وجع الحروف

الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح... خسرناك!

1 يناير 1970 06:33 ص

في الحادي عشر من شهر رمضان الفضيل، تلقيت اتصالا من زميل مخضرم يحترم جزئية أخلاقيات العمل Business Ethics وهو ملم بلغة الأرقام وطبيعة إسقاطها على أرض الواقع اقتصاديا.
استغربت من تذكيره لي بمقال نشر قبل ثلاث سنوات وتحديدا في 7 يوليو 2015 معنون بـ «الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح... الغائب الحاضر!».
عدت إلى ذلك المقال، ووجدت أنه قد حدد أربع نقاط موجزة لفتح المجال أمام الإصلاحات الاقتصادية حسب مقابلة أجرتها معه «العربية نت» ونشرت في «الراي» عدد 20 مايو 2014.
بوفهد ? الشيخ سالم كان رأيه الفني اتجه بعدم قبول صفقة «الداو»... وتعال راجع ما حصل للاقتصاد بعد غيابه !
موظفو البنك المركزي يعرفون محافظ البنك المركزي السابق الشيخ سالم، وتحدثوا عن جوانب تستحق الإشادة، خصوصاً تلك التي حدثت بعد انتهائهم من مؤتمر شاركوا فيه بجدة، وطالب من يريد العودة معه في الطائرة الخاصة أن يأتي و«الطيارة فاضية»، وفوق هذا تكفل بإيصال كل موظف إلى باب منزله... أستحلفكم بالله العلي العظيم، هل هناك أروع من هذا الموقف النبيل.
أتحدث عنه لربما أنني حساس في جانب القيادة الأخلاقية، وكيف أن القيادي تستدعي الضرورة أن يكون في مقام الأب الروحي للمؤسسة وموظفيها، ويجب أن يكون مثالا يحتذى به Role Model... وذهاب القدوة أو العمل على تقليل وزنها في أي منظومة فإنه بلا شك يترك فراغا من الصعب تعويضه.
انتهت المكالمة بالاتفاق ان «الاقتصاد الكويتي خسر بخروج سالم عبدالعزيز الصباح بو فهد و... خسرناك».

الزبدة:
لا حاجة لي من وراء هذا العرض... فأنا متقاعد أبحث عن لقمة عيش شريفة، وأحاول أن أذكر أصحاب القرار والعموم بأهمية استنساخ النماذج الإصلاحية لاسيما المرتبط منها بالاقتصاد الكويتي الذي يعاني من «تشقلبات» ما «ترقع»!
فالشاهد أننا بحاجة إلى أصحاب العقول النيرة، والإشادة بمن يستحق الإشادة والاختلاف وارد، لكن لا أحد يختلف حول فهم وإدراك وخبرة ومعرفة الشيخ بلغة الأرقام، وقد طالبت آنذاك بأن يتم إنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد يرأسها الشيخ سالم العبدالعزيز.
ليعذرني مَنْ يرى خلاف ذلك، فالأمثلة التي سمعت عنها ولم أذكرها كثر وكانت الصورة Image قياديا ما زالت راسخة في ذهن الأوفياء ممن تعامل مع بوفهد.
الكويت بحاجة إلى عودة أصحاب الرؤى ممن يتسمون بنموذج عمل أخلاقي مدعم بالخبرة والمعرفة والرشد والنزاهة ومحقق للنتائج.
عودوا إلى ذلك المقال وأقرأوه بتمعن، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وتقبل الله طاعتكم جميعاً فرداً فرداً... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi