رمضان بعيون ديبلوماسية / «الإيقاع اليومي للديبلوماسي لا يختلف عن حال المواطنين»

السفير البريطاني لـ «الراي»: القرقيعان... إحدى أفضل العادات الكويتية

1 يناير 1970 12:05 ص

رمضان له ألف وجه!
فهو احتفالية روحانية سامية تطوف كل بلدان العالم الإسلامي المترامي الأطراف، وكلما حط رمضان رحاله في بلد امتزجت ملامحه الأصيلة والراسخة بعادات هذا البلد وتقاليد شعبه... ومن هنا صار الشهر الفضيل نافذة مفتوحة على مروحة الثقافات الإسلامية المتباينة في تفاعلها العميق مع جغرافيا الشعوب والمجتمعات في العالم الإسلامي.
«الراي» سعت، بمناسبة الشهر الفضيل، إلى الحديث مع سفراء دول متماسة مع الإسلام والمسلمين في الكويت، وسألتهم عن «رمضان في عيونهم»، وكيف تختلف مظاهره من بلد إلى آخر، ويوحد بين شعوبها في وقت معاً، وكيف تسهم «ثقافة رمضان» في تعزيز التسامح والتعايش العالميين؟ وكيف يرون خصوصية هذا الشهر العظيم في الكويت؟








 اغتنم السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت مناسبة حلول شهر رمضان، ليهنئ سمو أمير البلاد وجميع الشعب الكويتي والمسلمين في جميع أنحاء العالم بالشهر الفضيل، ملاحظاً أن هذا الشهر هو شهر مميز جدا للعبادة والتأمل، وأيضاً فرصة رائعة للم شمل العائلات والأصدقاء وقضاء وقتهم معاً.
 دافنبورت أردف: «بعد مرور ثلاثة أسابيع من رمضان، اكتشفت أن الإيقاع اليومي للديبلوماسي في هذا الشهر لا يختلف عن حال كل مواطن كويتي، فهو يتغير تمامًا خلال الشهر الكريم، وتنخفض ساعات العمل في السفارة بواقع ساعتين لتصبح من الساعة 08.30 صباحاً حتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، في حين يصبح جدول المساء حافلاً جداً بزيارة الديوانيات، خصوصًا خلال الأسبوعين الأولين، حيث تتيح لنا هذه الأمسيات لقاء العديد من الأشخاص وتكوين صداقات جديدة، وحتى في الأسبوع الثالث من شهر رمضان، أتلقى العديد من الدعوات لزيارة ديوانيات أخرى، ومشاركات في مائدة الإفطار، وحضور عدد من الغبقات»، متابعاً: «لقد حاولت أنا وزملائي في السفارة حضور أكبر عدد ممكن من الديوانيات، لكننا لم نتمكن من زيارتها جميعاً».
وعن أجمل العادات التي رآها في الكويت، قال: «إن حفل القرقيعان هو إحدى أفضل العادات الكويتية التي تقام في شهر رمضان، فقد أعجبتني فكرة القرقيعان كحفل للأطفال ويوم للألعاب يتبادل فيه الجميع الحلوى والأطعمة اللذيذة»، لافتاً إلى حضوره احتفالًا رائعًا للقرقيعان شمل أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكن الجميع من المشاركة في المرح، ومواصلاً أنه «خلال شهر رمضان تصبح الديوانيات الكويتية رائعة بالفعل»، ومشيراً إلى «أن الديوانية هي من التقاليد الكويتية الفريدة من نوعها، وهي تقاليد ذات تاريخ طويل»، ومتابعاً: «لقد سعدت بالترحيب الحار الذي حظيتُ به خلال زياراتي للديوانيات في جميع أنحاء الكويت».
ونفى دافنبورت أن يكون رمضان قد ساعده على خسارة بعض الوزن، قائلاً: «بالطبع لا! فأنا استمتعت بكرم الضيافة الكويتية وجربتُ العديد من الأطباق الكويتية مثل التشريب والهريس واللقيمات».
وأشار إلى «أن هناك نحو 1.5 مليون مسلم يعيشون في بريطانيا، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد، وتُعتبر مدينة لندن وحدها موطنا لمسلمين ينتمون إلى أكثر من 30 دولة مختلفة، ويصوم كثير من المسلمين في بريطانيا - شأن إخوانهم في العالم الإسلامي - طوال اليوم من الفجر إلى غروب الشمس، ويخصصون هذا الوقت للعبادة والتأمل، وأيضا للاجتماع معاً وتقاسم مائدة الإفطار»، مردفاً «أن ساعات الصيام في الصيف طويلة جداً بالنسبة إلى المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا. ففي شهر يونيو، تصل ساعات النهار في بريطانيا إلى ما يقارب 16 ساعة».
وذكر أنه قد شهد رمضان في دول أخرى، خاصة في مصر، حيث قضى ثلاث سنوات مع عائلته هناك، وخلال شهر رمضان يتميز كل مجتمع بتقاليده الخاصة، مختتماً: «لقد تشرفتُ جداً أنا وزوجتي بتجربة شهر رمضان في الكويت».