نعم رمضان كريم، ومن فرائضه وسننه، التصدق والزكاة والعطاء. ولكن رمضاننا في الكويت وللأسف أصبح شهراً للتبذير، فقد تحولت مطابخنا هذه الأيام لفروع جمعيات تعاونية لكثرة ما فيها من كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة والمرطبات والفواكه المجففة، تكفي لإطعام «فريج» كامل لا بيت واحد فقط. ولو رأى حاتم الطائي «سماط الفطور» الخاص بنا، لخجل وأحسَّ بأنه بخيل.
وأمسينا بعد ذهابنا لصلاة التراويح، نرى فائض الطعام من وجبات إفطار الصائم ملقاة عند جدران المساجد، ما جعلنا نهدد بالتوقف عن التبرع لدعم هذه الوجبات.
وقالت إحدى وكالات الأنباء الغربية مستهزئة، إن فائض وجبات الطعام عند المسلمين في رمضان يمكن أن يطعم جوعى أفريقيا جميعهم، بل ووصل الأمر ببعض من يدعون الحاجة والعوز أن يرفضوا فطرة الصائم المستنّ أن تكون من قوت أهل البلد، ويطالبوا بأن تتحول إلى مبالغ نقدية... «طرار ويتشيرط».
إن النعمة زوالة ولا تدوم إلا بشكرها والحفاظ عليها، وعلى أئمة المساجد والدعاة محاربة هذه الظواهر السلبية، وحثّ الناس على الحدّ من هذا الإسراف الزائد، وألا تُصرف صدقة إلا لمحتاجيها الحقيقيين، وأن تقوم الجمعيات الخيرية على إيصال هذا الفائض من الطعام إلى محتاجيه في الدول الفقيرة.
وأختم باستئذان قرائي الكرام بأخذ إجازة رمضانية روحانية، أتفرغ فيها لسنن وعبادات هذا الشهر الكريم، والتواصل مع الأرحام والأصدقاء، راجياً من الله أن يتقبل صيامهم وقيامهم، وأن يديم على الكويت الحبيبة وأهلها الطيبين ومن عليها من الشرفاء الأمن والأمان، وكل عام والجميع بخير، وألقاكم إن شاء الله بعد عيد الفطر السعيد.