بعد تجربة الغزو العراقي الغاشم علينا، لم تعد القيادة السياسية للبلد تتردد أو تشاور أو تجامل أحدا عندما يتعلق الأمر بسلامة الوطن واستقراره للخطر، لذلك كانت سلسلة الاتفاقيات الاقتصادية والاستراتيجية والاستثمارية مع جمهورية الصين التي وقعها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - ضرورية... فالقوة الاقتصادية والاستراتيجية مع الدول الكبرى لا تقل عن قوة العتاد والرجال، فاستثمار بمئات المليارات واتفاقيات تجارية وإنشاء الموانئ وفتح ممرات مائية للناقلات الضخمة مع دولة بحجم الصين التي استطاعت وبسرعة ملء الفراغ الأمني الذي خلقه انسحاب القوات الغربية من الشرق الأوسط.
اتفاقيات فيها دعم للكويت وجوداً وحدوداً، لذلك لقيت هذه الاتفاقيات الرضا والترحيب من الشعب الكويتي، ومن امتعض له أجندات خارجية. وكان من الطبيعي أن تجد هذه الاتفاقيات الانتقاد مِن مَن يريدون أن تكون الكويت مختطفة الرأي والقرار والتابعة لسياسات ليست لها فيها مصلحة... فبعد اضمحلال دور الجامعة العربية وتصدع مجلس التعاون الخليجي المشترك، بدأ البحث عن المصالح الوطنية وتبدل الحديث عن القضايا القومية وتحرير فلسطين إلى كلام عن صفقة القرن والصلح مع إسرائيل.
والكويت هي الدولة الوحيدة التي لم تصطف في طابور السلام، وإن كان لا بد من الصلح، فليكن مع الجارة المسلمة إيران، ولنحكم العقل على العاطفة، وألا تدفع دول الخليج فاتورة حرب ترامب مع النظام الايراني كما يطالب، فقد قلت وكررت قولا مصريا مأثورا «المتغطي بأميركا عريان»، فلا فرق بين أوباما وترامب بتقديم مصلحة إسرائيل الأبدية على مصالح بقية دول العالم.