لقاء / أماني الياقوت: بدأنا باستزراع 4 أنواع ورعايتها في أحواض أشبه ببيئتها الطبيعية

«الأبحاث»: الكويت تحتاج إلى 33 ألف طن من الأسماك لتحقيق الاكتفاء الذاتي عام 2020

1 يناير 1970 09:40 ص

تمكنَّا من استزراع الباراموندي والروبيان العملاق وروبيان المياه العذبة والسلطعون العملاق

تربية اليرقات من أصعب مراحل الاستزراع لأنها تتطلب طعاماً ميكروسكوبياً دقيقاً

الاستزراع يعد من أهم الصناعات الحالية وأسرعها نمواً بمعدل 6 في المئة سنوياً

برنامج الزراعة المائية  يشارك في تطبيق الرؤية السامية  لتحقيق الأمن الغذائي

الأسماك المستزرعة لا تتعرض لأي مواد كيميائية وهي ممتازة  وذات جودة عالية

نعمل حالياً على استزراع سمكة الحشيم التي تتمتع بسرعة النمو والطلب المرتفع عليها

فيما تنذر السنوات المقبلة بحروب قد تنشب بين الدول على مصادر الغذاء والماء، نتيجة لعوامل عدة أبرزها، التغير المناخي والتلوث والصيد الجائر، يبعث معهد الأبحاث العلمية، الأمل لدى المواطنين والمقيمين في البلاد، بطمأنتهم على مستقبل الاكتفاء الذاتي من الأسماك المستزرعة مائياً في الكويت بين العامين 2020 و2025، عبر إجراءات عدة بدأ المعهد بتطبيقها منذ الآن، وعلى رأسها استزراع أنواع مختلفة من الأسماك، بعد دراسة أعدها المتخصصون استمرت 11 شهراً، بدأت بعدها عملية استزراع 4 أنواع من الأسماك، من خلال اختيار الأمهات ورعايتها بشكل صحي في أحواض أشبه ببيئتها الطبيعية، لتنجح وتنتج يرقات (أسماك صغيرة).
هذا ما كشفت عنه الباحثة المائية في المعهد أماني الياقوت خلال لقائها مع «الراي»، والتي بيّنت أن «تحقيق الكويت للاكتفاء الذاتي بحلول 2020 - 2025 يحتاج إلى إنتاج ما يقارب الـ 33 ألف طن من الأسماك، موضحة أن «الوصول إلى تلك الكمية ليس بعدد الأحواض وإنما بكمية الإنتاج»، لافتة إلى أن «المعهد تمكن من استزراع أسماك الباراموندي، والروبيان العملاق، وروبيان المياه العذبة العملاق، والسلطعون العملاق». وإليكم تفاصيل الحوار في ما يلي:

