سقوط فلسطينيْين في غزة خلال «مسيرات العودة»

إسرائيل تستبيح «الأقصى» وترد على «الطعن» بـ... الاستيطان

1 يناير 1970 04:30 م

شهد محيط المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الجمعة، أمس، توتراً أمنياً كبيراً بعد أن استباحته قوات الاحتلال الإسرائيلي وأغلقت أبوابه وطردت المصلين من ساحاته بالقوة، ما أدى لوقوع مواجهات أصيب خلالها عدد من الشبان واعتقل آخرون.
وقال ناطق باسم وزارة الأوقاف في تصريح صحافي «إن الشرطة (الإسرائيلية) أغلقت أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديد، كما أغلقت الأبواب الرئيسية للحرم الشريف بعد انتهاء صلاة الجمعة وطردت المصلين».
وأصيب عشرات المصلين بجروح وحالات اختناق، جراء إطلاق قوات وشرطة الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تجاههم عقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك.
كما اعتدت القوات بوحشية على حراس المسجد وطردت مديره الشيخ عمر الكسواني، في حين أعلنت القيادات الدينية في القدس عن اعتصام مفتوح أمام المسجد، وذلك قبل أن تفتحه قوات الاحتلال بعد إغلاقه لساعات.
وسارعت الحكومة الأردنية إلى إدانة اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى.
ودانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات «الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ضد المسجد الأقصى، خصوصاً اقتحام الشرطة الإسرائيلية له اليوم (أمس) واعتدائها على المصلين وموظفي إدارة أوقاف القدس».
وأضافت أن «مثل هذه الممارسات المُدانة والمرفوضة تنتهك حرمة هذا المكان المقدّس وتستفز مشاعر المُصلين فيه، والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما تمثل انتهاكاً لالتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية».
وحمّلت غنيمات «الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي تُرتكب ضده»، وطالبت «بوقفها فوراً، والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة».
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أنه سيتم بناء 400 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة آدم قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، والتي شهدت مقتل إسرائيلي وجرح اثنين آخرين، في هجوم نفذه فلسطيني بسكين داخل منزل مساء أول من أمس.
وأكد ليبرمان أن «القرار جاء كرد على عملية الطعن التي نفذها الفتى محمد طارق دار يوسف» الذي قتله الجيش الإسرائيلي بالرصاص.
واقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزل يوسف (17 عاماً) في بلدة كوبر غرب رام الله «تمهيداً لهدمه»، وصادرت تصاريح العمل الممنوحة لأفراد عائلة المهاجم، وأغلقت طريقاً يؤدي إلى البلدة بعد أن طوقتها.
كما أغلقت قوات الاحتلال، فجر أمس، بوابة قرية النبي صالح شمال مدينة رام الله وسط الضفة ومنعت خروج ودخول المواطنين إليها، فيما أضرم مستوطنون النار بمنزل وحطموا آخر بعد هجوم شنوه على منطقة خلة الوسطى بين قريتي جالود وقصره جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أمس، إن المستوطنين أطلقوا عشرات الأعيرة النارية تجاه المواطنين الذين حاولوا منع المستوطنين من القيام بأعمال تخريبية، وإجبارهم على مغادرة المنطقة.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين خلال تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرات في الضفة منددة بالاستيطان.
وفيما أدى مئات المئات صلاة الجمعة في قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة المهددة بالهدم والتهجير من قبل سلطات الاحتلال، أعلن مسؤول إسرائيلي أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤيد قرار إقامة 400 وحدة استيطانية في الضفة.
وفي قطاع غزة، استشهد أمس فلسطينيان أحدهما يدعى غازي محمد أبو مصطفي (43 عاماً) والثاني طفل يبلغ من العمر 14 عاماً وأصيب عشرات آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في خان يونس وشرق رفح، خلال «مسيرات العودة» التي خرجت تحت اسم «أطفالنا الشهداء».
وليس بعيداً، قالت مصادر إسرائيلية إن ليبرمان تلقى رسالة من مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الذي يجري محادثات بين الدولة العبرية وغزة، تنص على إعادة الهدوء إلى المنطقة، والعودة إلى التفاهمات السابقة، من دون ما وصفته بـ«إرهاب الحدود»، في إشارة إلى «مسيرة العودة الكبرى».
وكان ملادينوف التقى الثلاثاء الماضي رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في غزة، بعد يوم من لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس.