«تثقفتُ فنياً بالأغنية المصرية».
إنه الفنان اللبناني آدم في حالة عرفان بدور الأغنية المصرية وتأثيرها في فنه، متحدثاً بمناسبة إصداره أغنية جديدة باللهجة اللبنانية بعنوان «أول حبيب»، استطاعت أن تقارب مليون مشاهدة بعد مرور أيام قليلة على طرحها، وتتجاوز حاجز الـ 4 ملايين بعد نحو 3 أسابيع.
«الراي» تحدثت إلى آدم الذي فرض نفسه مطرباً من الطراز الرفيع، منذ بداية مشواره الغنائي، من خلال أدائه أعمال الكبار بصوته، أمثال أم كلثوم وذكرى، وحقق شهرة واسعة في كل الدول العربية وخصوصاً في مصر التي آمنتْ به واحتضنتْه.
وإذا كان مشوار آدم الفني لم يخل من العثرات والمطبات، وخصوصاً في الأعوام الأخيرة (وفقاً لتعبيره)، فهو يوضح أنه عاد اليوم بقوة من خلال خطة فنية للمستقبل بالتعاون مع إدارة أعمال جديدة وفريق عمل جديد، كاشفاً عن اعتزامه طرح «ميني ألبوم» قريباً يضمّ أغنيات خليجية وعراقية، معرِّجاً على نقاط أخرى تأتي تفاصيلها هنا:
? اسمك معروف ومنتشر منذ أعوام طويلة، وبالرغم من سنك الصغيرة وموهبتك الكبيرة هناك مَن يعتبر أنك مقصّر بحقّ نفسك فنياً قبل جمهورك ومعجبيك في العالم العربي؟
- التقصير الذي حصل خلال الفترة السابقة كانت له ظروفه وأسبابه وأحكامه. ولكن الماضي أصبح ورائي، ولنعتبر أنني بدأتُ حالياً بانطلاقة قوية وجديدة.
? هل هذا يعني أنك بصدد اعتماد استراتيجية معينة ومختلفة في مشوارك الفني خلال الفترة المقبلة؟
- طبعاً. هناك ورشة عمل وتسجيل أغنيات جديدة، وتحضيرات أخرى كثيرة. لا يمكنني أن أعبّر عن مدى محبة الناس لي، ومن ثم لن يمكنني أن أوفيهم حقهم وتقديرهم ووفاءهم لي إلا من خلال أعمالي، إذ هم لا يعرفونني إلا من خلال صوتي ورصيدي الفني.
? بدأتْ بوادر هذه الانطلاقة القوية من خلال أغنية «أول حبيب» التي تحقق نجاحاً كبيراً، وهي باللهجة اللبنانية، ولكن المُتابِع لمسيرتك يلاحظ تأثرك بالأغنية المصرية، فهل يمكن القول إن اللهجة المصرية هي الأقرب إليك ثقافةً وميولاً فنية؟
- تربّيتُ على اللهجة المصرية، ومن الطفولة بدأتُ أسمع أغنيات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، ولذلك يمكن القول إنني تثقّفتُ فنياً من خلال الأغنية المصرية لأنني كبرتُ على سماعها، ومن هنا كانت أول أعمالي أغنية باللهجة المصرية بعنوان «مش باقي غير أشواقي».
? وما موقفك من الانقسام على الساحة حول غناء الفنان اللبناني بغير لهجته، حيث يجد بعض الفنانين أنه يحقّ للفنان اللبناني أن يغني بكل اللهجات، بينما يتمسك آخرون بالغناء باللهجة اللبنانية فقط؟
- قدّمتُ الكثير من الأغنيات باللهجة اللبنانية التي أَحبها الناس، ولا أزال مستمراً في تقديم أغنيات تشبهني وتشبههم. وأعتبر أن نجاح أي أغنية يرتبط بتفاعل الناس مع لحنها وكلامها مهما كانت لهجتها.
? يضمّ أرشيفك الفني عدداً من الأغنيات باللهجة الخليجية، فأين أنت من الأغنية الخليجية؟
- أحبّ الأغنيات والألحان الخليجية كثيراً، وسبق أن قدّمتُ مجموعة أغنيات بهذه اللهجة، مثل «ابعديني» «لا والله وفيك الخير»، وحالياً أنا بصدّد التحضير لـ «ميني ألبوم» يضمّ أغنيات باللهجة الخليجية والعراقية.
? بالرغم من أنك اسم له وزْنه وثقله الفني في غالبية الدول العربية، ولكن إلى أيّ حد يمكن القول إن انتشارك في مصر يتجاوز انتشارك في أي بلد عربي آخر بما في ذلك بلدك لبنان، حتى أنك تعتبر أن عدداً قليلاً من الفنانين اللبنانيين يملكون مثل شعبيتك في مصر؟
- الحمد لله، لا يمكننا أن نلغي محبة الكثيرين من مختلف الدول العربية، مع التأكيد أن الدخول إلى الساحة المصرية ليس بالأمر السهل. والحمد لله استطعتُ من أول أغنية أن أحقق شعبية كبيرة فيها. في نهاية المطاف محبة الناس لا يمكن تصنيفها بسهولة.
? سبق أن قلت إن كل الموجودين على الساحة اليوم يغنّون، وكأنك لا تعترف بنجومية أي منهم، أو أن جميعهم بحجم واحد. فهل هذه هي نظرتك فعلاً إلى الساحة الفنية؟
- لست بموقع تصنيف نجومية أي فنان، ولكن للنجومية مُرادِفاً ينساه الجميع، وأنا شخصياً لا يمكن أن أنساه أبداً، وهو الاستمرارية.
? هل هذا يعني أن الأجيال المقبلة لن تتذكر أعمال أي من الفنانين الموجودين حالياً، كما هي الحال بالنسبة إلى أعمال كبار الفنانين أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وصباح وفيروز ووديع الصافي وغيرهم؟
- جورج وسوف مثلاً فنان ونجم كبير جداً، ولا شك أنه حجز لنفسه مكاناً إلى جانب أسماء كبار الفنانين الذين أشرتِ إليهم في سؤالك.
? سبق أن خضتَ تجربة التمثيل في مصر من خلال فيلم «أول السطر»، فهل يمكن أن تكرر هذه التجربة مجدداً؟
- حالياً أركّز على الغناء، ولكن لا مانع عندي من تكرار تجربة التمثيل في حال توافر العرض المناسب.