يقولون، إذا كان لديك بيت في الخيال وكوخ في الحقيقة، فإن الكوخ هو افضل من البيت لأن المعقول افضل من غير المعقول.
والمعقول ينقسم الى قسمين:
جامد ونامي.
النامي هو افضل من الجامد والنامي ينقسم إلى قسمين:
عاقل وغير عاقل.
العاقل افضل من غير العاقل والعاقل ينقسم الى قسمين:
متعلم وجاهل.
المتعلم هو افضل من الجاهل لذلك وحسب نظرية الحصر المنطقي اعتبروا العلم هو اشرف المعقولات.
ما اجمل العلم وما احسن صوره وما اجمل مناهله.
وما أبهى الجادين والمجتهدين والمخلصين من اجل الحصول عليه والاجتهاد في طلبه واغتراف جذوات طيبة لمعارف مختلفة والكد والعمل من اجل الوصول الى الغاية حتى اذا حصلوا على مبتغاهم من العلم انخرطوا في مضمار العمل لما تسلحوا به من علم راسخ حصلوا عليه بجد وتعب كي يبنوا صرح الأمة ويواكبوا عجلة التطور بعقول وقاده تشير الى خطوات من النجاح والتطور.
وبذلك تتحقق كل ما تصبوا إليه الامة من خير وأمن وكرامة، فأين هؤلاء الذين اساءوا إلى العلم بالتزوير والتدليس والحرمنة... اولئك الذين يدعون بإنهم يمتلكون شهادات وليس لهم من الشهادة حتى اسمها...
حملة الدكتوراه وقد اساءوا إلى كل من حملها بالحق والعمل.
دكاترة اساءوا إلى تخصصاتهم المزعومة واشاروا الى عكس الحقيقة.
ان السرقة خصلة منبوذة والسارق مذموم في جميع الظروف.
ولكن اسوأ السراق هم الذين زوروا شهاداتهم والذين ساعدوهم على ذلك هم اسوأ منهم.
أين الضمير؟
نسمع كثيراً عن سراق للمال العام ومغترفين صنوف من التعدي على كثير من الحالات واختلاس في كثير من المجالات، انما اسوأ الاختلاسات هم من زوروا شهاداتهم واخذوا حق الذين جدّوا ولم تتحرك ضمائرهم، فكيف تتحرك؟
وهم لم يغادروا ديرتهم وحصلوا على شهادات من اصقاع لم تطأ اقدامهم تربتها ولم يفقهوا لغتها.
وأتوا لكي يفتوا لأناس جدوا واجتهدوا وتغربوا ولم يحصلوا على بغيتهم والمزورون هم اكفأ منهم.
ما اكبرها من كارثة وما اعظمها من مصيبة.
مصيبة ترهق العقل وتعذب الوجدان وتجعل المجتهد في حيرة والخامل هو الذي يرفع.
فكيف نتطور.
وكيف نتقدم.
وكيف ننهض.
واناس اتوا بشهاداتهم من الفيلبين ولم يعرفوا موقع الفيلبين على الخريطة... أيها الدكتور انظر الى نفسك أين انت؟
وكيف تعمل؟
وهل الأجور التي تقاضيتها عن شهادتك هي حق لك؟
او ملك لمجتهد نثرت عليه الغبار وتمسكت بمن عاونوك كي تتصدر والذين اخذوا شهاداتهم العليا من ارض الكنانة،
ولم يطأوا أرض مطار القاهرة ولم يقع بصرهم على ما كتب في قاعة القادمون كتب العز على اعتابها فادخلوها بسلام آمنين.
العز كل العز للمجتهدين الذين يجدون في الليل والنهار من اجل الوصول الى بغيتهم في التنقيب والتحصيل والاستذكار والبحث حتى يحققوا علماً تصقل به القدرات وتمحص به المواهب وتنمى به الاستعدادات ليتفكر الذين حصلوا على شهادات بالكذب والزور والتدليس.
الى ما لديهم من قدرات واستعدادات ومواهب.
أين هي؟
وماذا اعطوا؟
وكيف افادوا؟
وهل استفادوا شيئاً؟
فأين المسؤولون والبرلمانيون عن هذه الطامة الكبرى؟
ألم يحن الوقت لنشمر عن سواعد الجد ونعمل على ايجاد حلول قوية وفاعلة لهذه الظاهرة.
ظاهرة الفساد الكبرى ونشير إلى اسماء كل السراق كي ينالوا اقسى انواع الجزاء العادل لتقر أعين جميع المخلصين والمجدين والمبدعين، ويطمئن الناس الى جميع المتخصصين في كل مضامير الحياة بأن مناهلهم صحيحة وارشاداتهم قويمة ودلالاتهم حقة.
سلام على جميع المخلصين والمجدين من ابناء هذه الديرة الحبيبة الذين جدوا ويجدون من اجل التسلح بسلاح العلم وبذل الجهود في سبيل تحصيله.
وما لنا الا ان نقرأ التحميدة التي يرددها طلاب المطوع عندما يختم احدهم القرآن الكريم وهم يشجعون ما بذل من جهد من اجل حفظ كتاب الله الكريم.
الحمدلله الذي هدانا
(آمين)
للدين والإسلام واجتبانا
(آمين)
سبحانه من خالق سبحانه
بفضل علمنا القرآن
نحمده وحقه أن يحمدا
ما ظهر الزهر وما طاح الندى
ثم الصلاة كلما الحادي حدا
على النبي الهاشمي محمدا