ركائز التحول الاقتصادي تكمن في تعزيز القدرات التكنولوجية لقادة الغد
المسؤولية الاجتماعية للشركات أحد محاور الدعم الفعلي لجهود الحكومات
مسابقتنا لتقنية المعلومات والاتصالات تستهدف تنمية أفكار الشباب
أشار رئيس شركة «هواوي الشرق الأوسط»، تشارلز يانغ، إلى أن تبني دول مجلس التعاون الخليجي، للتقنيات المتطورة، والانتشار الكبير للأجهزة الذكية، ونشر تقنيات شبكات الجيل الرابع المتقدم، والاستعداد لشبكات الجيل الخامس، يضعها في طليعة البلدان من حيث تبني التكنولوجيات وعلوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة والعالم.
وقال يانغ في مقابلة مع «الراي» إن أوجه مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات، تتعدد وتختلف باختلاف سياسات وقوانين البلدان التي تحتضنها، مبيناً أن أبرز المبادرات وأكثرها حيوية هي تلك المستوحاة من واقع الاحتياجات الحيوية الفعلية للبلد.
وأضاف ان المسؤولية الاجتماعية للشركات، لم تعد مجرد تبرع بمبلغ لجمعية خيرية أو رعاية لفعالية، بل بات ينظر إليها كأحد محاور الدعم الفعلي لجهود الحكومات في مجال التنمية والتطوير وتحقيق أهداف الخطط الوطنية.
ولفت يانغ إلى أن «هواوي» أطلقت مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات، التي تستهدف تنمية فكر التكنولوجيا لدى جيل الشباب في المنطقة، وتعمل على تحفيز مسار الابتكارات التقنية وتفعيل عملية الانخراط في مسيرة التحول الرقمي وبناء اقتصادات مستدامة مبنية عل المعرفة.
وأكد أن ركائز التحول الاقتصادي في المنطقة، تكمن في تعزيز القدرات التكنولوجية لدى قادة الغد، وإعداد المواهب الشابة الواعدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لقيادة برامج التحول الرقمي لبلدانهم.
وهنا نص المقابلة:
• ما الدافع وراء إطلاق مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات من «هواوي»؟
- مع دخول الحقبة الرقمية، تدأب الحكومات في جميع أرجاء المنطقة والعالم، على دعم برامج التحول الرقمي من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا.
إذ ان بقاء الدول وازدهارها وقدرتها على مسايرة ركب الحضارة، يعتمد اليوم على تنويع مصادر الاقتصاد بتبني العلوم والرقمنة.
ونحن نؤمن في «هواوي» بأن ركائز هذا التحول، تكمن في تعزيز القدرات التكنولوجية لدى قادة الغد، وإعداد المواهب الشابة الواعدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بحيث تستطيع قيادة برامج التحول الرقمي لبلدانهم، ونؤمن بأن الشباب هم القلب النابض لهذه البرامج الوطنية.
ونلتزم في «هواوي»، بنشر المعرفة وتبادل الخبرات، كنهج للعطاء المجتمعي ضمن الأسواق التي نعمل فيها، ونحرص على تمكين الحكومات المحلية لتحقيق برامجها الرقمية الوطنية، من خلال توفير حلول تقنية مبتكرة وإطلاق مبادرات خاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، مستوحاة من واقع احتياجات بلدان المنطقة مثل برنامج «بذور المستقبل».
ويستهدف «بذور المستقبل» توفير منصات تدريبية عملية لطلاب الجامعات التقنية المتفوقين، بالتماشي مع آخر التطورات التقنية، ويأتي مع مبادرة «مسابقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» المستوحاة من المسار ذاته، وفق نهج إبداعي أكثر شمولاً ومحاكاةً لتفاصيل واقع احتياجات البلدان.
ونحن نثق تماماً بأن جهودنا ستسهم بشكل أو بآخر، في تحقيق أهداف حكومات المنطقة لرعاية المواهب الواعدة، من أجل بناء أساس متين لتحقيق التقدم المنشود لشعوبهم.
وتمنح «مسابقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، المواهب المحلية الواعدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، أفضل الفرص للحصول على الدعم والتدريب التقني، وهي جزء أساسي من رؤيتنا الرامية إلى تعزيز الابتكار وتحفيز الفكر الإبداعي التقني في المنطقة، لدعم مساعي الحكومات في بناء اقتصاد قوي، من خلال إرساء ركائز الحقبة الرقمية الجديدة.
وتم تصميم المسابقة على ضوء تجربة برنامج «بذور المستقبل» العالمي من «هواوي»، الذي تم تطبيقه لسنوات عديدة في كافة بلدان المنطقة، ولاقى استحسان وترحيب الحكومات والمؤسسات التعليمية.
