أمضى أقصر وقت ممكن وفتح أكبر عدد ممكن من الجبهات

ترامب يختار الهجوم في قمة «السبع»... وسيلة للدفاع

1 يناير 1970 05:04 م

مدينة كيبيك (كندا) - ا ف ب -
اختار دونالد ترامب في قمة مجموعة السبع أن يمضي أقصر وقت ممكن وأن يفتح أكبر عدد ممكن من الجبهات بعيداً عن أي موقع دفاعي، ليفرض وتيرة عمله على شركاء يكاد صبرهم ينفذ.
وكان الرئيس الاميركي آخر الواصلين أول من امس إلى مدينة مالبي الكندية الصغيرة المطلة على نهر سان لوران في كيبيك (شرق كندا)، وكان أول مغادريها أمس قبل نهاية النقاشات.
ولم يُخفِ أنه يهتم أكثر بكثير بقمة الثلاثاء المقبل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، منه باجتماع أسري مع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة.
لكن تصريحات قوية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو اللذين قالا قبل القمة إنهما على استعداد لـ«عزل» الولايات المتحدة، أثارت لدى ترامب شهية المواجهة.
ورد عبر تغريدات على باريس وأوتاوا مشتكياً من أنه يعامل بشكل «سيئ جدا» في المستوى التجاري، وتوعد بأنه عند الضرورة سيمضي أكثر في معركة الرسوم الجمركية التي أطلقها.
وأكد مصدران قريبان من المفاوضات أن كلاً من القادة أصرّ على موقفه أثناء اجتماع العمل الرئيسي، بحيث حاول الأوروبيون مواجهة «سيل الانتقادات» التي يوجهها ترامب إليهم بحجج مدعمة بأرقام.
وفي اليوم الأول للقمة مساء أول من أمس، فتح ترامب جبهة جديدة من خلال مطالبته بإعادة روسيا إلى عضوية المجموعة التي أُبعدت منها إثر ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.
لكن الأوروبيين رفضوا سريعاً اقتراح ترامب، إذ اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع غير ممكنة طالما لم نرَ أي تقدم أساسي في ما يخصّ المشكلة الأوكرانية».
وشارك الرئيس الأميركي مبتسماً في صورة المجموعة التقليدية، إلا أن هذه الصورة تظل بالنسبة إلى مؤيديه أقل أهمية من هجومه ضد الكل للدفاع عن شعاره «الولايات المتحدة أولاً».
وعلق مارك لوتر، المستشار السابق لنائب الرئيس مايك بنس، بالقول: «شن الرئيس حملة للدفاع عن العمال الاميركيين ضد الاتفاقات التجارية الظالمة التي تحرمنا من الوظائف وتحول ثرواتنا الى الخارج».
وبالنسبة الى الرسوم الجمركية في كندا على منتجات الألبان الاميركية والصادرات من السيارات الاوروبية الى الولايات المتحدة، اضاف لوتر ان «الناس يرون ان الاتجاه الذي سلكه الرئيس هو الجيد ويحقق نتائج».
 ويبدو ان ترامب نقل عدوى حب المواجهة، على الأقل اللفظية، إلى شركائه. فماكرون الذي كثف اشارات الود للرئيس الاميركي أثناء زيارة أخيراً لواشنطن، بات يعتمد لهجة أكثر حزماً.
وقال الرئيس الفرنسي «ربما لا يهتم الرئيس الأميركي بأن يجد نفسه معزولاً، لكن نحن أيضاً لا نكترث إذا أصبحنا ستة في حال اقتضى الأمر».