خلال ورشة عمل جمعت أعضاء من البنك الدولي ورئيس جهاز تطوير مدينة الحرير وجزيرة بوبيان

ناصر الصباح: نحتاج من جيراننا أن يفهموا المنطقة ... وأن يتعاونوا معنا لتكون واحة سلام

1 يناير 1970 09:32 ص

تحديات كبيرة تواجه الكويت
... ولكن إرادتنا أقوى

البلاد قادرة على أن
تكون مركزاً عالمياً
يخدم العديد من البلدان

فلسفة دول «التعاون»
تتطلع للاستفادة من كامل
قدرات المنطقة

حماس أكثر من أي وقت
مضى على مستوى المجتمع
والاهتمام السياسي

مشروع مدينة الحرير
وجزيرة بوبيان سيساعد
العراق وإيران بشكل خاص

الرؤية تمثل الكويت
في زمن ما قبل النفط
... المجتمع كان يتمتع
بالتسامح وتقبل الآخر

في ذلك الزمن لم نرَ اختلافاً
على مستوى الدين أو الفلسفة
أو الثقافات... بحاجة لإعادة
تأهيل في هذا الجانب

المشروع يمثل مخرجاً
مفتوحاً لآسيا الوسطى
وجنوب روسيا ومنغوليا

للاستفادة من الصحراء الكبيرة
الواقعة بين العراق والسعودية

لن نكون مثل هونغ كونغ
أو سنغافورة لكن لدينا طرق
مختلفة للنظر إلى واقعنا

المدلج: المشروع يقدّم
خدمات مالية وتعليمية
وصحية

وضعنا قانوناً خاصاً
لتكون أول بداية
للمشروع على أرض
الواقع

رعد: عرضنا تجارب
«جبل علي» ومنطقة
العقبة وجنوب أميركا



على خطى العود، سار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد لاستكمال مشروع تطوير مدينة الحرير (الصبية) وجزيرة بوبيان، متشبثاً برؤية صاحب السمو أمير البلاد نحو الانفتاح الاقتصادي لوضع الكويت على خارطة البلدان الاقتصادية والاستثمارية والسياحية من خلال إنشاء وإنجاز مشاريع التنمية الكبرى، وعلى رأسها مدينة الحرير.
قاعة «الدانة» في فندق «الشيراتون»، احتضنت صباح أمس ورشة عمل متخصصة جمعت أعضاء البنك الدولي مع رئيس جهاز تطوير مدينة الحرير وجزيرة بوبيان، لمناقشة تفاصيل تطوير الجزر ومشروع بناء ميناء بحري جزيرة بوبيان، لخدمة مصالح الكويت ودول الجوار، ليربطها بشبكة عالمية لتقديم الخدمات المتكاملة في مجالات الشحن ونقل الركاب.
وفي كلمة له، قال الشيخ ناصر إن «هناك تحديات كبيرة تواجه الكويت لتحقيق رؤيتها، إلا أن الإرادة أقوى من ذلك بكثير». وأضاف «منذ أن وافق صاحب السمو على هذه الرؤية (وتحديداً قبل نحو عامين و3 أشهر)، وقال لنا اعتبروا أنها بدأت للتو، إلا أنها للأسف أخذت وقتاً طويلاً وما زلنا في البداية»، مبيناً أن اليوم يوجد الكثير من الحماس أكثر من أي وقت مضى لاسيما على مستوى المجتمع الكويتي، بالإضافة إلى الاهتمام السياسي الذي أبدى قلقاً كبيراً للنظر إلى أين نقف وكيف يمكن أن نحقق هذه الرؤية.
وأشار الصباح إلى أن هذه الرؤية تمثل الكويت في زمن ما قبل النفط، حيث كان المجتمع الكويتي يتمتع بثقافة التسامح وتقبل الآخرين والرغبة في مساعدتهم، وفي ذلك الزمان لم نرَ اختلافاً على مستوى الدين أو الفلسفة أو الثقافات، مشدداً على أننا بحاجة إلى إعادة تأهيل في هذا الجانب، وأن نعود مرة أخرى لمثل هذا النموذج المجتمعي كما اعتدنا عليه تاريخياً.
وقال الشيخ ناصر «تمثل الكويت مركزاً لمساعدة جيرانها، وعلى سبيل المثال منطقة آسيا الوسطى تحتاج الكثير من المساعدة، إلا أنه للأسف نجد أن الطرق محدودة لتحقيق ذلك، لكن من خلال رؤيتنا نريد أن يكون مشروعنا والذي يمثل جزءاً من العالم، مخرجاً مفتوحاً لآسيا الوسطى وجنوب روسيا ومنغوليا وجميع الأجزاء الآسيوية».
وأكد أن الكويت قادرة على أن تكون مركزاً عالمياً يخدم العديد من البلدان لاسيما عبر مشروعها المتمثل في مدينة الحرير وجزيرة بوبيان، وسيساعد هذا بشكل خاص كلا من العراق وإيران اللتين تحتاجان إلى الكثير من المساعدة، مشدداً على أهمية أن نكون أصدقاء مع هذه الدول جميعها، مبيناً أن ذلك يمثل التزاماً علينا وأن نتعامل مع هؤلاء الذين هم في حاجة حقيقية.
ولفت الصباح إلى أن المسألة معقدة أكثر كونها تشمل أبعاداً تتعلق بالتاريخ والثقافة والتجارة والسياحة والطب، مشدداً على أهمية أن يكون هذا الجزء من العالم فريداً من نوعه، «لن نقول إننا سنكون مثل هونغ كونغ أو سنغافوره، لكن لدينا طرق مختلفة للنظر إلى واقعنا».
وأشار إلى أن المنطقة تتمتع بوجود مساحة ضخمة بالإمكان الاستفادة منها من خلال التعاون بين الدول، قائلاً «نحتاج من جيراننا الآخرين أن يفهموا هذه المنطقة، وأن يتعاونوا معنا لتكون منطقة سلام وتحقيق النجاحات».
وبيّن الصباح أن المنطقة تتمتع بوجود دول غنية، إلا أنه ليس لديها ما يمكّنها من الوصول إلى بعضها البعض، وللأسف لدينا أوضاع مضطربة في هذه المنطقة، لكن في المنظور المستقبلي القريب نأمل أن تكون الأمور أكثر استقراراً مما مضى، لكن يجب علينا ألا ننتظر حتى تستقر الأمور، بل ينبغي أن نكون في جهوزية.
وأشار إلى أن فلسفة دول مجلس التعاون تتطلع للاستفادة من كامل القدرات في هذه المنطقة لاسيما من خلال المناطق الواقعة على البحر الأحمر والقرن الأفريقي، بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط، لافتاً إلى أن من بين المناطق التي يمكن الاستفادة منها تلك الصحراء الكبيرة الواقعة بين العراق والمملكة العربية السعودية التي بالإمكان استغلالها في تأسيس مشاريع تتعلق بالصناعات الثقيلة، كذلك بالإمكان الاستفادة من المنطقة المطلة على البحر الأحمر في السعودية، وأيضاً منطقة العقبة الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية التي تتميز بوجود المعادن.
وتمنى الصباح من خلال هذه الورشة تقديم الفائدة من خلال عرض الخبرات والتجارب الأخرى، لتجنب الفشل وأن تسير رؤية البلاد على درب النجاح.

