وجع الحروف

المعارضة و... «لا تخسر أحدا»!

1 يناير 1970 04:52 ص

سأترك موضوع الشهادات المزورة، لأنه كما أسلفت في مقال سابق ليس بجديد ومعلوم منذ عقود... ولم يتم حلّه لكننا هنا نتساءل كغيرنا عن الجوانب المرتبطة بقضايا التزوير؟
لعل أهم ما حدث عقب فضيحة تزوير الشهادات ذلك «الضرب» من تحت الطاولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعد انحرافا عن الهدف المرجو منه، حيث إن أساس مبدأ التواصل الاجتماعي انطلق من المسمى وهو يفترض منه تنوير المجتمع ومكوناته لإصلاح الثقافة الاجتماعية ونقل وتبادل المعرفة والخبر والأخبار المفيدة الصالحة.
الشاهد إن قضية الشهادات المزورة- أو أي تزوير أو فساد يحدث- ينقل إلى العلن? والبعض استغلها للنيل من خصومه وتحديدا ممن أطلق عليهم «معارضة» حيث التشكيك في شهاداتهم من دون دليل... أمر مؤسف.
أحبتنا «فاهمين» المعارضة خطأ... ولو عدنا لوضع المعارضة على حقيقتها لوجدناها فعلا محمودا منذ الأزل والدليل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي»، وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء فيه «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»... وغيره من القصص والأحاديث ما يدل على أهمية توجيه النصح والكشف عن الفساد.
وقد جرت العادة أن نكتب عن الأخطاء... وهذا لا يعني تصنيفنا بالمعارضة التي خزنت صورتها مجموعة معينة، بل هي مفهوم ثابت شرعيا ودستوريا «أساس الممارسة الديموقراطية الصحية»، وفي العلم الحديث تصاغ استراتيجيات الغد بناء على أخطاء اليوم (قرارات خاطئة? فساد بأنواعه? تزوير بأنواعه? انحراف السلوك الاجتماعي? تدهور التعليم والصحة والخدمات، وزد عليها منظومة قانون الخدمة المدنية... إلخ).
ما يقصد من ورائه إنما يهدف إلى صياغة استراتيجيات جديدة تصحح الخطأ الذي يكتب عنه أي طرف محايد، لا أن يستغل من قبل البعض للتجريح بمزاجية تحركها مصالح شخصية أو دوافع جانبية بغيضة.
مختصر القول? إن المعارضة الصحية ذات الحس الوطني هي أقرب لـ «الموالاة» بمعنى أنها حكومية المسلك، كون مطلق الانتقاد المباح أشبه بمستشار أو مدقق يرفع تقاريره لأصحاب القرار من دون مقابل... عارف كيف!

الزبدة:
ستمضي قضية التزوير تلو التزوير... والسرقة تلو السرقة... وفساد يفرخ «فسادا» من نوع وشكل آخر، ما لم نفهم وندرك الحاجة إلى قبول الرأي الآخر المحايد وأن يلمس العموم تحركا يحارب بأفعال كل نماذج الفساد، وأن نتقي الله في أحبة لنا ممن أصابتهم سهام التشكيك حتى في وطنيتهم وهم خلاف ذلك.
نصيحتي للقراء والقارئات... «لا تخسر أحدا» وكن مع قول الحق و«البينة على من ادعى» كما يقولون.
نحتاج إلى ثقافة «لا تخسر أحدا» وأن نعود كما كنا وأي مزور? فاسد? سارق? أو حتى ظلم العمل المؤسسي بتنصيب من هم دون المستوى نوع من أنواع الفساد، والحديث يطول في هذا الجانب «بس لا تقولون معارضة وبس».... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi