأس الزينة جميلة لا تتتسرعي بالحكم قد يكون هذا أسلوب المطعم عند الحجوزات! تقبلت الفتاة الأمر لأنه كان لطيفا حتى تلك اللحظة!
قبل أن تجلس سحب لها الكرسي... كادت تقع من الحرج لكنها جلست. تحدثا قليلا أمسكت قائمة الطعام لتطلب لكنه سحبها منها وقال لها: سآخذ هذه المهمة عنك... فقد طلبت مسبقا كل شيء لنا.هي: فعلا؟ لا أريد سوى القهوة. هو: لا، انتظري.
حضر العشاء بشكل مرتب جدا ورعاية جميلة وترتيب، سلطة، شوربة، مقبلات ثم صحن رئيسي... وهي تقول في عقلها؟ كيف سآكل كل هذا في أول موعد.
الأكل يبدو شهيا ولكن في اللقاء الأول لابد ألا تظهر الفتاة حبها للأكل! لكن بطلة هذه السلسلة كانت تحب الأكل وتعتبره حب حياتها وحب الطعام كان له الأولوية طبعا بعد بضع الوقت من الخجل والتردد، لا بأس، أكلت واستمتعت بالطعام بالرغم من غرابة نظرات ذلك الشخص حيث كان ينظر إليها نظرات عاشق هيمان نعسان! الأجواء السائدة كانت شبه طبيعية حتى اللحظة! خلال العشاء دارت أحاديث بينهما رفع خلالها الشاب الشوكة يريد أن يطعمها بيده، فقالت له بأسلوب حاد:أنزل شوكتك لو سمحت! فأنزلها... بدأت تشعر ساعتها بأن الأجواء غريبة الأطوار وشعرت كأنها في مقلب تلفزيوني، اعتذر هو وقال لم أقصد شيئا.
فجأة وبعد دقائق قليلة حضر كل العاملين في المطعم وتجمعوا حولهما وبيدهما كعكعة كبيرة وباقة ورد حمراء... وضعوها على الطاولة وقد كتب عليها because you are a princess أي بالعربية لأنك أميرة! وقد كانت كعكة كبيرة من نوع تيراميسو... لذيذة جدا!
ثم قال لهما مدير المطعم: happy anniversary !... هنا من خوف الفتاة ضحكت بصوت لا يخلو من صدمة وتهكم وخوف وضحك وكل شيء وقالت: شكرا حوالي عشر مرات! واستلم صاحب الموعد الورد وأعطاه لها وهناك موسيقى ظهرت فجأة في المطعم في لقطة تشبه تنصيب عرش لأميرة في العصور الوسطى مثلا!
ذهب صاحب المطعم وقد ظن أن هناك علاقة قوية بينها وبين ذلك الشخص كفترة زمنية لا تقل عن سنة مثلا ولم يكن يعلم أحد أن ذلك اللقاء كان الأول... الأول فقط لقد بالغ ذلك الرجل في كل شيء!
انتهى الموعد شكرته على كل هذا واستأذنت للذهاب للسيارة أصر أن يوصلها للسيارة، وصلت... فتح لها الباب وأراد تقبيل يدها فوقفت وقفتها التأهبية سحبت يدها وقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله. مع السلامة، استمرت في الحوقلة إلى أن وصلت للبيت وبيدها الورد. لقد كان ألطف شيء هو والعشاء لكن صاحب الموعد المبالغ فيه لم يكن حقيقيا، فكل شيء يبدأ مبالغ فيه يضعف إلى أن ينتهي.
سألتها عائلتها: من أين لك هذه الورود الجميلة؟ فأجابت: اشتريتها لنفسي لأنني لم أضع في غرفتي وروداً منذ مدة!

@maysaa_alsharif