المدلج
من جانبه، عبّر رئيس جهاز تطوير مدينة الحرير وجزيرة بوبيان، فيصل المدلج عن تقديره لجهود التعاون المبذولة من قبل البنك الدولي في ما يتعلق بتقديم المشورة في المشروع الكويتي الذي يمثل طموحاً تتطلع إليه البلاد في المستقبل.
وقال المدلج إن الهدف من هذا المشروع يأتي لإيجاد بدائل أخرى لمصادر الدخل في البلاد بدلاً من الاعتماد على مصدر رئيسي والمتمثل بالقطاع النفطي، مشيراً في الوقت عينه إلى أن هذا المشروع يستهدف أن يكون بوابة تجارية آمنة للمنطقة التي تمثل آسيا الوسطى والدول القريبة منها، وتتمتع بوجود نحو 240 مليون نسمة، لافتاً إلى أن المشروع يسعى لأن يكون مركزاً يزودهم بمختلف الخدمات لاسيما المالية والتعليم والصحية.
وأوضح أن مجلس الأمناء بدأ بالعمل من خلال تقديم بعض الدراسات للتعرف على المعلومات المهمة في هذا المشروع، كما يقوم بأخذ الاستشارات وأيضاً التواصل مع البنك الدولي، وأخيراً تم سنّ قانون خاص لمنطقة المشروع لتكون أول بداية لها على أرض الواقع.
من جانبه، أشار مدير مكتب البنك الدولي في الكويت الدكتور فراس رعد إلى أن البنك يتطلع إلى تعزيز مثل هذه النقاشات خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع وجود فريق كبير جداً من قبل البنك بقيادة مديرين من مجالات متنوعة وهو الأمر الذي سيساهم في إثراء النقاشات بالخبرات المختلفة.
وقال رعد «عندما التقينا مع مجلس أمناء المشروع طلب منا التركيز على أشياء متميزة، منها النظر إلى الفكرة نفسها المقترحة، والنظر إلى الخبرة العالمية وما هي الدروس التي من الممكن أن نتعلمها، بالإضافة إلى النقاشات المتعلقة بالنموذج التمويلي، والنظر إلى الإطار القانوني».
وأشار رعد إلى أن هذه الورشة ستركز بشكل أساسي على الخبرات العالمية، وما هي الدروس التي من الممكن أن نتعلمها، حيث سيتم عرض تجارب من القارة الآسيوية سنغافوره وهونغ كونغ وكذلك سيتم عرض تجارب أخرى على مستوى المنطقة مثل جبل علي ومنطقة العقبة، وأخرى أيضاً في جنوب أميركا، وهي خبرات متنوعة تخبرنا عن النجاحات ومحطات الفشل.
واستطرد «كما نتطلع في هذه الورشة إلى النظر لعوامل أخرى، منها كيف سيكون لهذه المبادرة تأثير على البيئة المالية الكلية في الكويت، والنظر إلى أوجه التواصل بين الكويت وجيرانها في المنطقة وأيضاً ما هي متطلبات التخطيط الحضري المناسب».

لقطات


10 «عويات» فقط

? أوضح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، أنه طلب من أعضاء «مشروع كفو» مناقشة 10 أولويات فقط في الاجتماع الواحد ليتنسى لنا سماعها بشكل جيد ومناقشتها وتعديلها إن تتطلب الأمر. ومازحهم بالقول «(خلكم أوادم) أبي منكم 10 (عويات) فقط».
? رحب الشيخ ناصر بالضيوف الموجودين من البنك الدولي، وعلى رأسهم فراس رعد، قائلاً «هو صديق جيد، إلى جانب أنني أعرف شخصياً بعضاً من أفراد أسرته في الأردن، حيث أمضيت سنوات بالدراسة في جامعات المملكة».
? وجه الشيخ ناصر التحية إلى الوجوه الجميلة الجالسة إلى يمنيه (اقتصاديون ورجال الأعمال)، واصفاً إياهم بـ «الطيور النوارس».
? قدّم رعد رؤية البنك لمساعدة الكويت في مشروع مدينة الحرير، عرضاً باللغة الانكليزية، قبل أن يطلب إخلاء القاعة من الصحافيين.
? غادر الشيخ ناصر صباح الأحمد القاعة بعد نصف ساعة من بدء ورشة العمل لارتباطه بحضور جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية.
? قال أحد أعضاء البنك الدولي، إن الاجتماع يعقد بطريقة ودية، ولم يتم توقيع اتفاقية شراكة لغاية الآن مع مجلس إدارة جهاز تطوير مدينة الحرير وجزيرة بوبيان والدراسة المقدمة اليوم ببلاش.
? حضر الورشة أعضاء مجلس الأمناء بجهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) وجزيرة بوبيان، المهندس سالم مثيب الأذينة، ومحمد جاسم المرزوق، وعمران حبيب جوهر حيات، بالإضافة إلى عدنان عبدالعزيز البحر، والدكتور خالد عيد النصار، وطارق عبدالعزيز سلطان العيسى، والمهندسة سارة حسين أكبر، ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميلة فاطمة حسين العيسى، وأمين سر الجمعية الزميل عدنان الراشد، ورئيس تحرير الأنباء الزميل يوسف خالد المرزوق.

محاور الجلسات

تتضمن جلسات المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم، العديد من ورش العمل.
وتتناول الجلسة الثانية مشروع بوابة الكويت الشمالية (تمهيد الأرضية) بمشاركة مستشار أول في مجموعة البنك الدولي خوان خوسيه دابوب.
أما الجلسة الثالثة، فتستعرض تجربة سنغافورة بمشاركة رئيس قطاع ترويج الاستثمارات والاستشارات الإستراتيجية التابع للهيئة السنغافورية لابتكارات التطوير الاقتصادي، تشوين مينغ لين، في حين تقدّم الجلسة الرابعة تجربة هونغ كونغ بحضور الدكتور تيرينس تشونغ من الجامعة الصينيية في هونغ كونغ، والذي كان يشغل منصب مستشار وحدة السياسات المركزية في حكومة هونغ كونغ.
بدورها، تتمحور الجلسة الخاسمة حول جوانب التخطيط الحضري بمشاركة اختصاصيي تطوير حضري يوان تشياو، وفؤاد ملكاوي، بينما تتناول الجلسة السادسة الاتصالات واللوجيستيات الإقليمية بمشاركة اختصاصي النقل هشام فؤاد، ونظرة ختامية شاملة بمشاركة مديرة ممارسات وتحويل وتنافسية وابتكار، نبيلة عساف.
وتناقش الجلسة السابعة التجربة العالمية في تشغيل الأراضي الاقتصادية الخاصة، الجوانب الإستراتيجية والقانونية والتمويلية، بمشاركة اختصاصي قطاع خاص ريادي، مايكل وونغ، واختصاصي في قطاع خاص أول، شريف محتسب، والخبير القانوني لويز ألكوفورادو.
أما الجلسة الثامنة فتأتي بعنوان التجربة المكسيكية، وتعقد بحضور رئيس قطاع الإستراتيجيات في الهيئة الفيدرالية المكسيكية لتطوير المناطق الاقتصادية، كارلوس زافرا، بينما تحمل الجلسة التاسعة عنوان تحليل اقتصادي كلي وتشخصيص بمشاركة الاقتصادي، سونا فارما.
ويختتم المؤتمر بالجلسة الحادية عشرة التي تدور حول مناقشة تفاعلية جول الخطوات المقبلة بمشاركة دابوب.