عبر وساطة روسية... ودمشق تنظر إليها بعين إيجابية رغم عدم ثقتها بواشنطن

رسالة من أميركا إلى الأسد: ننسحب من سورية إذا انسحبتْ إيران

1 يناير 1970 04:15 ص

قالت مصادر قيادية مسؤولة تعمل في سورية، إن «أميركا بعثتْ برسالةٍ إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر وساطة روسيا تحمل في طياتها تمنيات وأهدافاً تهمّ إسرائيل بالدرجة الأولى وتتناغم مع رغبة الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب الكلي من سورية في أقرب فرصة وقبل أن يكلفه ثمناً باهظاً كما حصل مع إدارة جورج بوش عند احتلال العراق».
وحسب المصادر المعنية مباشرةً بالمعارك التي دارت وتدور في سورية، فإن «الرئيس الأسد كان واضحاً في ردّه على الرسالة الأميركية»، موضحة «أن سورية ستعمل لتحرير الأراضي السورية، كل الأراضي السورية من دون استثناء غير آبهة بالنتائج في معركة إخراج كل الجيوش المحتلة التي حضرت إلى سورية من دون طلب من الحكومة السورية في دمشق».
وتقول الرسالة الأميركية التي علمت بتفاصيلها «الراي»، إن «أميركا تنسحب كلياً من معبر التنف وتترك شمال شرقي سورية في الحسكة ودير الزور في أسرع وقت شرط أن تلتزم روسيا وسورية بضمان انسحاب كامل القوات الإيرانية من بلاد الشام وتترك أمر تدبر مصير الأكراد بالتفاوض بينهم وبين حكومة دمشق من دون أي تدخل أميركي. ونحن سنعترف بالأسد رئيساً لسورية ولكن عليه إخراج إيران منها».
وردّ الأسد على من نقل له الرسالة بالقول: «إن إيران دخلت إلى سورية بطلب مباشر من الحكومة المركزية، وستخرج من بلاد الشام بطلب من الحكومة نفسها فقط عند القضاء على الإرهاب. أما الأميركيون فقد دخلوا من دون إذن واحتلوا جزءاً من أراضينا وسنعمل على إخراجهم منها. ولن تعطيكم سورية بالسلم ما لم تحصلوا عليه خلال 7 سنوات حرب».
وأكدت المصادر نفسها «أن الرئيس الأسد أبلغ من يعنيه الأمر أن إيران قالت إنها غير مهتمة بالبقاء في سورية بعد تحرير الأرض من الإرهابيين ومستعدّة للخروج فور طلب الرئيس الأسد منها ذلك».
بالخلاصة، فإن الأسد وحلفاءه يقبلون بانسحاب القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية من الأراضي السورية وخصوصاً من معبر التنف الحدودي وكل شمال شرقي سورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن بقاء القوات الإيرانية وقوات «حزب الله» لن تعود ضرورية عندما تتحرّر سورية ولا سيما الشمال منها. إذ لا يزال هناك جهاديون في المناطق الواقعة تحت سيطرة تركيا، وبالتالي فإن عليها التخلص منهم وإلا تدخّل الجيش السوري والروسي وكل الحلفاء لإنهاء المعركة والقضاء عليهم.
وكذلك هناك وجود قوي لـ«داعش» في المناطق التي تسيطر عليها أميركا وتحتلّها. وبالتالي فإن «الصفقة» تبدو معقولة ويستطيع الأسد إبرامها فقط عند انسحاب آخر جندي أميركي من سورية وتكون بالتالي روسيا الضامنة لحُسن تنفيذ الاتفاق. إلا أن هذا يحصل إذا التزمت أميركا بجانبها من الاتفاق اولاً وبعد القضاء على القاعدة في بلاد الشام والجهاديين الذين يعملون في المناطق الشمالية ومعهم «داعش».
وتنظر دمشق بعين إيجابية إلى الرسالة الأميركية مع العلم أنها لا تثق أبداً بإدارةٍ تنقض العهود (الاتفاق النووي). والإيجابية تأتي من معرفة دمشق وموسكو أن أميركا لا تستطيع البقاء في سورية لأنها ستتعرّض للضربات وخصوصاً أن الجنوب السوري أصبح قريباً من التحرير الكامل. أيضاً، فإن إسرائيل ترتعد فرائصها من فكرة بقاء إيران في سورية والعمل على إنشاء قوة مشابِهة لحزب الله اللبناني ليصبح الخطر الحدودي كبيراً جداً على جنود تل أبيب. وبالتالي فإن الأسد يعتبر أن المعركة انتهت تقريباً وأن وحدة سورية وتَعدُّدها الطائفي والثقافي - العلماني قد انتصر على كل مَن عمِل على تغيير النظام وتقسيم سورية.