الساير بدأت رحلة اهتمامها بالأطفال المرضى بجمع الألعاب لهم في المستشفيات
كرست حياتها لتخفيف الآلام عن الأطفال ومساعدة المرضى
أسست بيت عبدالله بهدف تقديم العناية الصحية والنفسية والكرامة للأطفال
تصميم بيت عبدالله يتناسب مع الطبيعة الثقافية لأهل الكويت
من زرع حصد ومن جد وجد... ومارغريت الساير زرعت الكثير وكان حصولها على وسام الإمبراطورية البريطانية جزءا من الحصاد لبذور العطاء التي زرعتها حرم رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الدكتور هلال السايرالتي كرست حياتها لتخفيف الآلام عن الأطفال.
تكريم مستحق نالته مديرة الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال مارغريت الساير من ملكة المملكة المتحدة وايرلندا اليزابيث الثانية نظير تميزها بالعمل التطوعي في مجال مساعدة الأطفال المرضى الميؤوس من شفائهم.
بدأت الساير رحلة اهتمامها بالأطفال المرضى مع مجموعة من الأصدقاء حيث قامت بجمع الألعاب للأطفال في المستشفيات لتلقي العلاج، وشرعت في اللعب معهم، لدعم احساس الاطفال المرضى بأنهم اسوياء طبيعيون كغيرهم من الاطفال.
وأسست الساير بيت عبدالله الذي تبلغ مساحته 22 ألف متر وذلك بهدف تقديم العناية الصحية والراحة النفسية والكرامة للأطفال في نهاية حياتهم القصيرة، حتى يضمنوا لعائلاتهم الدعم والسلوان والعزاء لفقدانهم أطفالهم.
ويعطي بيت عبدالله (الذي اتخذ اسمه من أحد الأطفال الذين اهتمت بهم الساير وقدمت له ولأسرته الدعم قبل ان توافيه المنية) الفرصة لعائلة الطفل المريض للاختيار بين البقاء في المنزل ورعاية الأطفال، أو أن تأتي إلى مرفق الرعاية النهارية، حيث يتوفر لدى هذا البيت عدد من المرافق منها مدرسة صغيرة،والصالة الرياضية، والمسرح، والحديقة، والمنطقة الترفيهية، والمكتبة الضخمة ومركز للتكنولوجيا والمعلومات.
تصميم بناء بيت عبدالله جاء ليتناسب مع الطبيعة الثقافية والمعيشية لأهل الكويت، حيث تم إنشاؤه على شكل شاليهات، حيث من المعروف عن الشعب الكويتي حبه للاستجمام في نهاية الأسبوع في شاليهات على البحر.
وحاز بيت عبدالله على (جائزة العالم) عام 2012 في ما يتعلق بمحور (الديكور الداخلي)، وحاز أيضا جائزة التميز من (مؤسسة تكريم) في 2015 ويقدم العلاج فيه بالمجان باعتباره عملا خيريا يعالج أي طفل مهما كانت جنسيته ودينه ولونه.
وتقوم الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال بتوفير فرص للاطفال للمشاركة في اللعب ضمن ديكورات جذابة بأجنحة الاطفال، وتتكفل اختصاصية حياة الطفل بتشجيع الأطفال في المستشفى على التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه ما يحدث لهم، ومساعدتهم على التأقلم مع الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية المؤلمة، مع استخدام نشاط اللعب لتفهم تجربتهم بالمكوث في المستشفى والتعايش معها، كما يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال وعائلاتهم بالمستشفى وتوفير خدمات الطوارئ والرعاية المتنقلة والالعاب، والعمل على الحد من الضغوطات والتوتر الذي عادة ما يصاحب دخول المريض المستشفى كالآثار النفسية الناجمة عن الانفصال، والبعد عن العائلة والأصدقاء، والتأكد من ان كل التسهيلات والخدمات موجهة إلى الطفل والعائلة.
وتسلمت الساير (وسام الامبراطورية البريطانية) من ولي عهد العرش البريطاني الأمير تشارلز نيابة عن والدته الملكة إليزابيث الثانية في احتفالية خاصة بقصر باكينغهام وسط لندن.
وكانت الساير قالت في تصريح عقب تكريمها «كان شرفا عظيما ان تسلمت هذا التكريم المميز من ولي العهد الأمير تشارلز نيابة عن كل من عمل معي خلال الأعوام الثلاثين الماضية وعلى رأسهم زوجي الدكتور هلال الساير وأمناء وأعضاء المجلس والمتطوعين الذين عملوا معي لتوفير الرعاية الاجتماعية لمستشفى الأطفال وبيت عبد الله للأطفال».
وأضافت أن «هذا تكريم للأطفال وأسرهم الذين تم تقديم المساعدة لهم»، مضيفة ان «هذا التكريم شرف عظيم لي شخصيا وتقدير لي بما أنني أصبحت بعد هذه السنوات جزءا من البيت الكويتي الذي يعرف بعطائه وكرمه قيادة وشعبا».
واستذكرت مارغريت بهذا الصدد جهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في دعم الأعمال الانسانية والخيرية في مختلف أنحاء العالم والذي منحته الامم المتحدة لقب قائدا للعمل الإنساني.
وذكرت أنها رأت مساهمات الكويتيين على مختلف الأعمار والمستويات في مساعدة من هم أقل حظا منهم، معتبرة أن «الأمر أعظم عندما تكون هذه المساعدات للأطفال المرضى خصوصا لمن لا يرجى شفاؤهم لتقديم أفضل رعاية ممكنة لهم».
ودعت مارغريت الشباب الكويتي الى «المثابرة من اجل تحقيق أحلامهم ومشاريعهم وهوياتهم وان يستمروا في مساعدة الآخرين وخصوصاً الأطفال المرضى والمحتاجين».