مخزون الخام المحلي في الخارج لا يتجاوز 4 ملايين برميل

«كارثية» على الكويت تهديدات إيران بمنع صادرات النفط

1 يناير 1970 08:50 م

• مضيق «هرمز»... خيار الكويت الوحيد لتصدير نفطها
• ستكون المتضرر الأكبر بالخليج في حال نُفذّت التهديدات
• بدائل التصدير تبقى في مجملها صعبة... ومحدودة جداً
• 10 إلى15 مليون برميل نفط خليجي قد تتأثر بالخطوة
• «الحرس الثوري»: مستعدون لعرقلة صادرات نفط المنطقة
• سليماني لروحاني: أقبّل يدك وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة

أرخت التهديدات الإيرانية بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة، إذا مضت الولايات المتحدة الأميركية قدماً في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني، بظلالها الثقيلة على دول الخليج بشكل عام، وعلى الكويت بشكل خاص.
وبينما رأى محللون أن إغلاق «هرمز» هو أحد الخيارات التي تلوح بها طهران، نوهوا إلى أن الكويت ستكون المتضرر الأكبر في حال بادر «الحرس الثوري» الإيراني إلى تنفيذ تهديدات قيادته.
ولفت المحللون إلى أن خيار الكويت الوحيد لتصدير نفطها بطاقة تصل إلى نحو مليوني برميل يومياً، هو مضيق «هرمز» ما يعني أن احتمالية توقف حركة الملاحة البحرية أو عرقلتها في المضيق ستؤدي حتماً إلى تخفيض صادراتها النفطية بشكل كبير أو توقفها كلياً، وهو ما يشكّل خطراً حقيقياً على البلاد.
من جهتها، حذّرت مصادر نفطية من خطورة تنفيذ التهديدات الإيرانية، مقدّرة الصادرات الخليجية النفطية الإجمالية التي يمكن لطهران التضييق عليها بنحو 10 إلى 15 مليون برميل يومياً، معتبرة أنها ستكون «كارثة بكل المقاييس إن حصلت».
وقالت المصادر لـ«الراي» إنه «في الوقت الذي تمتلك فيه بعض الدول مخزوناً نفطياً خارجياً في دول أخرى، فإن مثل هذا الخيار لا يتوافر للكويت حالياً، إذ إنه ليس لديها مخزون خارجي في أي دولة أخرى».
وأضافت المصادر أن «المخزون الموجود على السفن قد يكون ليوم أو ربما يومين، وليس كما هو المخزون الاستراتيجي الداخلي والمقدر بنحو 30 يوماً».
وشدّدت «على الرغم من استبعاد تنفيذ التهديدات الإيرانية، خصوصاً أنها ستمس العالم كله، وسترفع أسعار النفط بشكل مخيف قد يصل إلى 300 دولار للبرميل»، بيّنت أن الخيار المتبقي هو إيجاد بدائل للكويت تجنباً للوقوع في المحظور.
بيد أنها اعتبرت أن «هذه البدائل تبقى في مجملها صعبة ومحدودة جداً، ولا يمكن الاستمرار لفترة طويلة»، لافتة إلى أن من ضمن هذه الخيارات، نقل تصدير النفط الكويتي عبر سلطنة عمان في أنابيب، أو نقل النفط الكويتي إلى المملكة العربية السعودية، ومن ثم شحنه عبر البحر الأحمر.
وأضافت المصادر أن«من البدائل الممكنة أيضاً نقل النفط الكويتي بالناقلات حتى خورفكان في الإمارات العربية المتحدة، ومنها إلى سلطنة عُمان عبر خط أنابيب».
من ناحية أخرى، اعتبرت المصادر أن الضرر لن يقتصر على الكويت أو الخليجيين فقط، لكنه سيمس الأميركيين والروس والأوروبيين والآسيويين، وبالتالي فإن هؤلاء لن يسمحوا بإغلاق المضيق أو المساس بهذه السلعة الحيوية أو الشريان الذي تمر من خلاله هذه السلعة.

وذكرت المصادر أن الكويت تملك مخزوناً نفطياً يقدّر بنحو 4 ملايين برميل فقط خارج الكويت، منها مليونان كمحزون إستراتيجي، ومليونان كمخزون تشغيلي فقط، وذلك مقارنة بعشرات الملايين لدول أخرى.
وقالت «حتى لو تم تلغيم المضيق كما حدث بالسابق، فلدى الكويت القدرة على تحميل إنتاجها على ناقلات النفط، وإخراجه من المضيق بالتعاون مع القوات الأميركية والأساطيل المنتشرة، كما كان يحدث خلال الأزمات والحروب من قبل».

وكان«الحرس الثوري»الإيراني، قد أعلن أمس، أنه مستعد لتطبيق سياسة تمنع صادرات النفط الإقليمية، وذلك غداة تهديدات الرئيس حسن روحاني بمنع تصدير شحنات الخام في دول الجوار في حال مضت الولايات المتحدة في سياستها الرامية إلى وقف شراء النفط من بلاده.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) عن قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني قوله إن«الحرس مستعد... إذا لزم الأمر لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية».
وأشاد سليماني بتصريحات روحاني، قائلاً في رسالة«أقبّل يدك (موجهاً كلامه لروحاني) للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية».
وكان روحاني هدّد، أول من أمس، بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدماً في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.
ولم يخض روحاني في تفاصيل، لكن سبق وأن هدد مسؤولون إيرانيون أكثر من مرة بغلق مضيق«هرمز»، وهو طريق رئيسي لشحن النفط، رداً على أي عمل عدواني من الولايات المتحدة ضد إيران.