وتتمثل النتيجة التي ننشدها من هذه المسابقة، بتهيئة جيل جديد من المفكرين التقنيين المتمكنين الذين ستقع على عاتقهم مسؤولية قيادة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وصممنا المسابقة لسد الفجوة بين المناهج الدراسية واحتياجات سوق العمل، وتعزيز مهارات وخبرات الطلاب، وبالتالي فرصهم في التوظيف، ونقوم بذلك من خلال تعريفهم بآخر المستجدات وإطلاعهم على كيفية مواكبة التوجهات العالمية، بتدريب ميداني نوفره لهم ضمن منشآت «هواوي» كمراكز البحث والتطوير والمختبرات والمعارض المتخصصة، وجامعة «هواوي»، بإشراف نخبة من الخبراء المتخصصين متعددي الجنسيات.
ولا شك في أن تهيئة جيل جديد من المواهب الواعدة، في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ركيزة مهمة لتنفيذ البرامج والخطط الوطنية الرقمية.
ولذلك نواصل عملنا الدؤوب لإرساء نظام متين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على أساس من التعاون المنفتح مع كافة الأطراف المعنية، لبناء كادر وطني من المواهب الواعدة، التي ستبني مسيرة التطوير باستخدام التقنيات المتقدمة، مثل الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء، والجيل الخامس المنتظر، والتي نعتقد أنها ستشكل أساس رؤيتنا لعالم ذكي متصل بالكامل.
وتعتبر المسابقة جزءاً رئيسياً من رسالتنا التي تضع المواهب الشابة، في قلب النظام التكنولوجي المنفتح الذي نسعى لتأسيسه، من أجل إحداث نقلة نوعية في طريقة عمل القطاعات والصناعات الرئيسية في المنطقة، بالاستفادة من أحدث التقنيات المتقدمة، التي تسهم في رفع كفاءة العمليات، وإضفاء سلاسة أكبر على طريقة تقديم الحلول والخدمات، واختزال زمن توصيلها وتكاليفها، والارتقاء بجودتها.
• مَن هو المرشح المثالي لمسابقة «هواوي» لتقنية المعلومات والاتصالات؟
- لقد تم إطلاق الدورة الأولى من مسابقة «هواوي» لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط العام الماضي، واستهدفت طلاب الكليات التقنية والهندسية والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى. وصممت «هواوي» المسابقة بهدف تطوير وإعداد الجيل القادم، من مهندسي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليكونوا اليد الفاعلة في تنفيذ خطط ورؤى حكوماتهم، ولقيادة مرحلة التحوّل الرقمي الحالية التي تمر بها المنطقة.
وحققت الدورة الأولى من المسابقة نجاحاً كبيراً، وشهدت مشاركة أكثر من 10285 طالباً من 121 مؤسسة تعليمية في 10 دول في المنطقة، وأظهرت بوضوح حرص الشباب على المشاركة بفعالية في المبادرات، التي تطلق العنان لإبداعاتهم وقدراتهم التنافسية.
وستعزز المسابقة فرص النهوض بمستقبلهم المهني، وتساعدهم على رسم مستقبل أكثر إشراقاً لهم ولبلدانهم، إذ إنها موجهة فعلياً لكل شاب طموح رسم مسار التكنولوجياً خطاً بيانياً لدراسته وحياته المهنية، ويؤمن بأنه سيكون أحد الجنود المستقبليين الفاعلين، في مسيرة تطوير بلده من خلال الاستفادة من عالم الاتصالات وتقنية المعلومات.
• ما مستوى مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة؟
- بينما يمكن القول إن ابتكارات صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في منطقة الشرق الأوسط لا تزال يافعة، إلا أن تبني العديد من بلدانها وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، للتقنيات المتطورة، والانتشار الكبير للأجهزة الذكية، ونشر تقنيات شبكات الجيل الرابع المتقدم، والاستعداد لشبكات الجيل الخامس، يضعها في طليعة البلدان من حيث تبني التكنولوجيات وعلوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ومن أهم النقاط التي تميز بلدان المنطقة، عن غيرها من البلدان المتقدمة في مجال التكنولوجيا، أنه لا تزال هناك فجوة نوعاً ما بين النظام التعليمي والمتطلبات الفعلية لسوق العمل، المستقاة من واقع قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
ويتعين فعلياً العمل على سد هذه الفجوة، من خلال النهوض بمستوى المهارات وتعزيز الخبرات، بما يتماشى مع واقع المتطلبات.
ونشير هنا إلى أنه ووفقاً لتقرير شركة «ماكينزي» العالمية للأبحاث الصادر في شهر أكتوبر 2016، حول «الشرق الأوسط الرقمي»، تمثل المواهب الرقمية 1.7 في المئة فقط من إجمالي القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط، في حين تمثل المواهب الرقمية في الولايات المتحدة وأوروبا على شبيل المثال أكثر من ضعف هذه النسبة المئوية.
ولذلك، نرى أن بلدان الشرق الأوسط تضاعف جهودها للارتقاء بالمواهب المحلية الواعدة في القطاع، وتطويرها من أجل تعزيز برامجها الرقمية، وهنا يتعين في الوقت الراهن إعداد قادة المستقبل للتنافس في العالم الرقمي الجديد، ومن هنا تم تصميم هذه المسابقة.
ونؤكد هنا أنه أمامنا فرصة مميزة لاكتشاف مواهب تقنية مميزة وتطويرها من خلال هذه المسابقة، ومن ثم العمل على صقل مهاراتهم وإكسابهم خبرات عملية معمقة، من خلال تجارب ميدانية يخوضونها في منشآت مهمة، كالمختبرات الحديثة ومراكز البحث والتطوير لدى «هواوي»، التي تمنحهم الفرصة للتعرف على مختلف تحديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيفية تخطي العقبات بتوسعة مداركهم وتطوير مهاراتهم حول تقنيات ترسم حالياً ملامح مستقبلنا، مثل شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء.
• هل يعتمد التدريب حصرياً على تقنيات «هواوي»؟ أو يمكن للخريجين تطبيق مهاراتهم المكتسبة حديثاً على نطاق أوسع؟
- لا تنفصل المنتجات والحلول والخدمات التي تبتكرها «هواوي»، عن واقع صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات بأي شكل من الأشكال، ولطالمنا اعتبرنا أنفسنا لاعباً واحداً في هذه الصناعة، ضمن فريق المعنيين والمهتمين بتطويرها وترقية دورها في تطوير وتنمية أعمال سائر القطاعات الأخرى.
وتستند الدورات والفعاليات التدريبية المقدمة إلى المشاركين، إلى أحدث مواضيع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأكثرها حيوية، مثل تقنيات الجيل الخامس والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي وغيرها.
ورغم أنها ليست خاصة بـ«هواوي»، لكننا نفخر بريادتنا، في تطوير هذه التقنيات والاستثمارات الضخمة في البحث والتطوير التي وظفت لهذا الغرض.
ولطالمنا كنا فخورين بأسلوب انفتاحنا على الآخر ودعواتنا المستمرة لكافة الأطراف، بما فيهم المنافسين، للعمل المشترك لبناء مستقبل أفضل لهذه الصناعة.
ومن خلال هذه المسابقة سيكتسب الطلاب خبرات لا تقتصر على الحلول والمنتجات الخاصة بـ «هواوي»، بل يشمل تدريبهم كافة التقنيات الحديثة التي ستسهم في تسهيل تأمين فرص عمل أفضل لهم في أي مكان بمجرد الشروع في حياتهم المهنية، وأخذ دورهم على صعيد التنمية الوطنية.
• كيف ترتبط المسابقة بإستراتيجية سوق «هواوي» في المنطقة؟
- تشكّل المسابقة مبادرة مهمة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيل القادم، من المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذين يتوقع منهم قيادة هذا القطاع في بلدانهم، وهي إحدى مبادراتنا الرئيسة للمسؤولية الاجتماعية، بحسب المتطلبات الفعلية المستقاة من واقع أسواق المنطقة.
وتعكس المسابقة التزامنا بدعم مساعي كافة الجهات العامة والخاصة، والأفراد الذين يعملون على رفد مسار عمل حكومات المنطقة، على تطوير مجتمعاتها بالاستفادة من مزايا الرقمنة، بالاعتماد على عالم التكنولوجيا الذي تعتبر المواهب الشابة جوهره وركنه الركين.
ولعل إطلاقنا لمراكز الابتكار المشترك وفتح المختبرات ومراكز التدريب أمام الجميع، أمثلة واضحة للوفاء باحتياجات البلدان ضمن هذا المسار، والعمل الجاد والتعاون مع الجميع للابتكار وتطوير الحلول، التي يمكن أن تساعد بلدان المنطقة على تحقيق أهدافها الوطنية، بحيث تكون الخدمات الرقمية متاحة أمام كل شخص ومنزل مؤسسة، وتسهم في بناء عالم ذكي متصل بالكامل.