أبعاد السطور

ممنوع من القهوة

1 يناير 1970 02:37 م

ألّم بي عارض صحي في الأيام القليلة الماضية، بسببه لازمت الفراش لأكثر من إسبوع... لا أعلم عن أي شي ولا أقدر على أي شيء، غير أني أصارع تلك الآلام التي تصدرها القُرحة في معدتي، والتي غزوتها بعملية سريعة ومفاجئة فور شعوري بها في بداياتها.
أيام عديدة في الفراش لا يدخل جوفي وبصعوبة إلا رشفات من الماء أو الحليب أو العصائر الشفافة... وأنا ضعيف جداً صحياً وروحياً، حتى أني كنت في أحيان أنسى أني على قيد الحياة. لكن بفضل الله تعالى بدأت حالتي تتحسن تدريجيا كسلحفاة تسير وهي مجروحة القدمين. وبدأت روحي تنتعش كهبوب النسمات الباردة على وجه محبوس في غياهب السجن. وبدأ وعيي ينتبه أكثر ويصفو أكثر كزجاجة مرآة مُسِحت مما تراكم فوقها من وسخ وغبار.
لم أكن أتصوّر في يوم من الأيام أن «القرحة» شرسة إلى هذا الحد المجنون... كانت مسعورة كوحش عملاق في فكه مليون ناب حاد وفي كلتا يديه مليون مخلب قاطع.
بعد أن تحسنت صحياً بعض الشيء اتصلت بالطبيب الذي أخذ يوجهني ويصف لي بعض المستلزمات الدوائية والمكملات الغذائية وما عليّ تجنبه من الأكل والشرب. وفي أثناء استرساله بالحديث معي سألته فجأة تلقائياً دونما تعمد مني: والقهوة؟ فقال لي: القهوة؟ قلت: نعم القهوة؟ فضحك بشدة، وقال: لماذا لم تسألني عن شيء إلا القهوة؟ فقلت له: يا دكتور منذ أن خَفّت عني اللوعة والمغص والغثيان بدأت أطلب أن يُحضروا لي فنجان قهوة، وبعد أن يضعوه على الطاولة آخذه بيدي وأضع أنفي على سطحه وأغمض عيناي وأنا أسحب أنفاساً من عطرها نحو جوفي.
لكن بشرني الطبيب بأني أستطيع أن أعود لشرب القهوة بعد مضي 10 أيام من بعد تلك المكالمة بيني وبينه.
ان الصحة هي النعمة التي لا تعادلها نعمة، والحمدلله أولاً وآخراً في سرائه وفي ضرائه، وأدام الله عليكم أعزائي القراء موفور الصحة.
***
• الشعب الكويتي كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ينتظر ما الذي ستقوم به وستتخذ الحكومة حِيال تزوير الشهادات الجامعية... نود من هذه الحكومة أن تخجل وتنتفض في مواجهة هذه الكارثة، حيث إن الشعب شبع من الفساد.

[email protected]