شن الصليبيون حملتهم الأولى في العام 1095 ميلادية استجابة لنداء بابا الفاتيكان (أوريان الثاني) الذي دعا لتخيلص القدس وعموم الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين!
وكان شعار الصليبيين الواضح هو (G-G-G) التي تعني (الله والمجد والذهب) فهم يقاتلون من أجل الله، ولكن من دون نسيان طلبهم للمجد والهيمنة وكذلك الاستيلاء على كنوز العالم الإسلامي الذي يسيل له لعاب أوروبا!
احتل الصليبيون القدس العام 1099 (492 هجرية)! وذلك بعد ارتكابهم مجازر رهيبة ضد المسلمين وسلب ونهب!
كتب مؤرخ صليبي ممن شهد هذه المذابح (ريموند اوف أجيل) أنه عندما توجه لزيارة ساحة المعبد غداة المذبحة التي أوقعها الصليبيون ببيت المقدس، لم يستطع ان يشق طريقه وسط أشلاء القتلى إلا بصعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه!
وظلت مدينة القدس أسيرة في أيدي الصليبيين إلى أن حررها صلاح الدين العام 1187 (أي بعد 88 عاماً من احتلالها).
وقد درسنا كيف كان سلوك صلاح الدين مع الصليبيين الذين كانوا في المدينة، حيث لم يرق أي دم ولم ينتقم منهم، بل عفا عنهم وأطلق سراح أسراهم وسمح لهم بحمل أمتعتهم معهم!
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ونحن نتابع ما فعله جيش الاحتلال الإسرائيلي المعتدي ضد الأطفال والشباب الفلسطيني الأعزل الذي لم يجد له وسيلة للتعبير عن غضبه من نقل السفارة الأميركية إلى القدس إعلاناً من الولايات المتحدة بانتهاء النزاع على مدينة القدس التي أصبحت العاصمة الأبدية - بزعمهم - للكيان الصهيوني، وزيادة في التحدي والبطش، فقد شاهدنا الطائرات الإسرائيلية تقصف الشباب الفلسطيني لتقتل أكثر من ستين منهم بدم بارد وسط صمت دولي مريب!
لا نملك إلا أن نقول لأهلنا في فلسطين: فصبر جميل، وهذه ليست نهاية المطاف، فهاهم المسلمون قد صبروا 88 عاماً على ظلم الصليبيين وطغيانهم إلى أن مكنهم الله من تحرير القدس، ونكبة فلسطين الحديثة لم تتجاوز السبعين عاماً ولا بد أن طرد اليهود من فلسطين قريباً بإذن الله، ولكن لا بد من إعداد العدة قبلها!
لقد بدأ صلاح الدين بإسقاط الدولة العبيدية التي أسموها بالفاطمية، فقد كانت شوكة في خاصرة المسلمين كما هي إيران اليوم، ثم وحد البلاد الإسلامية في دمشق والشام ومصر، وجهز الجيوش وأعد العدة للمعركة الحاسمة!
«عاصفة الحزم» بداية
قبل ثلاث سنوات انطلقت «عاصفة الحزم» بمشاركة تحالف من عشر دول مسلمة لتحرير اليمن، وقد استطاعت العاصفة بفضل من الله تعالى أن تحرر الكثير من المناطق وتوقع بالحوثيين هزيمة منكرة، لكن للأسف أن الخلافات التي وقعت بين دول الخليج قد عرقلت جهودها المباركة، وكذلك الاتهامات الغربية الظالمة للسعودية، لكن سينتصر أهل الحق بإذن الله وستكون هذه هي بداية العزة للمسلمين والتحرك لتحرير بلاد المسلمين بإذن الله!
إن الصهيونية النصرانية التي سخرت نفسها لتحقيق حلم اليهود في فلسطين وحشدت جميع مكرها وإمكاناتها لخدمة مشروعهم الاستعماري لن تضرنا شيئاً وستتحرر فلسطين بإذن الله، فاصبروا إن العاقبة للمتقين!
يقول الله تعالى: «وقلنا لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا».
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيرها: «لما كان اليهود وقتها متفرقين في الأرض فإن الله تعالى سيجمعهم في مكان واحد لكي يتحقق قوله تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا)»!.