• من أين جاءت فكرة استزراع الأسماك في الكويت؟
- أدت الزيادة العالمية في عدد السكان، إلى تزايد الطلب على البروتين الحيواني خصوصاً البحري والنهري، لذا جاءت الزراعة المائية للأسماك بمثابة حل لتقليص الفجوة بين العرض والطلب، كما أن الاستزراع فكرة قديمة جداً تعود إلى حقبة الفراعنة الذين يعتبرون أول من طبقها في العالم، إضافة إلى الصينيين القدماء.
• ما الأنواع التي استزرعها المعهد؟
- استطاع المعهد استزراع أنواع عديدة منها، سمكة الباراموندي، والروبيان العملاق وروبيان المياه العذبة العملاق، والسلطعون العملاق.
• لماذا تم اختيار تلك الأنواع الأربعة لاستزراعها في الكويت؟
- وقع اختيارنا على تلك الأنواع من بين 10 أنواع تنمو بشكل سريع، والأنواع التي تم اختيارها تم استزراعها بنجاح كبير في العالم، كما أن قرار استزراعها في الكويت كونها أقل عرضة للأمراض التي تصيب الأسماك، وقبول المستهلكين بها.
•كم تبلغ تكلفة الأعلاف المستهلكة في استزراع الأسماك؟
- يمثل الغذاء 50 في المئة من تكلفة الاستزراع، فتم اختبار الأسماك التي تحول الأعلاف إلى لحم، وتبين أن استهلاك 1200 غرام من أعلاف للسمكة الواحدة يعطي كيلو لحم واحداً، وهي مشابهة تماماً للبلطي الذي يستهلك كيلو علف ويعطي كيلو لحم، وتلك الأنواع الأربعة تنموا سريعاً في المياه قليلة الملوحة.
• ما الفترة الزمنية التي تستغرقها عملية نمو تلك الأنواع؟
- تنمو بشكل كبير ويتم إنتاج محصولين منها في العام الواحد، إذا تمت الزراعة بشكل صحيح وفق الطرق العلمية التي وضعها المعهد.
• كيف تم الحصول على أمهات الأسماك؟ وما مراحل الاستزراع؟
 - في البداية تم اختيار الأمهات اللاتي تتمتع بقدر كبير من الصحة، والحفاظ عليها حتى تضع البيض، ثم تأتي مرحلة التبويض، وبعد ذلك مرحلة تربية اليرقات وهي أصعب مرحلة في عملية الاستزراع لأنها تتطلب طعاماً ميكروسكوبياً دقيقاً، وهنا يأتي دورنا في المعهد، ليتم أخيراً توفير صغار الأسماك وتبدأ عملية التسمين بتناولها للأكل الطبيعي الخاص بالأسماك.
• ما مدة دراسة المشروع؟
بعد الحصول على صغار الأسماك من خارج الكويت، والتي كان وزنها لا يتعدى 2 غرام، قمنا بعمل الدراسة في 11 شهراً، ليصل حجم السمكة بعدها إلى 800 غرام من خلال نموذج مصغر من المزارع ومرحلة التسمين.
•ما مدة تربية الأسماك حتى يتم طرحها في الأسواق؟
- يحتاج سمك الباراموندي إلى 6 أشهر ليصل إلى الحجم المتداول في السوق من 600 إلى 800 غرام، وسمك الروبيان العملاق يستغرق إنتاجه 5 أشهر ليصل لحجم من 35 إلى 40 غراما.
• كم تغطي نسبة الأسماك المستزرعة من احتياجات السوق العالمي؟
- بلغ الإنتاج العالمي من الاستزراع المائي للأسماك والقشريات في عام 2015 قرابة 77 مليون طن، تغطي 50 في المئة من الاحتياج العالمي، وفي المستقبل سيتم زيادة الاستزراع ما يعني ارتفاع نسبة الأسماك المستزرعة مستقبلاً، لأن الاستزراع يعد من أهم الصناعات الحالية وأسرعها نمواً بمعدل يبلغ 6 في المئة سنوياً، ما يزيد من إقبال المستثمرين عليها.
• لماذا لم يستزرع المعهد أنواعاً محلية؟
- في البداية درس المعهد عدداً من الأنواع المحلية وعلى الرغم من كونها جيدة، إلا أنها تتطلب فترة طويلة للتربية حتى تصل إلى الحجم التجاري، من عام ونصف العام حتى عامين في الظروف المثالية لمياه البحر، لكن في حال نقلها إلى المزارع قليلة الملوحة تزيد مدة بلوغها للنمو.
•لماذا يعمل المعهد في مجال استزراع الأسماك؟
- المعهد يعمل وفق رؤية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لخطة التنمية والتي تتضمن محاور عدة منها، تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، ويسهم برنامج الزراعة المائية بشكل فعّال في تنفيذ تلك الخطة، ونبحث حالياً عن أنوع من الأسماك التي تصلح للبيئة الكويتية، سعياً من المعهد نحو توطين صناعة استزراع مائي ناجحة بالتعاون مع القطاع الخاص.
• هل أدت زيادة الطلب على الأسماك إلى زيادة الصيد الجائر وانقراض أنواع منها؟
- بالطبع، قابل زيادة الطلب على الأسماك زيادة الصيد الجائر، ما أدى إلى اختفاء وندرة وانقراض أنواع عديدة منها.
• هل يتقبل المستهلك الكويتي الأسماك المستزرعة؟
- في السابق لم يكن المستهلك الكويتي يقبل إلا بالأسماك الكويتية والطبيعية، لكن فكرة تقبله للأسماك المستزرعة بدأت تكبر وتنتعش، حيث بدأ يقبل بالأسماك المستزرعة التركية مثلاً.
•هل تعتبر الأسماك المستزرعة أفضل من الطبيعية؟
- لا يمكن قول ذلك، لكن الأسماك المستزرعة يتم التحكم في بيئتها وغذائها ولا تتعرض لأي مواد كيميائية فتكون ممتازة وذات جودة عالية، بينما تتأثر أسماك البحار بالملوثات إذا كان البحر ملوثاً، وبالتالي تؤثر على صحة الإنسان لأن جودة الأسماك تعتمد على حالة البحار.
• ما عدد الأحواض التي تحتاجها الكويت للوصول إلى الاكتفاء الذاتي؟
- حتى تصل الكويت إلى الاكتفاء الذتي بحلول 2020 - 2025 لابد من إنتاج 33 ألف طن من الأسماك، والوصول إلى تلك الكمية ليس بعدد الأحواض وإنما بكمية الإنتاج، وبعض المزارع يكون إنتاجها ضعيفاً لأنها لا تتبع الاستزراع بالشكل الصحيح والطرق العلمية التي وضعها المعهد.
• كم يبلغ إنتاج الكويت من الأسماك المستزرعة حالياً؟
- كمية الإنتاج حالياً تكاد لا تذكر، لعدم وجود مزارع تجارية بالشكل الصحيح.
• هل يوفر المعهد صغار الأسماك للمزارع في البداية؟
- المعهد سيوفر الأسماك الصغيرة التي يحتاجها المستثمرون في المزارع السمكية لمدة سنة اعتباراً من الآن.
 •هل سيوفر المزارع بنفسه الأسماك الصغيرة؟
- من الأفضل بالنسبة للمزارع الصغير والمتوسط الاعتماد على التسمين فقط، لتوفير التكلفة على مزارعهم، لأن المرحلة الأولى من استزراع الأمهات واليرقات تترتب عليها تكاليف عالية جداً.
• هل تكفي أحواض الاستزراع في المعهد لتلبية حاجة المستثمرين من اليرقات؟
- نعمل على إعداد مفقستين لتوفير صغار الأسماك.
•هل يتم الاستزراع في المياه العذبة أم المالحة؟
- هناك ثلاثة أنوع من الأسماك يمكن استزراعها في مياه مالحة نسبياً وهي الباراموندي الروبيان والقبقب، وغالباً ما تكون نسبة الملوحة في مياه المزارع بين 5 و10 في الألف.
•هل يمكن استزراع تلك الأنواع في مياه الخليج؟
- لا نفضل استزراعها في مياه الخليج لأن تلك الأنواع غريبة عن البيئة الكويتية.
•هل يمكن الاستزراع في مياه الخليج داخل الأقفاص العائمة؟
- زراعة الأقفاص العائمة تسبب تدميراً للبيئة البحرية، خاصة في مكان وضعها، لكن تم استحداث زراعة الأقفاص بنظام متكامل وبشكل علمي لا يدمر البيئة البحرية، وفي الوقت الحالي لا نفضل تطبيقها في بحر الكويت الذي يحتاج راحة بعد أن تم اجهاده بشكل كبير أخيراً.
• هل لجأت الشركات إلى المعهد بعد الإعلان عن استزراع الأسماك؟
- المعهد وضع خبرته في خدمة المستثمرين في الكويت بتوفير نوع الروبيان «النمر العملاق» والذي يعد البديل الأمثل للروبيان المحلي (أم نعيرة) والذي لا يزال تحت نطاق التجارب على مستوى العالم ويحتاج إلى جهود كبيرة للتمكن من استزراعه بشكل تجاري، ويمتلك هذا النوع المقترح من قبل المعهد نفس الطعم اللذيذ والحجم الجامبو الذي يمتاز به روبيان (أم نعيرة) لتشابههما في الكثير من الصفات البيولوجية، وبعض الشركات جاءت إلى المعهد لعمل تخطيط لمزارعها.
•هل تعتبر الأسماك المستزرعة أقل عرضة للأمراض من الطبيعية؟
- السمك المستزرع أقل عرضة للأمراض لأنه يتم التحكم بحياته وطبيعة المياه والطعام، إضافة إلى أنه يخضع لأشراف طبي، ووجود البكتريا النافعة، كما يتم تطعيم الأسماك ما يزيد من مناعتها ومقاومتها للأمراض البكتيرية والفيروسية، ويوجد في المعهد وحدة صحة الأسماك وهي الوحيدة في الكويت القادرة على مساعدة المستثمر في نقاوة ونظافة وصحة الأسماك في المزرعة.
• ما النظام المغلق؟
- هو نظام للمحافظة على المياه في أعلى درجة من النقاوة خلال عملية الاستزراع، وتتم عملية تغييرها بنسبة 10 في المئة، ويستخدم الماء المستخلص في ري المزارع، كونها مياه خصبة لاحتوائها على سماد طبيعي عضوي من الأسماك.
• ما المدة الزمنية التي تتطلب تغيير 10 في المئة من المياه؟
- تعتمد على نوعية الأسماك المستخدم للمساحة وكمية الأسماك في الحوض، فإن كانت كثافة الأسماك في الأحواض عالية يجب تغيير المياه بشكل دوري ومن الممكن أن تتم يومياً أو أسبوعياً.
• ما الطرق الصحيحة التي يجب أن يتبعها المستثمر لتحقيق الأرباح من زراعة الأسماك؟
- لابد من أن يتم تصميم المزرعة بالطريقة الصحيحة ومن ثم اختيار الأنواع سريعة النمو، واختيار أنواع الأعلاف المطلوبة في السوق، إضافة إلى اختيار الأسماك التي تنتج محصولين في العام ما يعطي عائداً مناسباً، وبالتالي يجب العمل على توسعة الاستزراع مستقبلاً.
•ما أهم عنصر في المزارع السمكية؟
-العامل يمثل 80 في المئة من نجاح المزارع، حيث يشترط فيه أن يكون على درجة عالية من التدريب، لذا يجب أن يخضع العاملون لتدريب في المعهد على كيفية التعامل مع المزارع والأحواض والأسماك.
• هل هناك نوع جديد من الأسماك يعمل المعهد على استزراعه؟
- سمك الحشيم، يتم الآن استزراعه وسيعلن عنه قريبا وهي سمكة تتمتع بسرعة النمو والإقبال الكبير عليها، حيث سيعمل استزراعها على حفظ أسعارها لأن سعرها في الوقت الحالي عالٍ جداً.
• هل من نصيحة توجهينها للمستهلك في الكويت؟
- أنصح المستهلك بعدم الخوف من الأسماك المستزرعة إذا كانت تحت إشراف علمي وصحي وغذائي ومياه غير ملوثة، كما أنها أكثر أماناً من أسماك البحار، وطعمها يشبه الطعم الطبيعي، حيث يتم اختيار الطعام الذي يصل إلى نفس الطعم، وإن لم يكن نفس الطعم يكون قريبا منه جداً وكذلك لونه والشكل المفضل لدى الناس.
• كم يبلغ إنتاج المتر المكعب من مشروع الاستزراع؟
- إن النظام الخاص بالاستزراع يمكّن المستثمر من إنتاج 40 كيلوغراماً في المتر المكعب، ويتم اختبار كفاءة هذا النظام ليتم تقديمه كنموذج للمستثمرين في المستقبل، وهذا الإنتاج يأتي ضمن جهود المعهد المضنية لتحقيق الأمن الغذائي والوصول للاكتفاء الذاتي وتقليل الحاجة للاستيراد والاعتماد على السوق الخارجي لتوفير الغذاء للمواطنين، ويبلغ إنتاج سمكة الباراموندي بين 30 و40 كيلوغراماً في المتر المكعب الواحد من المياه، وتتميز بسرعة النمو حيث يمكن أن تصل إلى حجم الحصاد والحجم التسويقي الذي يبلغ 400-600 غرام في فترة لا تتجاوز 5 إلى 6 أشهر، كما تصل إلى حجم 1 كيلوغرام في فترة لا تتجاوز 11 شهراً.