قبل الجراحة

تسريبات

1 يناير 1970 08:28 م

يبدأ جاسم في كل جلسة حديثه عن الأخلاق ومحاسنها... يقص الحكاية، ويتبعها بالأخرى عن أخلاقه الرفيعة، وعن طيب تربيته، ويلتفت يميناً ويساراً طالباً من الحضور تأكيد كلامه.
عماد... إذا تكلم أحد أمامه عن الأخلاق قاطعه بصوت عال، وأخذ هو الحديث منه، ثم يبدأ بكل فخر في سرد القصص عن أخلاقه الرفيعة.
عباس لا يختلف أبداً عن جاسم وعماد... فعباس يتفاخر بأخلاقه، ولا يترك مجلساً إلا أخبر فيه عن أخلاقه وأفعاله، والأهم أنه كاتم للأسرار...
سلطان، أو الشاعر سلطان... أبيات شعره لا تخلو من محاسن الأخلاق، والفروسية... كتب شعراً عن أهمية التحلي بالأخلاق الحسنة وحفظ أسرار الصديق ونبذ الخيانة.
لؤي... لا يختلف عن سلطان أو عماد، لا يكل ولا يمل... دائم الكلام عن أخلاقه... وأنه صاحب أخلاق رفيعة.
جاسم، وعماد، وعباس، وسلطان، ولؤي، وعبدالله، ومشاري، وحسين، وحسن... الجميع يتفاخر بأخلاقه.
لكن الجميع بلا استثناء لا يحترم المكان الحكومي الذي يعمل فيه... فهدفهم تسريب أسراره (...).
أخلاقهم الرفيعة التي يتفاخرون بها لم تمنعهم من تسريب المستندات الحكومية، بالطبع هم آباء المستقبل، وأولادهم سيتشربون الأخلاق منهم. إذاً نحن بانتظار أجيال تسرب كل مستندات الحكومة، وتتفاخر بذلك.
نحن بحاجة لتشريع واضح... تشريع لا يعتمد على الثقة والأخلاق، إنما عقاب كل مسيء...عقاب كل من يثبت أنه سرّب أي مستند حكومي.... مهما كانت طبيعته.
إن التسريبات التي أضرت بالعمل الحكومي طالت مجلس الأمة... فإن لم تتصدوا لها الآن فإن القادم سيكون أسوأ.
الله يحفظ الجميع...