كلٌّ منا يحمل في داخله سلسلة لا تنتهي من الصفات... وهي تتراوح بين السلب والإيجاب، لكنها جميعاً ترسم خريطة علاقاتنا مع الآخرين، وتحدد المسافات التي تفصل بيننا وبينهم!
«الراي» التقتْ جمْعاً من أهل الفن والإعلام، وفتحت معهم صندوق صفاتهم، وشاركتهم التنقيب عن المزايا والمساوئ، وما الذي يودون الاحتفاظ به من صفاتهم؟ وما الذي يفضّلون التخلي عنه؟ وكيف يرون أهم صفاتهم؟
تستضيف هذه الزاوية اليوم الفنانة الأردنية نداء شرارة:
• هل لديك صفة تتمنين التخلص منها؟
- الحساسية. هناك أشياء لا تتطلب أن نكون حساسين حيالها، ولذلك يجب أن نكون أقلّ حساسية.
• وصفة تودّين أن تضيفيها إلى صندوق صفاتك الشخصية؟
- أن أكون أكثر صلابة أو أكثر قسوة.
• صفة كانت لديكِ... لكنها رحلتْ عنكِ تدريجياً أو سقطتْ فجأة؟
- البكاء السريع. اليوم أحتاج إلى وقت طويل كي أبكي بسرعة. مع أنني حساسة جداً وأتأثر داخلياً ولكن من دون دموع. في السابق كنتُ سريعة التأثر ودمعتي سخية واليوم صرتُ أقلّ تأثراً.
• وما الصفة التي تودين أن تتوافر في شخصٍ ما مقرب منك في المجال؟
- الاهتمام وصفاء النية.
• صفة لا تفضّلينها في مَن حولك أثناء أي عمل فني؟
- الأنانية والمنافَسة الشرسة. عندما نعمل معاً نجد أحياناً أن كل شخص يفكر بمصلحته، ولو أننا فكرنا أنه عمل مشترك، يصبح العمل أجمل. الأنانية والمنافَسة الشرسة عندما يدخلان في أي عمل يؤذيانه. عندما يكون الشخص أنانياً في عمله، فإنه يحول دون نجاح العمل. وعلى الصعيد العام، فإن المنافسة الشرسة ليست جيدة، لأن الشخص يفكر كيف يغلب الآخرين وليس تقديم أفضل ما عنده.
• وما الصفة التي لاحظتِ أنها ازدادت عند الناس أخيراً سواء جيدة أو سيئة؟
- اللامبالاة. الناس أصبحوا لامبالين بطريقة رهيبة وفي كل شيء. في الحياة والموت والفرح والحزن. كما أن الناس صاروا أكثر اهتماماً بالمظاهر، ولم تعد هناك صدقية في المَشاعر ولم تعد توجد أشياء حلوة ونقية. هناك أشياء كثيرة باتتْ مغيبة في هذا الزمن، وهي تتراجع في شخصية الناس. بقلّة الإنسانية أحياناً وبنظرتنا غير المبالية للأمور وبحكمنا السريع على الآخرين، صرنا نقرأ الكتاب من العنوان من دون الاطلاع على مضمونه.
• صفة تَعلّمْتِها وتأثرتِ بها من إنسان آخر؟
- تعلّمتُ الصبر والالتزام بالمواعيد اللذين اكتسبتُهما من الحياة ومن بعض الأشخاص. أحاول أن أتعلم من التجارب ومن الآخَرين واكتسبتُ صفة الصبر من والدتي.
• من دون ديبلوماسية... صفي نفسك مع استحضار أبرز صفاتك؟
- أنا من مواليد برج الجدي، وصاحبة شخصة واقعية جداً. أحلامي لا تحلّق في السماء، بل كل شيء عندي مرتبط بالاجتهاد والعمل والصبر. أنا شخصية واقعية تشتغل على أحلامها كي تصبح حقيقة. طيوبة ومرهفة الحس وأتذوق الفن ليس في الغناء فقط، بل في الكتابة والقراءة والتلحين.
• ما الصفة التي ترين أنك مدينةً لها بما وصلتِ إليه حالياً؟
- أدين إلى القناعة بما وصلتُ إليه حالياً، لأنها كنز وأنا أستفيد منها في الفن وخارجه وفي حياتي.
• وما الصفة التي عرّضتكَ يوماً لخطر كبير؟
- العطاء. يُعرف عني أنني معطاءة، وهي صفة سلبية وإيجابية في الوقت نفسه. العطاء لا يأتي دائماً في محله. أنا أفعل الخير ومعطاءة جداً، ولكن هناك مَن لا يليق بهم الاهتمام والعطاء، والمثل يقول «إن أنت أكرمتَ الكريم ملكْتَه وإن أكرمتَ اللئيم تمرّد». الشخص المعطاء لا ينتظر مُقابِلاً، ولكنه يُجرح. وكوني لا أطلب مقابِلاً فهذا لا يعني أنه ليس عليك واجبات.