مصدر «فَسَاد»، «فَسَدَ»، ومعنى كلمة «فساد» لُغوياً... اللهو والانحلال وعدم احترام الأعراف والقوانين، والتلف والعطب والاضطراب والخلل.
من كان يظن أن الفساد هو تزوير جناسي وشهادات أو تضخم حسابات فقط، فهو الجاهل الحقيقي بمصدر ومعنى كلمة الفساد اصطلاحاً. نعم أنتَ وأنتِ وهو وهي ونحن وهم وهؤلاء وكل مَنْ لا يؤدي وظيفته بدقة وأمانة واتقان، فهو فاسد. من يبصم صباحاً بصمة الحضور وينصرف لينام وبعدها يحضر بعد الظهر لبصمة الانصراف فهو فاسد. من يعامل المراجعين سواء كانوا مواطنين أو وافدين معاملة غير لائقة فهو فاسد. من يخصص وقت العمل الرسمي لأداء واجباته الخاصة فهو فاسد. وكل موظف لا ينفذ ما يصدر إليه من أوامر بدقة وأمانة في حدود القوانين واللوائح فهو فاسد.
والموظف الذي لا يلتزم بأحكام القوانين واللوائح ولا يحافظ على ممتلكات الدولة فهو فاسد. ومن يستغل وظيفته لأي غرض خاص به فهو فاسد. ومن لا يحافظ على كرامة الوظيفة فهو فاسد. ومن لا يحترم ويتجاوز قوانين وقواعد وآداب المرور ويحرر له شرطي المرور جنحة مرورية فهو فاسد. والموظف الذي يأخذ إجازة مرضية وهو سليم معافى ولكنه يدعي المرض فهو فاسد.
وكل موظف يتغيب عن العمل من دون عذر فهو فاسد، وكل طالب يغش بالاختبارات فهو فاسد. والطالب الذي يتجاوز قواعد وقرارات الحرم الأكاديمي ويتعدى على حقوق زملائه، سواء بالتدخين أو لبس غير لائق أو بتلفظ ألفاظ لا تليق بالحرم فهو فاسد. وكل أكاديمي يقيم طلبته بمعيار المحسوبية ومسح الأجواخ فهو فاسد. وكل مواطن يتخلى عن مسؤولياته ويلقيها على غيره فهو فاسد.
إن كنت أكاديميا أو موظفا أو طالبا كويتيا وتمارس كل ما سبق وأكثر، وفي نهاية كل شهر تستلم راتبا أو إعانة فأنت فاسد. ورأس وقمة الفساد أن المواطن الذي يمارس كل أنواع الفساد تراه في المناسبات والأيام الوطنية يتغنى بحب الوطن، ويصطنع الولاء ويمثل الانتماء وهو أفسد الفاسدين. فليراجع كل مواطن سلوكياته تجاه وطنه ويكون خفيرا على نفسه بمراقبتها وكبحها عن الفساد، ويستبدله بالصلاح والإصلاح وهذا لن يتم إلا بالأمانة والمراقبة والانضباط.
[email protected]
mona_alwohaib@