خلال أمسية أقامها «البيان الأدبي» في مكتبة الكويت الوطنية

شعراء... أنشدوا للحياة والقلوب قصائدهم

1 يناير 1970 04:16 ص

أطلق ملتقى «البيان الأدبي» فعالياته بأمسية شعرية، جاءت تحت عنوان «الشعر سفير الشعوب والقلوب»، وتعاونت مكتبة الكويت الوطنية، في إقامة هذه الأمسية التي شارك في إحيائها الشعراء محمد توفيق، وموضي رحال، وخلف كلكول، ومريم فضل، وحمدان العوفي، وأدارها الكاتب محمد حمود البغيلي.
وأوضح البغيلي في تقديمه للأمسية، أن الملتقى حديث في نشأته، وهو يشبه الملتقيات، والأندية والفعاليات الثقافية الأخرى التي تقام على أرض الكويت. مرحبا بانضمام كل المثقفين والأدباء ومن لديه نفس إبداعي إلى الملتقى، من أجل المشاركة في صناعة المشهد الثقافي والأدبي داخل الكويت وخارجها. شاكرا المكتبة الوطنية على تقديمها الدعم والتسهيلات الفنية، والترتيب، والتنظيم للملتقى.
وأنشد العوفي قصيدة عنوانها «وادي الرمان»، والتي احتوت على مفردات شعرية متناسقة مع الكثير من المضامين الإنسانية ليقول:
أيقنت بأنك ماكرة
وحياتك أمكر ما فيك
حسن في الخد وفي المجل
رسم يغتال محبيك
عيناك قصيدة رحال
 يترنم فيك ويحكيك
وألقت رحال قصائد اتسمت بالقوة، والتماسك في ما يخص استلهام المشاعر التي تتوهج حلما ودفاعا عن المقدسات الإسلامية، تلك التي استلهمت فيها رؤى حسية مفعمة بالحضور، ومتناسقة مع الكثير من المعاني المرصودة لتقول:
لا تفتحوا تاء الممات وتربطوا تاء الحياة
لا تفتحوا للموت بابا لجهل في عقد الطغاة
يا قدس عذرا أن جرح الشام صيرنا شتات
ماذا سيكتب سابع العوام في عقل الرواة؟
ماذا نقول لقادم الأجيال عن حرب الهواة؟
وأنشد كلكول بعضا من قصائده، التي تتواصل فيها الرؤى من خلال المفردات الجذلة، والصور البلاغية المحكمة، واللغة الشعرية المنتقاة من الحياة، في أنساق فنية وشعرية جذابة... ليقول في قصيدة «زمن الصبا»:
لا حال يبقى كما ترجوه أسماء
دوما يجيء وراء البدء إنهاء
تمضي السنون وجل القوم في ترف
والعمر يمضي وما في الأمر إرجاء
 كنت الوسيم الذي تهواه فاطمة
وتشتهي وصله دعد وعفراء
وفضل، ألقت قصائدها التي تضمنت الكثير من المعاني المكثفة، في أنساق فنية متنوعة، وذات أبعاد إنسانية متشعبة، وبلغة رصينة هادئة... لتقول في نص «الشتاء»:
خلقت فصول الكون مؤرقة
إلا الشتاء بفصله عذب
وقالت في نص «عناقك مربك»:
أريدك بالسلام وارتجيهم
فأدخل بالسلام على رفاقي
عيون الصاحبات عليك دوني
 ويا قهري لصدك واحتراقي.
وتوفيق ألقى قصائد، امتازت بالحضور الشعري الجذاب، بفضل ما احتوته من مفردات حيوية، وذات قدرة عالية على التعبير عن المشاعر بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وذلك وفق صور شعرية، متحركة في أكثر من اتجاه، ومنها «لهيب فر من رئتي إليك» و«خانق العطر»... ليقول في القصيدة الأخيرة:
يا خانق العطر هل ساءلت أنفاسي
عن دكنة تحتوي نبضي وإحساسي
غيبتني في سماء لست أعرفها
وكم تريق تباريحي على كاسي
يا ملهم الطير تغريدا وتسرية
عمري يؤرجحه سهدي وآجاسي