حوار / يضحك... والدمع وسط عينيه!

عبدالله الخضر لـ «الراي»: الفن في زماننا... لم يعُد رسالة

1 يناير 1970 10:20 ص

 كنت أتطلع إلى العمل مع طارق العلي... وتحقق حلمي في «واحد مهم»

 أحب العمل مع من أرتاح معهم... حيث نتعاون ونسعى إلى النجاح لنا جميعاً


 في الوقت الذي يصف فيه نفسه بأنه «ربما يضحك بينما الدموع تترقرق في مقلتيه»، يعرب الفنان الكوميدي عبدالله الخضر عن رأيه في الفن بصراحة قد تكون صادمة، معتبراً «أن الفن حالياً لا يحمل رسالة، سوى المتعة»، موضحاً «أنه يكفي الفن أن يثير ضحك المتلقي ويسليه»!
 «الراي» تحاورت مع الخضر، فتحدث بعفوية صادقة عن علاقته بشاشة التلفزيون، وبالمسرح الذي يعشق كواليسه، وبالسينما التي شارك على شاشتها بتجربة وحيدة، وبالإذاعة التي يقول إن أحداً لم يدعُه للمشاركة في أي من أعمالها!
 الخضر أشاد بالفنانين طارق العلي وهيفاء عادل وسماح وانتصار الشراح، والمخرج نعمان حسين، كأمثلة بارزة على الاجتهاد الإبداعي، معرجاً على قضايا ومواقف تأتي تفاصيلها هنا:

?  أمامك التلفزيون والمسرح والإذاعة... أيها تفضِّل؟
- إذا أتيح لي الاختيار، فالأولوية بالطبع لـ «أبو الفنون» الذي أعشق خشبته وكواليسه وأسلوبه الخاص في الأداء... المسرح أولاً بالنسبة إليَّ.
?  ما انطباعك عن مسرحية «موجب» التي تقدمها منذ عيد الفطر الفائت؟
 - الحقيقة أنني سعيد للغاية بمشاركتي في هذه المسرحية، وما لاحظناه من ردود فعل الجمهور هو «صدمة الفرح»، وقد حقق العمل سُمعةً جميلة عند الجمهور، وخصوصاً العوائل، ونحن سنواصل تقديم العمل باستمرار، لأن الإقبال لا يزال متواصلاً ومتفاعلاً... وبالفعل العمل من النوع الثقيل أو الرصين، وهناك توليفة متقنة نجح في صنعها الفنان محمد الحملي.
 ?  وماذا يعني لك «مصلح»؟
- هذه هي الشخصية التي أجسدها في المسرحية... وأنا أحببتها وتعمقت وصقلت «مصلح» في يوفي... وأشكل ثنائياً في العمل مع سماح التي تعود بهذه المسرحية إلى مسرح الكبار.
?  أيضاً من البوابة ذاتها عادت الفنانة هيفاء عادل إلى المسرح، فكيف تراها؟
- هي من الجيل الطيب والزمن الجميل... ولأننا نشارك معاً في عمل واحد، أعتبر هذا الأمر ميزة تُضاف إلى مسيرتي، والحقيقة أنني سعيد بعودتها إلى المسرح في عمل أنا أعمل ضمن طاقمه.
?  وعلى شاشة التلفزيون، أنتَ قدمت مسلسل «واحد مهم» برفقة الفنان طارق العلي. حدثنا عن هذه التجربة؟
- لا أخفيك سراً أنني كنت أتمنى منذ سنوات أن أعمل إلى جوار العلي... وأخيراً تحقق ذلك... وكان هناك مشروع لعمل مسرحي معه لكن كانت هناك ظروف شخصية خارجة عن الفن لم أستطع معها المشاركة، خصوصاً أن العلي اعتاد أن يقدم على مدى طويل يقارب السنة، لذا اعتذرت عن عدم المشاركة، فأنا إلى جانب التمثيل موظف، ولديّ التزامات أسرية لا يستقيم معها التزامي بعمل فترات طويلة.
?  يلاحَظ أنك لا تعمل إلا مع من ترتاح إليهم... وأغلب أعمالك الأخيرة في التلفزيون إخراج نعمان حسين... طبعاً لا يمكن أن يكون الأمر محض مصادفة؟
-لا بالطبع، ليس مصادفةً... فأنا أحب وأفضل أن أعمل مع شخصيات بيني وبينها مودة متبادلة، وأرتاح إليهم، لأن مثل هؤلاء يساعدونك في العمل، ونسعى جميعاً إلى تحقيق النجاح لنا جميعاً... ونعمان حسين كمثالٍ فنان حقيقي، ويعطيني حقي في إخراجه.
?  البعض يذهبون إلى «أن كل عمل فني لا بد أن يحمل مغزى أو رسالة»... ما رأيك؟
- أنا في الحقيقة لستُ من هذا الفريق، ولا أرى أن هذه المقولة صحيحة، فالفن ليس بالضرورة حاملاً لهدف أو رسالة... والفن حالياً - وأتحدث تحديداً في الكويت - قد يكون مقتصراً على الفرجة والضحكة فقط... وأحياناً أسأل من يحضر إلينا: «هل استمتعتَ وشاهدت شيئاً جديداً أثار فيك الرغبة في الضحك؟»... فإذا تحقق هذا فهو يكفي، ولا بد من أعمال تكون عبارة عن قصة خالية من الرسايل، والفن انعكاس الشارع العام.
?  وما وظيفة الفن في تقديرك إذن؟
- أفهم أن الفن ليس عملية تعليمية تلقن الناس معلومات وآراء في القضايا التي يتعرضون لها أو يقترح لهم الحلول لمشاكلهم... وفي الأصل أنا ضد من يقول: «لا بد، ويجب أن تكون هناك رسالة»، ومع هذا هناك بلا شك أعمال معينة تكون حافلة بالرسائل والعِبر، وفقاً للوقت والزمن، وهناك أعمال نريد منها أن نكسر روتين الجمهور.
?  ألا تظن أن هناك فنانين سيعترضون على كلامك... خاصة من اعتمدوا في أعمالهم على الرسائل والحكم؟
- من يزعل يزعل... وبالآخر هذا كلامي ورأيي الشخصي، ولا أقول إن كل عمل بلا هدف، كما أن رأيي ليس ملزماً لأحد.
?  إذاعياً... إلى الآن لم نجدك مشاركاً في أي عمل؟
- لم يطلبني أحد، ولم يدعُني أي شخص للمشاركة في عمل وراء ميكروفون الإذاعة، وطبيعي أنني لن أذهب وحدي لأعرض خدماتي!
?  لك مشاركة في فيلم «ودي أتكلم». هل تحدثنا عنها؟
- هي مشاركة وتجربة سينمائية جيدة مع أخي المخرج صادق بهبهاني... وهي أول مرة لي أشارك في فن السينما، وأحببتُ الدور جداً برغم أنه بسيط.
?  قد يكون تصوير الفيلم صعباً ومتعباً، فهل وجدتَه كذلك؟
- صحيح... التصوير السينمائي يختلف عن نظيره التلفزيوني، وهو متعب بالفعل، فربما يمر مشهد على الشاشة في بضع ثوانٍ، لكنه يتطلب ساعات طوالاً في التصوير... ولكنني على كل حال أحببت التجربة و «انجبرت» بالفن.
?  هل هناك دور تشعر بأنك تتمناه، وتتشوق إلى تقديمه؟
- دور كما هو في مسلسل «عبرة شارع» وشخصية القديرة انتصار الشراح، ولكن في هيئة رجل... فقد أحببت هذه الشخصية التي قدمتَها... «أملك نفسي ولا أملك سواها».
?  هل تتطلع إلى تمثيل دور صامت... بحيث تعبر بلا كلام؟
- بالفعل... وقد حدثوني عن ذلك في السعودية، وهو دور في فيلم.
?  وما الدور الذي لا تقدمه مهما كان العرض؟
- أنا ممثل... ومن ثم ليس هناك دور يمكن أن أرفضه.
?  يلاحظ كثيرون أن في داخلك حزناً دفيناً، حتى عندما تضحك، فهل ما يرونه صحيحا؟
- صحيح بالفعل... فأنا قد تنطبق عليَّ المقولة التي تصف معظم الممثلين الكوميديين... فقد أضحك بينما الدموع وسط عيني، وقد أجسد مشهداً فرحاً بينما قلبي حزين... وهذا شيء لا مفر منه... لأن الحزن قضاء وقدر، وجزء أصيل من تركيبة الدنيا.