حياة باسمة وهي ناضرة تفتح آفاقاً جميلة لكل قدرة ثاقبة ومهارة خلاقة وموهبة مشرقة تحث على الأمل وتعمل على الإبداع وتدعو الى التفكير واقتناص الخير من منابعه الحقة، تدعو كل مبدع في أن يشق طريقه واثقاً بنصر الله له لتحقيق كل ما يصبو إليه بخير بفضل من الله وتوفيقه.
وهناك اشخاص يستخدمون ما يمتلكونه من قدرات في الشر وافتعال المآسي وخرق القانون واستخدام الطرق الملتوية للوصول الى غايتهم فهم يثيرون هبوباً حارة اذا لفحت الوجه فإنها تؤثر به واذا مرت على القلب تدميه، إنها هبوب قاسية أقسى من الريح العاتية.
هي كثيرة نسمعها إنما نشاهد بعضها فتجعل الانسان يفكر بمعنى الانسانية وغاياتها وفوائدها وثمارها.
ما أقساها من هبوب هي كثيرة لا يمكن ان نأتي عليها بمقالة، انما تحتاج الى سفر كبير ولكننا سنتعرض الى بعضها في هذا اليوم.
كويتية تحمل جنسيتين بالتزوير في قصة تشبه اللغز الذي يفكر فيه، يرهق عقله وقلبه ولا يصل إلا إلى مأساة سبيلها الطمع وغايتها حياة زائلة لا يتمتع من يعيشها بنعمة الخير ولا يلجأ الى ركن وثيق... يقولون إحداهن اضيفت بالتزوير الى ملف والد شريك حياتها على انها ابنته وتمتعت بمزايا الجنسية الكويتية.
الاب والابن قاما بتزويج المنتحلة صفة الابنة والاخت زواجاً صورياً مرات عدة للاستفادة من قروض الزواج وطلبات الاسكان.
ما أبشعها من قصة وما أقساها من قلوب!
وقصة أخرى، هي قصة الحوت الازرق وتوابعه ومعينيه ومسانديه على بث الفوضى في ألعاب مختلفة تستحوذ على عقول الاطفال، فتزجهم في أتون محرقة عن طريق «السوشيال ميديا» بغياب عن ملاحظة ذويهم ومراقبتهم، فكانت المأساة كبيرة والقصة عظيمة أودت بحياة أبرياء في خضم فوضى استغل أوساطها منحرفو الضمير وعديمو الوجدان.
وقصة الأغذية الفاسدة والمطاعم التي تقدم السموم لزبائنها.
قصة عظيمة لا يدري الانسان كيف يرويها لان من بشاعتها وقسوتها تجعل القلب يخفق واليد ترجف واليراع يسقط عندما يتذكرها الذهن.
ما أقساها قصة مطعم حولي في الاسبوع الماضي والاغذية الفاسدة التي هي فيه وتسبّبت في تسمم 287 عزيزا من مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة، نضرع الى الله الكريم لهم بالصحة والشفاء وان تضرب بأيدٍ من حديد على كل متسبب في أذى أي إنسان بأي نوع من الأذى.
هبوب ساخنة كم أحرقت البحر الابيض المتوسط الذي قضى فيه 50000 إنسان منذ 2010 في هجراتهم من أوطانهم كي ينجو بأنفسهم من البطش والخوف والطاقة.
وأعجب قصة، هي قصة الهيئة العامة بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما، صرفت لها 13 مليونا ونصف المليون دينار، ولم تقم بطباعة نسخة من القرآن الكريم... ماذا عسانا أن نعلق؟
حول هذه القصة الفظيعة في معانيها والذي يتأملها لا تصيبه الدهشة فحسب، انما يشعر بالخوف من الله الكريم والرهبة مما جاء في قرآنه العظيم لما اعده للمذنبين من عذاب وتنكيل.
وما لنا إلا ان نتأمل في دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام حين يختم القرآن:
اللهم صل على محمدٍ وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا واجمع به منتشر امورنا واغسل به درن قلوبنا وعوالق أوزارنا واكسنا به حلل الامان يوم الفزع الاكبر في نشورنا.
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
ادعوك رب كما امرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم