قبل الجراحة

حكمة الدولة

1 يناير 1970 06:24 م

الدول لا تقاس بمساحتها أو عدد سكانها، هكذا كان أبو جاسم يردد دائماً أمام الجميع.
لكن بالتأكيد تقاس بأفعالها وتأثيرها على جيرانها ومحيطها الإقليمي وحضورها الدولي المؤثر.
نعم، إن الكويت ليست بالدولة الكبيرة في المساحة أو عدد السكان، إلا أنها تمتلك مقومات الدولة المدنية الحديثة.
نعم، إنها لا تستطيع أن تفرض رأيها على أحد، لكنها تستطيع بسياستها الهادئة المتزنة أن تجعل الجميع يستمع لطرحها.
نعم، إنها ليس بتلك القوة التي تستطيع أن تفرض أفكارها على دولة كبيرة وجارة مثل إيران، إلا أنها تستطيع أن تجعل إيران تستمع لها وتحاورها بكل حكمة وهدوء.
نعم، إنها ليست بحجم جار مثل العراق، ولا تمتلك ثروات طبيعية بضخامة ما يمتلكه العراق الذي في أحد الايام قام بغزو الكويت، وتدمير بنيتها التحتية، ونهب ثرواتها، لكنها بحكمتها استطاعت أن تمد جسوراً عدة من التواصل مع العراق، واستطاعت أن تقدم المساعدات للعراق وطي صفحات الماضي وتعمل على تطوير علاقتها معه للأفضل.
نعم، إنها صغيرة بحجمها، لكنها استطاعت بأخلاقها كسب احترام الدول العربية والأجنبية. صحيح أنها لا تستطيع ان تجبر أياً من هذه الدول على أي فعل، ولكن استطاعت أن تحاورهم وتفرض عليهم سياستها الهادئة.
صحيح إنها دولة صغيرة، إلا أن كل الدول الأوروبية تضع ثقتها في حكمة سياستها، وتعلم قبل غيرها مدى تأثيرها الإيجابي على الأحداث الدولية.
إذاً إنها الكويت التي استطاعت بكل هدوء وحكمة أن تكسب احترام الدول الأخرى.
إذا دولة استطاعت أن تفعل كل ما سبق وأكثر خارجياً، فإنها تستطيع أن تفعل الكثير داخلياً...
دولة لها كل هذه الأفعال على الساحة الخارجية، تستطيع بكل حكمة أن تعفو عن أبنائها، وأن تحافظ على مستقبلهم، ومستقبل أسرهم من الضياع.
كلنا يقين أن الحكمة ستنتصر، وأن دولة نجحت باحتواء العديد من المشاكل الدولية والإقليمية، ستستطيع أن تحتوي أبناءها، وأن تعمل على صيانة مستقلبهم العملي وحياتهم العائلية.
الله يحفظ الجميع...