لم يتبقَ على شهر رمضان الفضيل إلا بضعة أيام! الكل استعد لهذا الشهر الكريم، الأسواق جهزت جميع الأصناف الغذائية لكي تضمن ألا يفتقد الصائمون أي سلعة من السلع، بل إن الجيوش الجرارة التي أخرجت لنا الآلاف من الطباخين الخاصين الذين يتفننون في طبخ ما لذ وطاب من الطعام وتوصيله إلى البيوت، ولا أحد يسأل عن الأسعار، المهم الاستمتاع بالأكل الشهي! وكأنما هنالك مجاعة قادمة تعد الدولة العدة لها لتجاوزها!
موائد الإفطار الرمضانية في البيوت قد تخطت بدرجات كل ما يمكن أن يتصوره إنسان، ولو وزعنا الأكل فيها على الجميع لأطعم خمسة أضعاف الشعب الكويتي يومياً!
ويكتظ ذلك الليل القصير في رمضان بمئات المناسبات الاجتماعية وزيارات الأقارب والدواوين المشرعة طوال الليل وتنظيم المسابقات، وكأنما الناس يبحثون عن وسيلة للهروب من عبء الصيام!
أما الجزء الأهم من رمضان، وهو العبادات، فإنها تتقلص كنتيجة حتمية لتلك النشاطات المنافسة، وقد اختفى أولئك الأئمة الذين كانوا يمتعوننا بالقراءات الطويلة والخشوع، ولا تكاد تسمع إلا عن بضعة مساجد يقرؤون ربع جزء من القرآن كل ليلة!
وهكذا يتحول رمضان إلى موسم ممتع ومسلٍ، ولكن تنقصه الروحانيات التي يطلبها الجميع!
اللهم بلغنا رمضان وارزقنا حسن الصيام والقيام، وامنن على الأمة الإسلامية بالسلام والعدل والوحدة والنصر على الأعداء.