مما لا شك فيه ان الدولة انفقت وتنفق مليارات الدنانير- ولم تقصر ابداً- مقابل تنفيذ مشاريع كثيرة وكبيرة جداً وهي على سبيل المثال... انشاء بنية تحتية ضخمة وتطويرها وانشاء مطارات وانشاء مبانٍ للمواطنين وانشاء مستشفيات ومشاريع توسعة للمستشفيات، وانشاء جامعات وانشاء جسور معلقة كثيرة ومشاريع طرق هائلة، وانشاء محطات كهربائية ضخمة وتوريد أجهزة، بالإضافة إلى مشاريع الصيانة لجميع الأعمال والتي يتم تخصيص ملايين الدنانير سنوياً لها، وذلك للحفاظ على جودة الأعمال وضمان استمراريتها بالشكل المطلوب، والتي تخدم المواطنين ومن ثم يجب تنفيذ تلك الاعمال بالشكل المطلوب وحسب الموصفات والعقود المبرمة لتلك الجهات، فكل الشكر لله العزيز الكريم ثم لحضرة صاحب السمو امير البلاد قائد الإنسانية واميرها والذي بتوجيهاته الكريمة يتم انفاق تلك المليارات لصالح الوطن والمواطنين وهو امر غير مستغرب من والد الجميع، ونسأل الله ان يحفظه ويمده بالصحة والعافية، والشكر ايضاً موصول للإخوه المسؤولين ولجميع الجهات القائمه على تلك المشاريع، والذين نرى فيهم كل الخير ان شاء الله، ونرجو من الله التوفيق لهم في أعمالهم، وتنفيذ واجباتهم بالشكل الصحيح و المطلوب والذي يهدف الي خدمة الوطن والمواطنين.
وأود في هذا السياق ان انوه عن بعض الجهات والتي تتعمد عمل الشو الإعلامي و«البروباغندا» غير المبرر والتي لن تفيدها في اخفاء واقع الحال والتي أغلب مشاريعها ام متعثرة او متأخرة، وذلك لعدم التزمها بتنفيذ وتسيلم تلك المشاريع في الوقت المحدد لها، لانها ببساطة (الشمس لا تتغطي بمنخل) والإنجاز ليس بتوزيع «البروشور او الاقلام او الرزنامة»، او زيارت الدواوين ولعب «الكوت بوسته» او لعبة «انحش ياذيب» او غيرها من الألعاب للتسلية والتي لا علاقة لها بنسبة الإنجاز او تنفيذ المشاريع، فمن وجهة نظري هو هدر وبحسبه رياضية ستعلم كم هي كانت كلفة تلك التوزيعات، والذي من المفترض ان يتم ايقافها والسؤوال هل تم تخصيص تلك الإعلانات من ضمن الميزانية لتلك الجهة، وما اسباب محاولة اقناع الناس بالمشاريع وهل هي جهة تنفيذية ام اعلامية تلميعية للبعض؟
هناك امور غير واضحة- وانا كوني مهندسا مدنيا وحاصلا على الماجستير في الإدارة الهندسية ولدي خبرة متواضعة سواء في فترت قيام بمهام التدريس كوني عضواً منتدبا في جامعة الكويت او في المعهد التطبيقي والذي كنت ايضاً عضواً منتدبا او في مجال الأبحاث العلمية، والتي تم نشرها في مجلات علمية عالمية محكمة او مجال عملي والذي قمت بإدارة مشاريع عدة- اود ان أؤكد انه لادخل نهائياً ولايوجد ابداً اي علاقة بين تنفيذ المشاريع وتسليمها بالموعد المحدد والمخطط لها ومحاولة اقناع الناس وتوزيع هدايا تذكارية في اماكنهم وأشرح لهم امورا هندسية فنية قد لا تكون من اختصاصهم.
فهل المشاريع تنفذ عن طريق الدواوين او توزيع الإعلانات؟، ان النجاح يكون على ارض الواقع، وذلك من خلال تسليم المشاريع في الوقت المحدد وجعل المواطنين يستفيدون من خدمات تلك المشاريع، كما ان هناك مشاريع ضخمة كثيرة تم تنفيذها في الدول المجاورة، في مدة زمنية قد تكون ربع المدة والتكلفة قد تكون اقل بكثير من التكلفة الحالية، ولم يقوموا بتوزيع اي اعلانات او زيارات للدواوين بل ساهموا في جعل المواطن يستفيد من الخدمات المقدمة لهم، وجعلوا من نجاحاتهم حقائق واقعية.
ونود ان نقدم النصح ونوضح للبعض ان العقد شريعة المتعاقدين وان من يتجاوز بعلم او غير علم على بنود العقد المبرمة او يعفي المقاول من مهامه اوجزء منها او اعفائه من اي من التزاماته اوعدم تطبيق غرامات التأخير او اي غرامة مستحقة للجهة، او عدم التزام المقاول بالجدول الزمني او عدم التزام المقاول بتوفير العدد الكافي من العاملين والمنفذين للمشروع، او عدم توفيرالمعدات او عدم التزام بانظمة الأمن والسلامة او توفير مواد غير جيدة او رديئة او اي اخلال او تقصير في تطبيق بنود العقد.
والذي يسبب تأثيرا سلبيا بطريقة مباشرة او غير مباشرة يعتبر اضرارا للجهة المعنية وللدولة بشكل عام، وهو امر يخالف الدين والقانون والأخلاق والأمانة العلمية والمهنية ويفتقد إلى الاحترافية، وذلك ان وجد وحدث ماتم ذكره، وفي نهاية المقال نسأل الله العظيم ان يحفظ الكويت واميرها وولي عهدها واهلها من كل مكروه ونرجو من الله ان تكون الرسالة واضحة ومباشرة ونحن نرغب بالإنجاز على ارض الواقع ولا نحتاج رزنامة او هدايا وشكراً.
* كاتب ومهندس كويتي
Twitter: @Engmohammad778
Email:[email protected]